جانا الهوى (٢٤)

Start from the beginning
                                    

هند حطت العلبة قدام بدر وقالتله انها مش هتقدر تكمل معاه و خاطر كان أول واحد ينطق بذهول: في ايه يا هند ؟ وايه اللي انتي بتعمليه ده ؟
فاتن نطقت بغضب هي كمان لما بنتها ما ردتش : في ايه يا بنتي ليه كده ؟ لو زعلانة من بدر قوليلنا ؟ ليه بتعملي كده ؟
بدر باصصلها بصدمة مستني انها تبرر اللي عملته ده
رفعت عينيها تبصله ونطقت بصوت مهزوز : هو عارف أنا عملت كده ليه ؟
نطق أخيرا بذهول: انا مصدوم زيهم بالظبط ، امبارح بفرش شقتي اللي هنعيش فيها وبحلم باليوم اللي تنوريها والنهارده بتسيبيني بدون أي سبب وتقوليلي أنا عارف ؟ أنا مش عارف أي حاجة ولا فاهم أي حاجة ! زعلانة مني قوليلي غلطت في ايه؟ وأنا هصلح غلطي ده، اتكلمي معايا لكن ما تاخديش قرار زي ده تقتليني بيه
مسحت دموعها وحاولت تتماسك وتبقى قد قرارها : أنا بحلك من وعودك .
بص لأبوها وأمها مش فاهم أي حاجة وبصلها : وأنا ما طلبتش منك تحليني من أي وعود .
خاطر بص لبنته بهدوء : في ايه يا هند؟ وضحي بتعملي كده ليه ؟ ليه بتاخدي قرار زي ده لوحدك ؟ وبدون ما تناقشينا حتى وازاي تصغريني بالشكل ده ؟
هزت دماغها برفض : أنا مش بصغرك أبدا يا بابا بس مش عايزاك انت وبدر تزعلوا من بعض و ....
بدر قاطعها بعتاب: أنا علاقتي بالبيت ده وبالناس دي من خلالك انتي ، يفرق في ايه زعلي منهم أو عدمه لو انتي مش معايا ؟ أنا مش فاهم يا هند أي حاجة انتي بتعملي كده ليه ؟ فهميني ، فرحنا أول الإجازة وده اتفاقنا ، هنخلص الامتحانات ونتجوز ، ايه اللي اتغير ؟
بتمسح دموعها ومش عارفة أو مش عايزة تقوله ان ابنه السبب أو انها مش عايزة تكون خرابة بيوت .
وقفت مرة واحدة وبصتلهم كلهم بجمود: أنا مش هقدر أكمل العلاقة دي أنا حرة بعد إذنكم .
سابتهم وجريت وحالة من الصمت سيطرت عليهم محدش عارف ينطق ، خاطر بص لبدر المصدوم : أنا والله ما عارف أقول ايه يا ابني أنا مش فاهم أي حاجة .
فاتن بحيرة : طيب انتوا شديتوا مع بعض ؟ اتخانقتوا ؟
جاوبها وهو محتار : والله أبدا امبارح كنا كويسين جدا ، نزلت أنا وعمي ننزل العفش مع الرجالة طلعت لقيتها بتقولي تعبانة وهمشي وكلمتها بالليل ردت عليا كلمتين وقالتلي انها كانت نايمة فماحبيتش أطول عليها وبس كده جيت النهارده هنا والباقي انتوا شايفينه .
خاطر : طيب خليني أتكلم معاها وأعرف مالها وأرد عليك يا ابني والله ما عارف أقولك ايه ؟
بدر بصله وبيوزن الكلام قبل ما ينطقه : عمي تسمحلي أتكلم معاها لوحدنا ؟ إذا سمحت ؟
خاطر مش عارف يوافق ولا يرفض ؟ يعمل ايه ؟ مش عارف ولأول مرة يكون مش عارف ياخد قرار ، وقف : خليني طيب أشوفها الأول .
قام راح لبنته ودخل أوضتها كانت راقدة على السرير ومنهارة من العياط ، قرب منها بحنان : طيب ليه ؟ لما بتحبيه بتعملي كده ليه ؟
اتعدلت ولفت ايديها حوالين رجليها وباصة لقدامها ودموعها نازلة ، أبوها قرب منها حط ايده على شعرها بهدوء: يا بنتي اتكلمي معايا ليه بتعملي كده فيه وفي نفسك ؟
غمضت عينيها وهو استغفر ربه وقام وقف بقلة حيلة : هو عايز يتكلم معاكي تعالي البلكونة
حركت راسها برفض : سيبه يمشي أنا مش هقدر أتكلم معاه .
أبوها رفض : قوليله بتفسخي ارتباطكم ليه وبعدها هطرده بنفسي برا لكن بالشكل ده لا .
خرجها معاه بالعافية البلكونة ونادى لبدر وشاورله يدخلها وبدر دخل وقف قصادها وأبوها خرج قعد هو ومراته برا في الصالون وعينيهم عليهم الاتنين ، بدر قعد جنبها بعتاب: قوليلي ليه ؟
فضلت تعيط وبس، فبص حواليه ولقى علبة مناديل على ترابيزة فقام جابها وحطها قدامها وهي أخدت منديل تمسح وشها .
استناها تتكلم بس بتشهق وبتعيط وبس
اتكلم بتصميم: بصي أنا عندي استعداد أقعد هنا عمري كله فما تستنيش مني أزهق وأمشي ، قوليلي مالك وبعدها نشوف هنعمل ايه ؟ ولو في مشكلة نحلها مع بعض
أخدت نفس طويل ومسحت دموعها وحاولت تكون قوية شوية وقد قرارها : أنس ابنك فين ؟ واوعى تكدب عليا تاني إذا سمحت .
أول ما قالت اسم أنس شبه فهم الموضوع ومط شفايفه يفكر هيعمل ايه؟ أو هيقول ايه؟ فرد بقلة حيلة : أنا من امتى بكدب عليكي ؟ وامتى خبيت عنك ؟
بصتله بحدة : كدبت عليا وانت بتقول انه مع أصحابه ، عينيك كانت بتفضحك .
بصلها بتهكم : وانتي بتسيبيني علشان كده ؟
نفت بغضب : لا طبعا .
سألها : امال بتسيبيني ليه ؟
اتقابلت عينيهم وهي هتضعف قدام نظراته فودت وشها بعيد : علشان السبب اللي خلى أنس ما يجيش معاك .
كشر بعدم فهم : اتكلمي يا هند بوضوح ، الموضوع يخص أنس تمام ، فين المشكلة ؟ ليه فسخ الخطوبة دلوقتي ؟
بصتله بحدة : ليه يا بدر ؟ علشان أنا مش هسمح لأي حد يقول عليا خرابة بيوت ومش هقدر أكون كده أصلا ، مش أنا اللي تخطف راجل من مراته وعياله .
بصلها بذهول تام وعينيه وسعت ومش مصدق اللي بيسمعه منها : خرابة بيوت ؟ وتخطف راجل من مراته ؟ انتي بتتكلمي عن مين ؟ أكيد مش أنا ؛ أنا مش متجوز من سنين كتيرة جدا فسيادتك بتتكلمي عن مين ؟
هند وقفت بجمود : أنا مش هقدر أكمل بعد إذنك .
سابته وخرجت برا عند أبوها وأمها وهو وراها بغيظ: بطلي تسيبيني وتمشي أنا مش هفضل ألف وراكي في بيتكم .
بصت قدامها بإصرار : أنا قلت اللي عندي .
بص لأبوها وأمها بتعجب: انتوا فاهمين أي حاجة ؟
الاتنين بصوا لبعض باستغراب وهو كمل : سيادتها بتقولي مش عايزة تخطف راجل من مراته وعياله ، يمكن أكون أنا مجنون أو أهبل أو ما بفهمش فانتوا فهموني قصدها ايه ؟ فين مراتي اللي هتخطفني منها ؟
بصتله بحدة لسخريته منها : مراتك اللي نزلت تقابلها ، مراتك اللي عايزة ابنها ، مراتك اللي ابنك مستعد يسيبك علشانها ، مراتك اللي عايزة ترجعلك بأي تمن وبأي شكل ، دي مراتك اللي بتكلم عنها .
بدر فهم ان أنس أكيد قالها حاجة وده اللي خلاها تاخد الموقف ده وانتبه على أمها : انت مش قلت ان أنس فاكر أمه ميتة ؟ ايه اللي جد دلوقتي ؟
قبل ما هو يرد هند ردت بغضب: أنس سمع بالصدفة انها عايشة وقلب الدنيا وأصر يشوفها ولما شافها عايز يعيش معاها وهي عايزة ترجعله والصح انه يلم بيته ويعيش مع مراته وابنه، بس أنا واقفة في طريقه فأنا بحله من ارتباطه بيا يروح لابنه ولمراته
بدر بيسمعها والغيظ بيكبر جواه وضاغط على ايديه واستناها تسكت فاتكلم من بين أسنانه بغيظ واضح : قسما بالله لو ليا حق عليكي وقلبي يطاوعني كنت مديت ايدي عليكي يمكن تفوقي وتعرفي انتي بتقولي ايه ؟
بصتله بصدمة : انت تنكر انها عايزة ترجعلك ؟ تنكر ان ابنك عايز يسيبك ويروح يعيش معاها ؟
بصلها وبيحاول يتكلم بالعقل : ما تولع هي باللي عايزاه وان ماكنتيش عارفة البير وغطاه يا هند كنتي عملتي ايه ؟ أي عقل متخلف عندك يقولك اني ممكن أرجعلها سواء انتي موجودة في حياتي أو لا ؟ ها ؟ ازاي فكرتي اني ممكن أفكر ولو مجرد تفكير اني ممكن أرجعلها ؟
اتكلمت بإصرار : علشان أنس ، ترجعلها علشان ابنك يفضل في حضنك .
