Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
⠀ ⠀ ⠀ ⠀
فيما كان يُحدق بالنافذة ، مُنصتاً لضجيج الودق المُنهمر ، يضرب سطحها الاخر ثم ينهمر بهدوء ، واحدةٌ تعلق بأخرى ثم تخر مُسرعة لمدى ثُقلها ، فـ تلحقها اخريات ..
سماءٌ سوداء لا نور قمرٍ قد اضاء ليلها ، ولا تلك النثور الرقيقة التي تُحيط بإستدارته عادةً .. كلها كانت تتوارى خجلاً خلف أسرابٍ من غيومٍ ثِقال ، كانت تُنذر بليلة مطرٍ طويلة ..!!
تلك الستائر البيضاء ذات القماش الرقيق ، كانت مُزاحة الى الجانب تعرض له مشهداً شبه ساكن لتلك الليلة ، لا يُبان منه الا صوت المطر الرتيب ، تلك الصورة الضبابية التي شوه معالمها ما علق بزجاج النافذة ، فـ اختلط اصفرار الوانها باحمراره كانت سحناتٌ من اضواء المباني القريبة للمشفى ، ما يُقابل نافذته هناك ، وما تُطل عليه وتستطيع بيان معالمه من خلالها ..
تأخذ به الافكار كل حين ، فـ يزداد شروداً ، تراودهُ اللمحات لمن كان عالقاً في رأسه جُل الوقت وما فتئ البقاء ، بل أبى الهجر ولزم الوصال أمداً بعيدا ..!!
يتسائل كيف هو الان وما هو بفاعلٌ الساعة ، هل يواصل تدريباته ، فـ ما بقي الكثير لميعاد حفله المُنتظر ، سبع ساعاتٍ ربما ، أم يأخذ قسطاً من الراحة يُهدأ به نفسه ويطرد توتراً يُصيبه قبل كل حفل ، توتراً ليس لإنعدام ثقته بنفسه ، بل هو الاكثر ثقة ..!! جل ما يرغب به أن يسير كل شيء كما يجب ..!!
هل كان يأكل وينام جيداً ، هل يُرهق جسدهُ الصغير بتلك الرقصات ، هل تؤلمهُ حنجرته الرقيقة لشدة ما أفرط في استخدامها ..!!
ورباه ~.. كم يَشتهي أن يَبذر فيها الرهيف من قُبلاته فـ تخضر قُبالته الأنات الناعمة ، تُطرب له مسمعيه ..!!
تُرى هل يردُ الى ذهنه كما الحال معه ، أم انه لكلماته تلك مُخلصاً ، لمّا هتف أن سفرهُ لاجل التعافي ونسيان تلك العلاقة غير المسماة من طرفيهما ، معاً جعلاها مجهولة الهوية ..