الفصل العاشر

18.4K 595 26
                                    

#عُرف_صعيدي
الفصل العاشر
( رُبَّ صُدْفَةٍ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ ميعادٍ )
______________________________________

_ أنهى مصطفى آخر درجة في السُلم فتفاجئ بخروج إحداهن من المطبخ، رفع ذراعه للأعلى أمام وجهه يمنع عينيه من التمعن بها وهتف متسائلاً بغلظة:-
مين اللي خالعة راسها ديي متعريفش أن فيه رجالة في السرايا!!

_ لم تتحمل صفاء الوقوف خلف الباب ومراقبة ما يحدث دون أن تضع بصمتها، دلفت للخارج مسرعة ولم تكترث لندائات والدتها الآمرة التي تحثها على التوقف مكانها وعدم التدخل فيما لا يعنيها، أقتربت من مصطفى وأردفت بخبث:-
دي ورد مرتك يا سي مصطفة معرِفهاش ولا إيه؟

''ورد!''
_ ردد بإسمها يستوعب حديث صفاء، إزدرد ريقه فهو ليس على إستعداد لمواجهة ذات الوشاح الأسود، لا يريد الإختلاط معها على حالتها تلك فتحسبه زواجاً حقيقياً ما إن رأها..

_ لا يوجد مفر أمامه، أخفض ذراعه ببطئ وتعمد أن يتحاشي النظر عنها لكن شئ ما جذبه لأن ينظر إليها وكأنه رأي تلك الهيئة من قبل، سمح لسودتاه أن تلتفت حيث تقف فذُهل مما وقع أمام مرأي عينيه

_ إنها هي! التي تفارق عقله في النهار ولا يعلم للنوم سبيل لصورتها التي يبدأ برسمها بوضوحٍ في مخيلته ليلاً، تمعن النظر فيها بعدم تصديق أهي كانت أمامه طوال الوقت ولا يعلم أنها نفسها من جمعتهم الصدفة ليلة زفافهم!

_ كم آراد لكم نفسه بكل قوته ندماً على هروبه منها، إضطرابات غريبة قد أصابته لحظتها ناهيك عن تدفق الادرينالين في الدم المندفع في شرايينه فتسبب في خفقان قلبه بقوة كما زاده حماساً و عنواناً ..

_ تفحص كل أنش بها بإهتمام واضح، صوب بصره على زرقاوتاها التي تشبه صفاء السماء والتي تختفي بين أهدابها الكثيفة التي تسر الناظرين، أخفض بصره قليلاً ليري وجنتيها الحمروتين وشفاها الوردية المنتفخة كحبة البرقوق، ثم تمعن النظر أكثر على إنحناءات جسدها الصارخة ذات اللون الحليبي، لم تكن نحيفة بل مليئة بعض الشئ ذات قوام ممشوق وياحبذا فستانها بنفسجي اللون الذي يتماشي بتناسق مع منحنياتها وينتهي طوله قبل ركبتيها..

_ ماهي إلا ثوانٍ قليلة إلا أنها قلبت كيانه بالكامل، إقترب منها حين إستشف أن ذاك الجمال الرباني يمكن لغيره رؤيته، هرع إليها ووقف قبالتها فخفق قلبها رعباً من طوله اليافع الذي شعرت به للمرة الأولي فعلى الرغم من كونها طويلة القامة إلا أنها شعرت بضئالتها أمامه..

_ جف حلقها من شدة التوتر التي وقعت بين ثناياه وخصيصاً بعد قربه منها لتلك الدرجة، خرج مصطفى عن صمته حين طُرق باب السرايا وهتف بعصبية:-
محدش يدخل إهنه

_ أمسك بيدها وأمرها بوجه محتقن:-
همي جدامي

_ أجبرها على السير خلفه بخطى سريعة كادت أن تتعرقل إثرها ، حركت رأسها عفوياً لتنظر إلى صفاء موحية إليها بإشارات معاتبة لخطتها اللعينة التي ستسبب لها المتاعب حتماً، غزت الإبتسامة شفاه صفاء حين طالعتها ورد ثم غمزت إليها بمرح وإنسحبت سريعاً داخل المطبخ بسعادة فلقد نجحت خطتها ..

عُرف صعيدي Where stories live. Discover now