جانا الهوى (٢٩)

Start from the beginning
                                    

بدر في المدرسة قاعد وسط المدرسين وهند قريبة منه بيتكلموا عن شقتهم وفرشها وأصحابها بيشاركوهم بآرائهم، قاطعهم دخول العامل وقف ورا بدر اللي بصله : خير يا عم متولي في حاجة ؟
متولى كان متوتر وبينقل نظراته بينه وبين هند اللي لاحظت وعلقت بتعجب : مالك يا عم متولي في ايه ؟ بتبصلنا كده ليه ؟ قول على طول .
متولي اتراجع وبص لبدر : طيب ينفع تيجي برا ؟
بصله بدهشة : سر يعني ؟ عم متولي انت محتاج حاجة ؟
نفى بسرعة : لا لا يا ابني .
استغرب أكتر : طيب قول على طول يا راجل في ايه ؟
قرب منه وبدر وقف يسمعه : في واحدة بتقول انها مراتك عايزة تقابلك أنا مارضيتش أدخلها هنا وقلت تستناك عند مكتب المدير أفضل .
بدر ملامحه كلها اتكست بالغضب من تصرفات رشا وبص لهند اللي سمعت كلام متولي وقبل ما حد ينطق اتفاجئ الكل بدخول رشا لأوضة المدرسين واتكلمت بتهكم : بقى هو ده المكان اللي خاطفك مني كده يا بدر ؟
الكل اتفاجئ برشا اللي كانت مختارة هدومها باهتمام شديد ومنظرها يلفت كل الأنظار ، شعرها المفرود ومكياچها المحترفة فيه وبرفانها وكلها زي ما تكون نجمة مش بنت عادية أبدا ، قربت بخطوات واثقة : محتاجة أتكلم معاك ينفع نطلع نتمشى شوية برا وأعزمك أو تعزمني على فنجان قهوة ؟
بدر أخد نفس طويل بحنق : عايزة ايه رشا ؟
- كررها تاني بانفعال طفيف- عايزة مني ايه ؟ احنا مش هنخلص من الموال ده بقى ؟ ايه ؟
قربت أكتر بدلع و وقفت قصاده وتعمدت تتكلم بطريقة تضايق بيها هند: اللي بيني وبينك هيفضل مستمر العمر كله يا بدر ، احنا بينا أنس وأنس هيفضل همزة وصل بينا فما ينفعش تقولي هنخلص من الموال ده امتى لاننا مش هنخلص منه أبدا طول ما أنس موجود - قربت وأكدت كل كلمة بتحدي- أنس رباط بينا مدى الحياة .
بدر كرر الجملة دي تاني بغضب : رباط بينا مدى الحياة ؟ إلا الرباط ده كان فين طول العشر سنين اللي فاتوا دول ؟ انتي كنتي ناسية أصلا ان عندك ابن فايه اللي اتغير دلوقتي ؟
ابتسمت : هو مش انت اللي جيتلي وطلبت مني أقابله ؟
جاوبها بنرفزة : تقابليه مرة واحدة وبس وتطلعي من حياتنا .
ابتسمت ببرود : اتعلقت بابني واكتشفت اني عايزة أكون جزء من حياته فلا انت ولا خطيبتك - بصت لهند وكملت - هتمنعوني أكون جزء من حياة ابني .
بدر بغضب : محدش فينا منعك بس بطلي تخلطي الأمور ببعض ، أنس يخصك هو أنس وبس .
سألته بحيرة : قصدك ايه أنس وبس ؟
اتكلم بصرامة : قصدي واضح يا رشا ، أنس ابنك لكن أنا طليقك فلما تيجيلي هنا شغلي وتلبسي وتتمختري بالشكل ده وتقولي للناس انك مراتي ده كله مش هيفيدك بالعكس هيبين معدنك لان الكل هنا عارف اني مطلق فبلاش تماحيك فاضية ولو قصدك تضايقي هند بحركاتك دي فأحب أريحك هند أكبر من المواضيع دي كلها ودماغها أكبر من كده بكتير فخديها من قاصرها وبلاها الحركات دي لان المرة دي هعديهالك لكن لو اتكررت مش هيعجبك رد فعلي ودلوقتي لو خلصتي كلامك اتفضلي من هنا .
سابها وقعد مكانه وهي كملت بغيظ : أنا هاخد أنس هنتغدى مع بعض وآخر النهار هكلمك تاخده ولولا الدراسة كنت أخدته عندي الفترة دي .
بص لهند اللي ساكتة تماما ونفسه لو يدخل أفكارها وبعدها بص لطليقته بغيظ : سبق وقلتلك لما يخلص امتحاناته خديه و ....
هند مدت ايدها قبل ما يرفض وهمستله : خليه يتغدى معاها طالما آخر النهار هتجيبه .
بدر بصلها بتردد وهي ابتسمتله وهزتله دماغها بانه يوافق وبعد تردد للحظات بص لرشا : خديه يا رشا وآخر النهار تجيبيه أو تخليه يكلمني آجي آخده - بصلها من فوق كتفه- عايزة حاجة تانية ؟
كانت هترفض بس اتراجعت وبصتله بحنق : بيحب ياكل ايه يا بدر ؟ آخده فين ؟ انصحني ؟
جاوبها بدون ما يلتفت ليها : ابقي اسأليه هو مش أنا .
بصت للي حواليها بابتسامة مصطنعة: تمام هروح آخده ، يلا باي كلكم ، هنود باي يا جميل هشوفك كتير .
بدر كان هيقف يرد عليها بس هند شاورتله يسكت ويسيبها تمشي والكل راقبها لحد ما بعدت وبعدها الكل بدأ يسأل بدر عنها وليه اتطلقوا ؟ وفي اللي قال مع احترامه لهند بس هو مجنون انه سابها وكل واحد بكلمة لكن هو مش شايف ولا سامع غير هند وصمتها اللي حاسس انه سامعه جدا .
الجرس ضرب ومعظم المدرسين قاموا كل واحد لحصته والجو شبه فضي على هند وبدر اللي قرب منها بهدوء: اتكلمي معايا .
ابتسمتله بمجاملة: اقول ايه ؟
سألها بقلق : زعلانة من اللي حصل ؟
ابتسمتله بحزن : للأسف هي عندها حق ، في رباط بينكم مدى الحياة ودي حقيقة مش هنقدر ننكرها أبدا أو حتى لو أنكرناها إلا انها حقيقة موجودة للأسف ولازم نتقبلها.
اتكلم بحزن ورفض : بس أنا نفسي أقطع كل العلاقات من تاني يا هند ، عايز آخد الخطوة دي بس الكلب أنس اللي موقفني عنها ، القرب منها مش حلو أبدا وهفضل طول الوقت عايز أبعدها - سكت وكمل وبتمني- ربنا يهديك يا أنس يا ابني وتفتح عينيك بسرعة أكبر وتشوف حقيقتها واضحة قدامك .
أمنت على كلامه وسكتوا الاتنين لكن اللي حواليهم ما سكتوش وفضلوا يتكلموا عن جمالها ورقتها وغباء بدر انه يسيبها .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)Where stories live. Discover now