أشحت بوجهي فور أن إلتقت أعيننا أتظاهر بإنشغالي بترتيب الأطباق على المائدة.. أشعر بتقلص عضلات معدتي من التوتر من تلك المرة حين غضب فيها بسبب إياد..

حسنا كان عليه أن يشرح لي مايحدث معه وسبب غضبه المفاجئ ذاك بدل أن يلعب دور الغامض وينصرف..

صمعت خطواته تقترب من المطبخ لأنظف حقلي محمحمة قبل أن أجلس على مقعدي بدون رفعي رأسي..

سمعت إقتراب خطواته نحو الطاولة ليليه صوت إحتكاك أقدام الكرسي بالأرض بسبب سحبه له قبل أن يجلس قبالتي..

أخذت الملعقة أحشوها بالطعام وقبل أن أشرع بالأكل أوقفني صوته وهو يتمتم: هل أصبح عدم النظر نحوي عادة جديدة لك..؟

هاه..!

ماذا يريد بهذا السؤال الآن..؟

أبعدت بصري عن طبقي أنظر لسلة الخبز بجانبي أبلل شفتاي محاولة صياغة كلامي في عقلي قبل أن تنطلق الحروف من لساني: أنت السبب..

_حقا..؟ وماذا فعلت..؟

تساءل لأنقل مقلتاي نحوه فتنكمش معدتي لنظراته المثبتة علي..

_وتسأل أيضا..! هل نسيت أنك غضبت فجأة دون سابق إنذار ثم غادرت وكأن جريمة حدثت..؟

أنهيت حديثي وقد تكونت عقدت طفيفة بين حاجباي ليرفع هو الآخر حاجبه وقد لمعت قرتيه البحرية باستغراب: وهل أزعجك ذلك..

شعرت بسخونة وجنتاي ترتفع بسبب تحديقه المطول بي لأعيد بصري للطعام ثانية: جدا..

_أخبريني ماذا علي أن أفعل لتزيحي غضبك عني..؟

إرتفع حاجي أطبق شفتاي وقد إرتبكت أكثر ولم أجب..

ماذا علي أن أقول..؟ هل علي أن أستغل الفرصة وأطلب شيئا ما أتحجج أنه أرضاني..
أنا.. لاأظن أن هذه خطة سيئة..

إبتسمت بداخلي لخطتي الذكية قبل أن أصحوا من فقاعة خيالي عند سماعي لإهتزاز الكرسي فأرفع بصري نحوه لأجده قد إستقام ولم أنتبه..

مابه بالله عليكم..! طرفت بعيناي بإستغراب حين إبتعد عن الطاولة متقدما نحوي بخطواته التي شعرت بها تحفر ثقوبا في أذني..

لحظة لحظة..هل إنتقلت خوالجي له أم ماذا..؟

قبضت على الطاولة بتوتر حين وقف أمامي يخفض بؤبؤتيه تجاهي وأنا كالصنم أحدق به دون أرمش إنحنى يضع يده على الكرسي الذي أجلس عليه ويده الأخرى على الطاولة وأمال وجهه نحوي حتى إختفت أنفاسي من قربه..

أبعد يده عن الطاولة يضعها على وجنتي وقد قرب وجهه على حين غرة يطبع قبلة على وجنتي الثانية فجحظت عيناي حتى كادتا أن تخرج من محجرهما..

مالذي..؟

دهاه حقا..؟

أبعد وجهه دون أن يبعد يده عن وجنتي وقد خفت أن تنتقل حرارة خداي ليده لشدة إحمرارهم..
أخفضت بصري أعجز عن رفعه نحوه لأسمعه يتمتم  بنبرته تلك: أظن أن هذا سيرضيكِ..

رمشت.. هل هذا إعتذاره..؟

شعرت به يبعد يده عن وجنتي قبل أن يبتعد كليا يهم بمغادرة المطبخ تاركا إياي أتخبط مع نفسي..

مابه..؟ أو بالأحرى أنا التي مابي..؟ لما وقفت كالصنم..؟ أنا لاأفهم شيئا..

إنه وغد..!

أطلقت زفيرا خرج من عنق رئتاي.. إنه زوجك ياسمر زوجك لما كل هذه المبالغة..!
لكني أخجل..

نفيت برأسي أطرد خوالجا ملأت عقلي وأنهض من مكاني أحمل الأطباق قبل أن أغسلها وأتجه لحيث لمحت المسبح الذي لمحته داخل المنزل بمياه دافئة سيكون منعشا في هذا الجو البارد..

إني أرتدي ملابس صيفية في البيت لأنه دافئ ولا أشعر بالبرد إلا إذا خرجت للحديقة.. أظنه يضع التدفئة المركزية... يا الله أقول أحيانا أنني محظوظة بل وأمتلك أفضل حظ..!

إرتديت ملاءة طويلة فوق ملابسي الصيفية متجهة لتلك النافذة الواسعة التي تتوسط المنزل ألج خارجها ليقابلني المسبح بطوله وشساعته..

إنه جميل في مكان هادئ فعلا.. تقدمت نحوه أجلس القرفصاء أمامه أغطس يدي بداخله وأمررها عليه.. حرارته جيدة..

وقفت أغمض عيناي لأقفز فيرتطم وجهي وجسدي بالمياه ويااا كم هو منعش حركت ذراعاي أسبح وتركت شعري منسدلا وقد أصبح مبتلا وإلتصق على وجهي وظهري..

أخرجت رأسي من المياه أتنفس بقوة.. ياالله لم أسبح منذ الصيف.. السباحة ترخي أعصابي..

أخفضت رأسي مجددا أسبح مقتربة من الحافة وماإن إقتربت منها حتى أخرجت رأسي أرفع ذراعاي أضعهما على الحافة أفتح عيناي..طرفت بتفاجئ لرؤيتي لحذاء أسود أمامي قبل أن أرفع رأسي فأجد الأصفر يحدق نحوي..وقبل أن أستوعب أنه موجود فعلا هو إنحنى نحوي لأشهق لحمله لي من كتفاي على حين غرة ويقف واضعا إياي واقفة على الأرضية خارج المسبح..

_أنت فعلا..

قلت شبه صارخة لكنه قاطعني يلف منشفة حولي يهمس أمام وجهي: كيف تسبحين ولم تضعي ببالك أن تجلبي منشفة..هل تريدين أن تمرضي..؟

_هاه..؟

قلت ببلاهة ونظري مصوب نحوه..من أين خرج هذا فجأة..؟

_يالك من مراع..

قلت ألوي شفتاي بإبتسامة لاتكاد تظهر أشد بيداي على المنشفة أحاوط بها جسمي..
إن أفعاله تسبب لي الدفئ أكثر مما تفعله هذه المنشفة..

_أنت زوجتي بالطبع سأهتم..

نظرت نحوه لأجده يشيح بوجهه ليرفع كفه يمررها على شعره معيدا خصلاته الأمامية للوراء هامسا :إصعدي وإستحمي قبلي..

أخفضت مقلتاي أومئ وأتوجه للأعلى لآخذ حماما دافئا بعد هذه السباحة الممتعة..
إرتديت بدلة رياضية سوداء وفي طرف قميصها وعند الرقبة ملونة بالبني الفاتح قبل أن أتجه لأستلقي على السرير بتعب... ياإلاهي السباحة إستنذفت طاقتي حقا..!

بدأت جفوني تثقل وشعرت بالظلام يسحبني لأركب قارب الأحلام مجددا..

*******************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف اخباركم..؟

أتمنى من الله أن تكونوا بخير 😊

رأيكم بالفصل..؟

توقعاتكم للفصل القادم..؟

حفظكم الله أحبائي ♥

لحن الوقوع بيد منقذWhere stories live. Discover now