الفصل الثامن

16.3K 542 21
                                    

عُرفصعيدي
الفصل الثامن
( رد فعل )
______________________________________

_ إجتمع من في السرايا إثر صوت مصطفي الذي دوى في المكان، جائته على عجالة تتعسر قدميها من خلف هرولتها، وقفت أمامه ملبية نداه:-
أمرك يا سي مصطفى محتاچ حاجة؟

_ أشار مصطفى بسبابته على بابٍ ما وقال:-
حضريلي الأوضة ديي هنام فيها

_ صدمة انسدلت وبقوة على الواقفين، فلقد حضر خليل وزوجته أثناء طلب مصطفى لإعداد الغرفة من صفية التي طالعته لوقتٍ تستوعب فيه طلبه المبهم، لا شعور يستطيع أن يوصف مشاعر ورد في تلك اللحظة، مشاعر محملة بالحسرة والخوف ناهيك عن الندم والتسرع

_ إزدرد ريقها ولم تعلم للحديث سبيل، لم تتحملها ساقيها فاضطرت إلى الإستناد على باب غرفتها الجديدة، يا حسرتاه ستمكث بها بمفردها كما في الأيام الماضية..

_ خرجت صفية من شرودها على صوته المرتفع ليجذب إنتباهها:-
واجفة عندك ليه همي جهزي الأوضة

_ أسرعت صفية متجهة نحو الغرفة المغلقة وما تسمي بغرفة الضيافة التي أُحضِرت خصيصاً لمن يأتي دون سابق إنذار، إقترب منه خليل متكأ على عصاه وسأله بجمودٍ:-
بتطلب من صفية تجهزلك الأوضة الجوانية ليه عاد ومالها أوضتك؟

_ سحب أكبر قدرٍ من الهواء لكي يتسع رحبه وأجابه بجمودٍ:-
أنت طلبت أتجوز أو بالمعني الصحيح أچبرتني وأني وفيت ومجصرتش في طلبك بس لحد إهنه يا بوي وانتهت

_ ضاق خليل بعينيه بعدم إستيعاب لمعنى حديثه وسأله بتردد:-
إيه هي اللي انتهت عاد يا ابن خليل؟

_ إحتقن وجه مصطفى وفارت فيه الدماء ناهيك عن بروز عروق عنقه الواضحة ودني من والده وأردف بحدة:-
أني مهجدرش أعمل أكتر من أكده أني مشيفهاش غير مرت أخوي وجوازي منيها مش هيغير أي حاجة!

_ أنتبه مصطفى لقدوم صفية فاستدار إليها متسائلاً:-
خلصتي؟

_ أماءت له مؤكدة إجابة سؤاله دون أن تردف بشيئ، فلقد إنحشرت الكلمات داخلها بصدمة لم يبتلعها عقلها إلى الأن، سار مصطفى بخطى متريثة إلى الغرفة الذي أمر بإعدادها واختفي طيفه خلف بابها تحن نظراتهم المصدومة التي تتجلة في أعينهم، إلتفت خليل حيث تقف نادرة فتفاجئ بنظرات التشفي وإبتسامتها التي رُسمت على وجهها بسعادة بالغة، تعجب من أمرها وردد متسائلاً:-
كانك مبسوطة بلي ولدك عمله؟

_ رفعت بصرها عليه ولم تجيبه لوقت ثم قالت بثبات:-
جوي جوي يا خليل، وديه نفسيه اللي حوصل مع هلال الله يرحمه كانك نسيته!، بس أني مههملش ولدي كيف ما هملت التاني يمشي على كيفه وأخرتها عاودلي مجتول، اني راسي براس مصطفى وكتفي في كتفه وكل اللي رايده يوحصل هيوحصل وأني اللي هسانده!

_ تركته مصدوم من خلف حديثها وسارت للأمام بضعة خطوات إلى أن وقفت أمام ورد الشاردة على ذاك الباب الذي إختفي خلفه مصطفى وهتفت بنبرة تميل إلى الشماتة:-
جدمك شوم يابت يا ورد، الرجالة عتطفش منيكي

عُرف صعيدي On viuen les histories. Descobreix ara