ضرب كف بكف : ابني هيفضل في حضني .
بصتله : ابنك قالهالي صراحة هيسيبك ويروح لأمه وأنا مش هقبل ده أبدا ، سبق وبابا قالك تسيب أنس قلتله ايه فاكر ولا ناسي ؟ قلت ابني في حضني لو الدنيا اتهدت مش هسيبه ، ايه اللي اتغير دلوقتي ؟
أخد نفس طويل بحزن: اتغير كتير أوي يا هند ، بعدين أنا مش هسيب ابني .
بصتله باستغراب : هو هيسيبك انت ليه مش بتفهم ؟
ابتسم بحزن : أنس عيل يا هند ، عيل اكتشف ان أمه عايشة وكان بيحلم بيها من زمان وطبيعي يحبها وطبيعي يثور ويعمل كل اللي بيعمله ده ، مش مصدق ان أمه سابته ومتخيل ان أنا شرير الرواية وأمه الملاك الجميل .
هند بصتله بعدم فهم : وبعدين ؟ هتعمل ايه ؟
وضحلها : مش هعمل ، أنا اخترتك تشاركيني حياتي وتكوني أم لأنس ولأخواته بإذن الله فيما بعد ، ومفيش قوة على الأرض هتغير تفكيري ده ، مفيش مخلوق هيغير تفكيري .
مش عارفة تستوعب اللي بيقوله ومش عارفة تفهم فرددت بحيرة : طيب وابنك ؟ هيسيبك ويروح لأمه وأنا مش هقبل ده
ابتسم لحبها ولتضحيتها : حبيبة قلبي وعمري أنا عارف رشا كويس وحفظت طباعها وفاهمها ، هي بتلعب بأنس شوية وهتكشف ورقها ، أما بالنسبة لأنس فهو محتاج شوية وقت يشوفها بنفسه على حقيقتها وساعتها هيرجع أنس اللي بيرمي نفسه في حضنك ويقولك وحشتيني يا هنود ، اديله شوية وقت بس .
مش قادرة تتقبل كلامه بس بتتمنى تتقبله فسألته بشك: ولو سابك وراحلها ؟
حرك كتافه بقلة حيلة : هعمل ايه ؟ طالما هو مُصر خليه يجرب ويعيش في الجنة اللي هو متخيل انه محروم منها وخليه يكتشف بنفسه انها نار ويرجع بنفسه لبيته .
حاولت تتقبل كلامه بس خايفة تكون بتظلم أنس أو بتظلمه هو نفسه : ولنفترض يا بدر ، ولو بنسبة واحد في المية ان رشا اتغيرت وعايزة ابنها فعلا في حضنها ؟
مع انه مستبعد تماما الافتراض ده بس جاوبها: برضه ايه المشكلة ؟ ياريت دي أمنية حياتي انها تكون فعلا اتغيرت وما تصدمش أنس صدمة عمره ، يارب تكون اتغيرت وعايزة تكون أم له ، بس حتى لو ده حصل أنا وهي كتاب وخلص واتقفل ، بعد ما بتطبعي كتاب وتنشريه والناس تشوفه وتقرأه ما ينفعش تيجي بعد سنين تقولي أنا هفتحه وأضيف عليه ، ما ينفعش ، هي ممكن تكون أم لأنس لكن مش زوجة ليا ، وده مش بسببك أبدا وانتي من جواكي عارفة ده كويس ، عارفة ان حكايتي معاها انتهت ومالهاش رجعة ، أنس صدقيني لو قعد معاها يومين بس هيرجع يقول حقي برقبتي ولو ساعتها ما قالش هيبقى يا ستي  عنده بدل البيت بيتين وبدل الأم اتنين فين المشكلة ؟
فاتن كانت ماسكة علبة الشبكة فقرب منها بابتسامة : بعد إذنك يا حماتي .
فتح العلبة وأخد منها دبلتها وراحلها ومسك ايدها بتحذير: لو قلعتيها تاني هزعل منك زعلة العمر .
