4_لنصبح أصدقاء

302 16 7
                                    

_إذا....أرجوا أن نكون صديقتين..!

طرفت بعينيها لولهة ثم إندفعت نحوي بفرح كبير.. وكأنها غير مستوعبة:

_حقا..! أنا بالطبع موافقة.. بل جد موافقة... أتعلمين..؟ تمنيت أن أصاحب العرب كثيرا.. وأنا لا أملك أصدقاء هنا فأنا لاأخالط الناس كثيرا..

لمعت خضراواتيّ بحيرة: ألم تكوني تعيشي وحدك..؟

_كلا.. كنت أعيش مع أمي ولسبب حصولي على علامة جيدة إنتقلت للعاصمة.. أما أمي فتقطن في بلد آخر وليس بعيدا كثيرا..

_أليس لديك إخوة..؟ ماذا عن والدك..؟

إرتخت ملامحها للحزن.. فأسرعت أعتذر

_آسفة لم أقصد..

نفت برأسها وإبتسمت بحزن: لا بأس.. لاتعتذري..

أخذتْ نفسا ثم أضافت

_أنا البنت الأولى والأخيرة لوالدي... توفي أبي منذ منذ زمن.. كنت أعيش وحيدة مع أمي والآن بسبب دراستي إنتقلت من البلدة التي تعمل هي فيها..

شعرت بغصة في قلبي وآلمتني ملامحها الحزينة..
بالرغم من أنها تبدوا أجمل بها..

ماذا أقول بحق الله..؟

لو سمعت حواري مع ذاتي لظنت أني أحب أن تحزن وقد تطردني من بيتها..

نفظت أفكاري وحاولت مواساتها :

_لا بأس قد يعوظك الله خيراً..

ثم تذكرت ذاك الصليب الذي يطوق عنقها فسألت :

_أأنت مسيحية..؟

_نعم..

رفعت حاجبي: أليست لديك مشكلة مع المسلمين..؟

_كلا.. أنا في الواقع أحترهم لأنهم محترمون ودائما ماكان لدي فضول لمعرفتهم والحديث إليهم.. إنهم منورون..

توسعت عيناي وحدقت بها مطولة قبل أن أنطق

_حقا..؟!

أومأت وألحقتْها تظحك على مظهري المندهش..

بادلتها بإبتسامة: أنت إنسانة رائعة وطيبة.. تسرني معرفتك حقا..

ثم نظرتُ لساعة يدي:

_آسفة أعتقد أني أطلت البقاء هنا... شكرا لكِ على الضيافة وألتقي بك غدا إن شاء الله لنذهب للجامعة معا سويا..

_آ.. نعم أتشوق لهذا لنقم بالتنزه مع بعض.. وحدثيني عنكم وعن دينكم وكل شيء يخصكم أنتم العرب.. فإني فضولية جدا نحوكم..

هذه الفتاة..!

لطيفة ومرحة جدا..

وكذا مفعمة بالحيوية.. أتشوق لأرتقي بها مجددا في أقرب فرصة..

إبتسمت بسرور: طبعا.. فأنا لا أرغب بأن أكون وحيدة
في أول يوم لي هنا..

حاولت أن أستقيم لأنهض.. وبينما أنا كذلك دست على خماري بيدي فإنزلق من رأسي وظهر شعري البرتقالي..

لحن الوقوع بيد منقذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن