الحلقة الثامنة

Start from the beginning
                                    

آخر النهار سيف مروح فلمح همس بتقرب منه قبل ما يركب عربيته فوقف وهي كلمته بجدية : بكرا هرجع لحضرتك البلوڤر ؟
ابتسملها بهدوء: ما طلبتش منك ترجعيه .
بصتله والمفروض تمشي بس هي محتاجة تعرف هل بيهتم ولا زي ما صحبتها قالت بياخد اللي بتقدمه فقررت تتأكد بطريقتها .
افتكرت لما سألها هو لسه مفيش حد مميز تلبس علشانه فستان وقررت انها هتظهر انه هو مميز وهتشوف رد فعله ايه وبناءا عليه هتتصرف بعد كده  : بكرا ياريت لو اتأخرت ما تقفلش الباب وراك .
استغرب طلبها : ليه ؟ هقفله .
ابتسمت وحركت اكتافها وهي بتبعد : براحتك بس أتمنى ما تقفلوش .
وقف شوية يفكر هتعمل ايه؟ وليه مش عايزاه يقفله؟ بس ما وصلش لأي حاجة فركب عربيته واتحرك وهو مبتسم وبيتخيل سيناريوهات كتيرة مجنونته هتعملها .

نادر رجع من إجازته لشغله وللأسف حالته زي ما هي وتفكيره في الماضي مستمر ومش عارف يخرج منه ، كل مرة يقرر يقفل صفحة الماضي بس غصب عنه ذكرياته بتاخده لبلدها ولعندها . 
(فلاش باك)
بسمة صحيت من نومها وإحساس غريب جواها وحاساه ، قامت من السرير واستغربت أكتر انها مش دايخة ، ركزت شوية بس برضه مفيش صداع ، قامت بصت لمرايتها وحست بعينيها شبه كويسة الحول الفظيع اللي كان فيهم شبه اتعدل شوية ، حست انها عايزة تتنطط من الفرحة
خرجت برا بسرعة تنادي لأمها بصوتها كله فجت مخضوضة تجري واستغربت لما لقتها مبتسمة وبتقولها : شوفي يا ماما ؟ عينيا كويسة صح ؟ اينعم مش أوي بس أحسن من الأول بكتير ، ماما أنا مش بيتهيألي صح ؟
أمها عينيها دمعت من فرحتها وحضنتها وهي بتحمد ربنا
أبوها جه على صوتهم : في ايه على الصبح ؟
بسمة سابت مامتها ومسكت ايده : بابا بصلي ايه متغير فيه ؟
أبوها بيبص لهدومها و كل مكان فكشرت : يا بابا بص لوشي ؟
بص لوشها وهنا لمح عينيها فابتسم بفرحة : ما شاء الله عينيكي اتعدلت شوية، معقولة ؟ يا بركة الله .
بسمة كانت بتتنطط تقريبا وبصت حواليها : أنا لازم أكلم دكتور نادر .
جابت موبايلها واتصلت بيه وقبل ما ينطق اتكلمت بحماس: عينيا بتتعدل ومفيش صداع ومفيش دوخة ، انت مصدق ده ؟
نادر ابتسم لفرحتها : طيب مبروك عليكي وإن شاء الله هتتعدل تماما .
سألته بلهفة : ليه اتعدلت ؟ أنا لسه ما أخدتش علاج
ضحك وشرحلها : ساعات بيكون الضغط في الدماغ عالي وكل اللي محتاجاه تخففي الضغط ده شوية ولما سحبنا البزل ده قلل الضغط في دماغك وبالتالي أمورك بدأت ترجع شوية شوية لطبيعتها .
حمدت ربها وسألت : طيب دلوقتي هنعمل البزل ده تاني ولا خلاص ؟
جاوبها بأسف : بنسبة كبيرة اه ، النهارده آخر النهار أو بكرا بالكتير هنعرف نتيجة الفحص ايه وده هيحدد هتحتاجي لسحب تاني ولا خلاص ؟
سألته بفضول : انت كنت عارف ان سحب البزل ده ممكن يعالجني ؟
جاوبها بتردد : اه كنت شاكك بنسبة كبيرة .
عاتبته بهدوء : وليه ما قلتليش ؟ ليه ما عرفتنيش انه ممكن يكون ده علاجي ؟
اتنهد وجاوبها بصدق: علشان حالتك النفسية ماكانتش هتتحمل لو ده ماكانش الحل ، دي كانت تجربة يا بسمة لو نجحت خير وبركة لو ما نجحتش كانت هتوضح الطريق اللي هنمشي فيه بس في نفس الوقت من غير ما نحبطك انتي فهمتي ؟
ابتسمت وكانت هتتكلم وتعبر عن اللي جواها بس مامتها جنبها فسكتت ومامتها أخدت الموبايل تسلم عليه وتشكره .
آخر النهار نادر كلم باباها وبلغه ان بسمة تيجي تاني تعمل موضوع البزل ده تاني علشان يظبط ضغط الدماغ علشان حالتها ما ترجعش تاني وحدد معاه ميعاد يجوا فيه .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)Where stories live. Discover now