22_لست مستعدة

126 11 3
                                    

تعال معي لأريك فني.. وأرسم بفرشاتي أسراري.. لتغرق في بحر أفكاري..

***

صوت خطوات في رواق البيت هو كل مايسمع في هدوء الليل وعتمة الظلام.. سماء داكنة زرقاء جميلة مرصعة بالجواهر والياقوت لتصبح درية بتلك النجوم اللامعة وكأن السماء لها رداء فاخر يُغَيَرُ كل حين..

صباحا بفستان أزرق فاتح لكن بزينة الغيوم المتحركة تملأه.. وعند المغرب رداء برتقالي وخيوط الأفق حيث تميل الشمس وتختفي عائدة لوكرها ويأتي بدلها القمر ويخرج من جناحه كمصباح يضيئ الليل فتستطيع الرؤية..

وتعود لتغير السماء رداءها وتلبس الأزرق الداكن يميل للسواد فتحدق بما خلقه خالقك وتندهش من إبداعه الذي لا يوجد مثله قَطُ..

أنزلت فكتوريا زرقاوتيها نحو الأسفل وهي تطل من النافذة ومقلتيها تتبعت أليكس وهو يركب سيارته ويغادر..

_أظنني سأجن حتما إن لم أصارحه..

تمتمت بخفوة وهي تراقب سيارته التي إختفت عن أنظارها..

تنفست بهدوء قبل أن تستدير على صوت طرقات لباب غرفتها.. وقبل أن تنطق لتسأل من الطارف فتح الباب ليظهر أخوها من ورائه..

_أمازلت مستيقظة..؟

_آه.. نعم لم أستطع النوم باكرا..

حكت رقبتها من الخلف فجعله ذلك يميل رأسه للجانب قبل أن يرمش ويعدل بدلته ومقلتيه توجهت نحو الباب حين سمعا صوت مواء..

_آه هرهورة إشتقت لها..

همست فكتوريا بمرح تركض نحو القطة التي دخلت توا وإلتقطتها تداعب فروتها والأخرى تموء بإستمتاع وتحرك مخالبها في الهواء..

_هل كانت عند الخالة هيذر..؟

أومأ برأسه بخفة يجلس على السرير ويتكئ بكفيه على الجانبين..

_لقد إشتقت لها كثيرا أظن أن علي زيارتها في أقرب وقت..

تحدثت بإبتسامة تتقدم لتجلس على الأرض قبالته والقطة في حظنها ورفعت رأسها نحو فيروزيتيه التي مر وميض أزرق بهما..

إعتدل في جلسته يدعك مابين حاجبيه قبل أن يأخذ نفسا عميقا ويشبك أنامله أمامه..

_أعلم أنك تتساءلين عن سبب مجيئي عندك في هذا الوقت..

إعتدلت في جلستها تترقب قوله وأعينها تتبعه عندما نطق بجدية..

_تعرفين أنكم جميعا أمانتي بعد وفاة والدي رحمه الله تعالى وسأقف معك في الطريق الذي تختارينه لكن ذلك لايعني أيضا أن أتركك تسقطين في الهاوية..

عقدت حاجبيها بتفكير عن سبب هذا الكلام المفاجئ قبل أن تفهم أنه يقصد موضوع الزواج..

ومن ملامحها علم بفهمها لمقصده فتحولت مقلتيه جانبا نحو النافذة ومرر لسانه على شفته السفلى قبل أن يتابع حديثه..

لحن الوقوع بيد منقذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن