جانا الهوى (٢٠)

ابدأ من البداية
                                    

نادر قضى ليلة صعبة مش قادر يغمض عينيه وعمال يقلب في النت على أي حالة شبيهة لحالة أمنية علشان يساعدها والنهار نور عليه وقام يطمئن عليها ، دخل عندها كانت نايمة شاف مؤشراتها الحيوية ونبضات قلبها وقبل ما يخرج اتفاجئ بمامتها بتلومه: لسه برضه مش عايز تساعدها ؟
بصلها وأخد نفس طويل : أنا عمري ما اتأخرت عن أي حد أبدا وصدقيني لو في ايدي حاجة مش هتأخر أبدا .
خرج وقابل دكتور محي اللي كان متضايق منه : نويت على ايه ؟
نادر بصله باستغراب : هو انتوا ليه محسسيني اني عندي حل ومش عايز أقدمه ؟ هي محتاجة قلب جديد ، سيادتك عندك قلب متوافق معاها ؟ هاته وأنا تحت أمرك .
محي بنفي : أنا ماعنديش قلب بس ربنا عطانا عقل علشان نقدر نلاقي حلول ، أنا مش عايز منك عصا سحرية أنا بس عايز أحس انك مهتم بالمريض بتاعك ، عايز أحس انك بشر زينا بتحس وبتتوجع لوجعهم ، عايز أحس انك دكتور بجد مش بالاسم بس ، مش مجرد حد بيختار حالات سهلة يعالجها ويفرح بإنجازه .
نادر سابه يخلص كلامه وبعدها بصله بهدوء: خلصت كلامك ؟ انت ما تعرفش أي حاجة عني فما تحكمش على حاجة ما تعرفهاش.
بصله بتهكم : أنا بحكم بناء على البرود اللي شايفه منك في تعاملك مع حالة أقصى أمنياتها انها تخرج برا المستشفى أو يكون ليها أصحاب أو تشوف نور الشمس .
محي ماعندهوش أدنى فكرة هو بيعمل ايه في نادر بكلامه ده؟
نادر استنى لحد ما سكت وبصله : خلصت كلامك ده ؟ أنا برضه لسه ماعنديش حلول ليها ، بعد اذنك .
محي كان عايز يوقفه ويضربه أو يهزه يمكن يفوقه ويخليه يحس شوية .
نادر راح يشوف مرضاه ودماغه مشغولة بأمنية وبيحاول فعلا يلاقي حل .
محي كان عند امنية ومعاه الممرضة سماح وبعد ما خلص كشفه خرج من عندها وبص لسماح : أنا عايز دكتور قلب غير دكتور نادر ، مين عندنا هنا كويس غيره ؟
سماح بصتله بتردد : على فكرة حضرتك ظالمه .
بصلها بغيظ : ظالمه ؟ ده ماعندهوش أدنى إحساس .
سماح هزت راسها بنفي : لا يا دكتور ، ده طول الليل قاعد في مكتبه على النت بيدور على حالات مشابهة لأمنية ، أنا دخلت عنده كذا مرة وفي كل مرة بلاقيه قاعد نفس القعدة ، ده غير انه من الصبح بيكلم أعتقد في أساتذته وبيوصفلهم حالتها وبيفكر معاهم بصوت عالي ، هو بيدور على حلول بس هو مش من النوع اللي بيتكلم ، هو بيتحرك في صمت .
محي سمعها بذهول وقرر يروح عنده يتكلم معاه ، خبط على بابه ودخل ونادر اتفاجئ بيه فقفل اللاب قدامه وبصله مستنيه يتكلم .
محي قعد قصاده بتوتر: وصلت لايه ؟
بصله باستغراب : وصلت لايه في ايه ؟
محي بص لعينيه بهدوء: سمعت انك طول الليل والنهار بتدور على حلول .
نادر بصله لوهلة وبعدها قام وقف عند الشباك : في اقتراحات كتير بس كلها تجارب مفيش حاجة مؤكدة .
محي وقف جنبه بلوم: انت ليه بتسيب الناس تاخد فكرة غلط عنك ؟
نادر بصله بطرف عينيه ورجع يبص قدامه بلا مبالاة : لان أراءهم فيا ما بتهمنيش .
محي بصله باستغراب : ليه ما دافعتش عن نفسك قدامي ؟
رد بدهشة: وأدافع ليه ؟ سوري يعني يا دكتور بس رأيك فيا مش هاممني لدرجة اني أبرر وأشرح وأقولك أنا بعمل ايه
محي حرك راسه بذهول : يا ابني الناس بتحب دايما تتجمل مش تدي انطباع سيئ عنها ، المهم خلينا في أمنية نويت على ايه ؟ ممكن تفكر معايا أنا بصوت عالي ؟
نادر بصله شوية وبدأ يشرحله وفضلوا كتير يتكلموا عن حالتها وعن اقتراحات نادر .
محي بصله بحيرة : طيب احنا الوقت قدامنا ضيق جدا لازم نتحرك يا دكتور .
نادر أكد كلامه : الصبح هتكون الصمامات جاهزة والمنظم وهندخلها العمليات ونعملها استبدال للصمامات التعبانة ونحط المنظم ينظم ضربات قلبها وهنشوف ايه اللي هيتم؟ ده اللي أقدر أعمله بس ما أضمنلكش النتيجة هي بالفعل ضعيفة جدا .
محي بحماس : بس عندها إرادة قوية وهتعدي منها بإذن الله ، أنا هروح أطمنهم تعال معايا علشان تشرحلهم اللي هتعمله .
راحوا الاتنين ومحي كان بيتكلم بحماس وأمنية فرحانة بس شكلها تعبان جدا ونادر ملاحظ ده ، فقرب منها يكشف عليها ويحاول يطمنها وبص لعينيها : الصبح بإذن الله هحاول أصلح قلبك وبعدها دكتور محي هيكمل معاكي .
ابتسمت ابتسامة صافية : وهقدر أعيش بقى ؟
ابتسملها : هتقدري تعيشي .
ضحكت : وهحب وأتحب ؟
شاف بسمة اللي عشقها قدامه فكلم أمنية بشرود : هتحبي وهتتحبي ، هتتحبي من واحد هيشوفك الكون كله بما فيه لدرجة لو بعدتي عنه حياته هتنتهي وهيكون مجرد حطام .
محي حس انه بيتكلم عن نفسه وان هو الحطام ده وحس انه عنده فضول يعرف ايه حكايته ؟
أمنية ابتسمت وأخدت نفس طويل : مجرد التخيل حلو يا دكتور نادر ، مجرد التخيل حلو .
ابتسملها : هتعيشي يا أمنية بجد مش هتكون مجرد تخيلات.
خرجوا الاتنين من عندها ومحي بص لنادر : روح نام وارتاح علشان تكون فايق الصبح .
نادر ابتسم ولسه بيتحرك محي وقفه : نادر - التفتله فكمل بندم- أنا آسف اني اتنرفزت عليك .
نادر ابتسم وشاورله بايده وكمل طريقه ومحي راقبه وفضوله بيكبر كل شوية يعرف كل حاجة عنه .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن