الفصل الاول

53.4K 901 36
                                    

عُرفصعيدي
الفصل الأول
( إمتناع )
______________________________________

هل تسمعني؟ هل تكترث لأمري؟
أنا هنا أحتاجك وبشدة، لقد خُلقت من ضلعك،
فأنا المغلوبة على أمري أناديك من ثنايا قلبي،
مُد يدك لتخرجني من تلك البقعة التي إنحدرت داخلها
أصبحت شريك حياتي إذاً فلتحقق لي أهدافي،
لطالما حلمت بالحرية أنت كنت ملجئ الوحيد
ها أنا أمامك الأن فهل سنغدوا سوياً إن أمنت لي حقوقي؟

***

_ صدحت أصوات الزغاريد عالياً في أرجاء السرايا، تعالت هتافات الشباب وازدادت المباركات مهللين بسعادة

_ يتوسط أدراج سُلم السرايا شاب في مقتبل العشرين من عمره يرتدي جلباب صعيدي ناصع البياض يعلوه عباءة سوداء، يلوح بيده إلى أقاربه وأصدقائه وباليد الأخرى يحتضن يد عروسه المصُون التي ترتدي فستان زفافها الأبيض لا يظهر منها أي أنش حتى وجهها مغطى بوشاح أبيض

_ إقترب منه أخيه بإبتسامة هامساً في أذنه:-
بجولك إيه اطلع انت على أوضتك العالم ديي مهتمشيش واصل طول ما انت واجف لهم اكده

_ أماء له الآخر موافقاً إياه على إقتراحه، ثم استدار وأولى ظهره للجميع وانطلق على عُشه الجديد مرفرفاً بجناحته إلي حياته الزوجية التي ستبدأ للتو فور غلقه لباب غرفتهم

_ تنفس الصعداء حينما وصل إلى غرفته، لم يعد هناك المزيد وأخيراً سيمتع نظريه برؤية عروسه لطلاما تمنى رؤيتها بفروغ صبر

_ خلع عبائته ووضعها أعلى الأريكة المجاورة له وأقترب بخطاه نحو تلك الهادئة التي لا يصدر منها أي صوت، تقوس ثغره بإبتسامة حماسية لأنه لم يعد يستطيع الإنتظار، رفع يده وأزاح ذلك الوشاح ليُفأجئ بزرقاوتاها تحملق به

_ إتسع ثغره بإبتسامة عريضة حينما وقع بصره علي شفتيها الوردية المنتفخة وردد مبدي إعجابه بجمال خلقتها:-
'بيضاء تكحلت سلبت النظر، وخديها الوردي سبحان الذي خلج'

_ لم يصدر منها أي ردة فعل إلى الأن، حسناً ربما منعها حيائها ، رفع يده وتحسس وجهها الناعم بأنامله قائلاً:-
طلعتي كيف الجمر أحلى ما توقعت كماني، يابختي بيكي

_ تفاجئ بنفورها منه وتراجعها للخلف رافعة سبابتها في وجهه معنفة إياه:-
إياك تفكر تجرب مني وإلا هموت نفسي وأجيب لك مصيبة

_ إتسعت مقلتيه بصدمة جلية تشكلت على تقاسيمه من خلف تحذيراتها، حاول أن يتحلي بالصبر معللاً سبب ذعرها:-
متخافيشي أنا لا يمكن أمسك بسوء، أكيد طبعاً إنتِ كيف البنتة خايفة في ليلة زي ديي بس أني مبخوفش صدجيني

_ إقترب منها محاولاً طمئنتها لكنها تراجعت بخطوات أسرع حتى لا يصل إليها محذرة إياه:-
جولتلك متجرِبش مني، خليك عِندك يا "هلال"

عُرف صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن