الفصل التاسع

16K 557 27
                                    

عُرف صعيدي
الفصل التاسع
( تَمَرُد ) 
______________________________________

_ أشرق نهاراً جديد محمل بين طياته العديد من الأقدار للجميع، خرجت من غرفتها مسرعة ما أن استيقظت لعلها تطمئن على صحة العمدة، كانت تقدم قدم وتؤخر الأخري خوفاً من تصرفات السيدة نادرة المبهمة التي لا تعلم سببها ولما تفعل معها ذلك فلم يصدر منها أي أخطاء تُعاقب عليها

_ وقفت في منتصف الطابق في ذلك المرر الذي يجمع بين جميع الغرف وقبل أن تخطوا خطوة للأمام تفاجئت بيد تدغدغها من خلفها، أصدرت صرخة متوجسة خيفة من ذاك المجهول فأسرعت الأخري بوضع يدها أعلى فمها لكي تمنع صراخها الذي حتماً سيسبب مشكلة كبيرة

_ إلتقطت ورد أنفاسها التي إنحشرت داخلها من فرط الخوف حين رأت صفاء تقف أمامها، رمقتها بغيظ ورددت معاتبة:-
حرام عليكي يا صفاء جلبي وجع في رجليا ديي عاملة تعمليها بردك

_ إلتوى ثغر الأخرى متبسمة بإنتصار فلقد أخافتها على التمام والكمال، أخذت نفساً وأجابتها بمرح:-
وليه متجوليش أنتِ اللي خفيفة وبتخافي من خيالك؟

_ عقدت ورد ما بين حاجبيها بذهول ثم إستشفت لُعبتها ولم تعقب فهي ليست بارعة فيما تبتكر صفاء في فعله، بادلتها إبتسامة راضية وقالت:-
ماشي ياستي هعديهالك بس جوليلي الست نادرة فينها؟

_ لوت صفاء شفتيها كما قلبت عينيها بتذمجر ورددت مستاءة:-
ست نادرة بتحضر الفطور للعمدة تحت

_ تنهدت ورد براحة وأردفت بتلهف:-
زين جوي هدخل أطمن على عمي خليل طوالي جبل ما هي تاجي

_ أماءت لها صفاء بقبول ثم إنسحبت للطابق الأول سريعاً قبل أن يراها أحدهم، إستغلت ورد تلك الفرصة الذهبية وتوجهت نحو غرفة خليل سريعاً قبل أن تعود السيدة نادرة لكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن فصوتها الذي دوي عالياً قد أخاف ورد وخفق قلبها رعباً إثره:-
وجفي عِندك رايحة فين كأنها تيكية بوكي تروحي وتاجي على كيفك؟

_ إقتربت منها بمشوخٍ وقامة مستقيمة ثابتة وواصلت حديثها بقوة:-
إستاذنتي جبل ما تدخلي أوضتي ولا متعلمتيهاش ديي في داركم؟

_ صعقت ورد من إهانة نادرة التي لا تنتهي وحاولت الدفاع عن نفسها بنبرة مهزوزة:-
أني كنت هستاذن من العمدة جبل ما أدخل..

_ قاطعتها الأخرى بصياح مهاجمة إياها:- 
وتدخلي للعمدة وحديكي! مهتخلجيش عاد؟ ولا أنتِ متعودة على أكده

_ إتسع بؤبؤ عيني ورد بصدمة جلية رُسمت على تقاسيمها الرقيقة التي إنكمشت في نفسها من صدمتها، فغرت فاها وكادت أن ترد عليها رافضة لتلك الإهانة التي تمس كرامتها لولا خروج مصطفى من غرفته في تلك الأثناء فأسرعت والدته بمنادته بإنفعال:-
تعالى يا ولدي شوف مرتك وهي عترد عليا، أني نادرة على سن ورمح مفيش واحدة جدرت ترفع عينها عليا جبل أكده مرتك بترد عليا أني

عُرف صعيدي Where stories live. Discover now