قفلت ايدها مترددة توافق ولا ترفض وهو ماسك ايدها وعينيهم في عينين بعض : افتحي ايدك والبسي دبلتك يا هند وبطلي جنان ، أنا وانتي نموت بعيد عن بعض وانتي عارفة ده كويس .
سألته مرة أخيرة بدموع : وأنس ؟ مش عايزة أنس يكرهني
مسح دموعها بحب : أنس بيعشقك بس في غمامة مغمية عينيه بكرا تنزاح وهيرجع لحضننا وده وعد مني ، عمري ما وعدتك وخلفت ، ما تقلقيش عليه ، هو بس أنا دلعته أوي ومحتاج قرصة ودن وأنا هقرص ودنه باني أسيبه يعمل اللي هو عايزه ، مش عايز أشوف الهبل اللي عملتيه ده تاني .
خاطر اتكلم بحنق: بقى كل ده يحصل واحنا ما نعرفش عنه حاجة ؟
بدر قعد قصاده : عمي أنا تخيلت انها قالتلكم من ساعة ما رشا ظهرت ؟
فاتن بغيظ : لا سيادتها ولا نطقت حرف ، بعدين لو كانت قالت كنت أنا هعمل اللي هي عملته دلوقتي .
كلهم بصولها مصدومين وبدر اتكلم بتوتر : ليه بس كده يا حماتي ده أنا بحبك ؟
كشرت : علشان مراتك ......
قاطعها بغيظ: بالله عليكي ما تقولي مراتي ، طليقتي وبس ومراتي بنتك وبس لآخر العمر بإذن الله ، طيب والله لو شوفتيها هتعذريني وهتعرفي اني عندي حق .
كشرت أكتر : هي وحشة أوي كده ؟ امال ابنك طالع حلو لمين ؟ ماهو مش شبهك أوي
ضحك : أنا ما أقصدش شكلها يا ست الكل بتكلم عن طباعها وشخصيتها .
هند بصت لأمها واتكلمت بتهكم على كلام بدر : رشا زي القمر ، حلوة فوق ما تتخيلي ، امال هو وقع في غرامها ليه واتجنن عليها ؟
بدر بصلها بتحذير : برضه ؟ كنت عيل يا ستي ولسه طايش وبحكم بالظاهر وبالشكل ، وأخدت فوق دماغي واتعلمت واتربيت وكبرت وعقلت وحبيت دلوقتي بجد واخترت صح ، اخترت واحدة أعاشرها العمر كله تشيل اسمي وعيالي وبيتي - بص لأبوها- لو غلطان يا عمي عارضني
خاطر بصلهم الاتنين بجدية :  سيبك من الكلام ده وقولي ، دلوقتي انت ما بتفكرش ترجع لمراتك في أي وقت ؟
بدر بصله بجدية : لا طبعا يا عمي أبدا .
خاطر بتأكيد : لو جيت في يوم من الأيام يا بدر تقولي هرجع لمراتي ؟ أصل ابني ؟ أصل أنس ؟ أصل أصل .......
قاطعه بدر : يا عمي .....
خاطر بصله بحدة وقاطعه : سيبني أتكلم علشان اللي حصل ده ما يتكررش تاني ، عايز ترجع لمراتك أو بتفكر ترجعلها في أي وقت قوم وروحلها
بدر بصله بثقة : اخترت بنتك ولو الكون كله في كفة وهي في كفة هختارها ولآخر يوم في عمري هختارها .
بص لبنته وبصله : وابنك ؟
أخد نفس طويل : ابني عايز يفضل في حضني أهلا بيه بيتي مفتوحله لآخر يوم في عمري ، عايز يروح لأمه مش همنعه أنا بس قلتله خلص سنتك الدراسية علشان السنة ما تروحش عليه وبعدها يعمل ما بداله وده آخر قرار أخدته ، اني أسيبه براحته هو اختار ويتحمل نتيجة اختياره .
خاطر أكد عليه : يعني مش هيجي يوم تقعد قصادي وتقولي اعذرني يا عمي بس هرجع لمراتي علشان أنس أو هردها ولو صوري علشان أنس؟ وأي مسمى من المسميات؟ هرفضه وبقولك دلوقتي ، أنا وافقت عليك وانت مطلق وعندك ابنك بس بنتي هتكون شريكة حياتك لوحدها وعارف ان ربنا شرع التعدد بس أنا مش هقبله على بنتي فلو ......
قاطعه بدر بوعد : عمي مفيش لو ، هند وبس وده عهد بيني وبينك ، هند وبس ومش عايز غيرها ولا هيكون في غيرها بإذن الله وده آخر كلام عندي .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)Where stories live. Discover now