الفصل الثالث والاربعون

Start from the beginning
                                    

****

توقف بسيارته الرنج روفر والتي تحمل لوحة مميزة قد جلبها له والده بقيمة خيالية.. كانت مواقف القصر تخلو من السيارات سوى بضع منهن إذ أنّ أغلب ساكنيه قد ذهبوا إلى المستشفى.. همّ بإرسال رسالة إلى رؤى التي لم يقابلها منذ يوم الملكة.. فهي بدت له منزعجة وساخطة حتى أنها قطعت كل سبل الاتصال بينهما رغم وساطات عمته وجدته.. لعق شفتيه بابتسامة وضيعة حين شاهدت رسالته دون الرد خرج من مركبته فقال بنبرة باردة وهو يجر في حروفه ببطء وصعلكه أثناء مهاتفته لمهند: تكفى لا تقول! العيال كلهم معزمين يا ورع! قهقه باستمتاع لحديث الآخر ليردف بموافقة: احسب حسابك يوم الخميس أجل.. وشو؟ ايه انا في بيت جدي تبي شيء؟.. لا ابد رايح اتمقل في خشة عزوز.. وسؤالك أغبى يبني افهمها.. رايح اطفي نار الشوق اللي ملهبة قلب بنت أختك.. تراجع للخلف يتفحص بعينيه طارات سيارته الأخرى وهيئته الفوضوية تزيد جاذبية ملامحه السمراء الجذابة.. مشمرًا أكمام ثوبه واضعًا شماغه على رأسه بعشوائية وحاملًا عقاله بيده.. انخفض قليلًا بتأكد لحالة السيارة ثم أكمل خطواته للقصر برتم متمايل وضحكاته تسبق حضوره: مانيب متأخر كلها شفشفة وخالصين.. أجل وش تحسب بقعد اشمشم معها! اقول الخلا يا رجال عطيتك وجه.. احصلك هناك يالله مع السلامة. وضع هاتفه في جيب ثوبه فتوقف بتركيز لما كان
سيقصد جناح جدته، تمتم بتنهيدة: الله يذكرك بالخير يا بنت عقاب ماخذه تفكيري لبى قلبك. ضغط زر المصعد للطابق المؤدي إلى جناح عمته قليلًا حتى فتح، مشى مناديًا بصوته العالي بطريقة استفزازية: وينهم أهل البيت.. أم بندر.. رؤى.. رورو.. اقتطع ندائه حين خرج عبدالعزيز من غرفته بثوب وغترة وبدت هيئته أنيقة.. عبدالعزيز الذي اشمئزت ملامحه بتلقائية وعينيه قد حطت على مشاري الذي تبسم بسخرية: هلا بك يا جد شلونك وشلون العيال؟ انهى كلماته بضحكة هازلة قاصدًا بها تصرفات عبدالعزيز الناضجة ومظهره الرسمي المتأنق دائما بالثوب.
رفع حاجبه بجمود وتماسك بصبر وهو يتمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله.
علّق باستخفاف وضحكة يبطنها بداخله: ياخي أنت عايش أكبر من عمر جدي تأكد الله لا يهينك يمكن جيل أول نسوك وحنا ابتلشنا فيك.
كاد أن يتجاوزه متجاهلًا كلماته.. إلا أنّ مشاري دفعه ممازحًا بخفة: خلك خفيف طينة وحليّل واطلع معنا سهرات وكشتات فل أم أمها.
ناوله الرد بنبرة صارمة ولا تزح نظرات الاستحقار عن عينيه: طلعاتك وفرها لك ورفقة انت فيها ما اتشرف بها.
تبسم ببرود مطلقًا ضحكته: خلاص طاح الفاس بالراس وصرت نسيبك.. شفت أختك؟ أنا رجلها.. هيا ورني مراجلك.
تلاعب بمفتاح سيارته ورمق الآخر بتقزز ظاهر: تخسي أنا ارجل منك والنسابه ذي عشان جدي وخالي ولا من يرضى في واحد سربوت مثلك وشرواك.
قطب حاجبيه بلؤم وابتسامة باردة: احييه بدينا بالغلط والكلام الشين.. لكن بعديها لك عشان المزاج لا يخرب.. قدامنا حركات ما تفهمها أنت يالبزر.. إلا وينها فيه مرتي؟
تقدم ناحية الآخر بتهجم مغتاظًا من مقصده البذيء.. مسكه مشاري من كتفه بتحذير وقد كان يفوقه بالطول والقوة الجسمانية: اعقب يا ورع امس مرقد ثلاثة في المستشفى ما ابي اسدحك جنبهم.. قطع كلماته حين حاول عبدالعزيز تسديد ضربة إليه، فالتقط يد الآخر وصرّح بتشديد: عزوز! ارفع علومك وانقلع. فلته من قبضته مبتعدًا عنه كي لا يثير غضب عمته إن افتعل قتالًا مع ابنها.
قبل بوقت؛ كانت متمددة على كنبتها المفضلة ويعم المكان الهدوء، فلم يكن متواجدًا في القصر سواها وأخيها عبدالعزيز في طريقه للخروج والمها التي تقطن على بعد قسمين عن قسم جدتها شيخة.. تتراسل مع صديقتها باندماج وابتسامة تزين ثغرها حتى وصلتها رسالته النصية "تزهبي يا مره رجلك وصل" تقصدت اطلاعها للرسالة دون الرد وشرر غضبها منه برز على تعابيرها.. وفي هذه الأثناء تعذرت من صديقتها بانسحاب وسرعان ما اتجهت صوب غرفة التبديل تتفحص فساتينها بعناية تناولت الفستان الأحمر الحريري، هو بالأحرى فستانًا يشابه قمصان النوم النسائية ذو ملمس ناعم أحمر اللون وكاشفًا لمبادي الصدر والذراعين.. يصل فوق الركبة بمقدار اصبعين.. ارتدته على عجل أمام مرآتها؛ وهنا تجلى رسمها البديع وأنوثتها الرطبة اليافعة.. تحمل سمات الجمال الفاتن ببشرة بيضاء يتشربها الاحمرار كلما ساورها انفعال وشعور.. يرسم هذا الفستان تضاريسها بدقة فيظهر قوامها الرشيق وصدرها الصغير اليانع ليكمل منحنيات هذه الشابة الحسناء.. تلاعبت بشعرها المموج بفعل قصتها الجديدة وعلت شفتيها ابتسامة مكيدة لتقعد على الأريكة بأريحية وانزعجت بوضوح لما سمعت صوته ينادي اسمها بدفاشة، استطردت تحاكي نفسها: شرّف الحيوان!.. تشاغلت على هاتفها ونسمات عطرها الندي يخيم على الغرفة متجانسًا مع روائح الفواحات العطرية فيعطي انطباع أنثوي رقيق ناعم.. شهقت بصدمة حين ران لها صوت أخيها.. كان قد أخبرها بنيته الذهاب إلى المستشفى.. علاوة على ذلك مظهرها الآن لا يساعد بتواجد أحد من أفراد عائلتها.. ستكافئ بعقابًا قاسيا إن علمت علياء بارتدائها ملابسًا كهذه أمام مشاري.. التقطت الوشاح الموضوع على الطاولة استعدادًا لدخول عبدالعزيز؛ تمتمت بترجي هامسه: تكفى عزوز روح!.. وصلتها أصواتهم ولم تلتقط منها سوى بضع كلمات تفيد
بخلافهم فزفرت الهواء بيأس وتذمر: مو وقت هواشكم اووف! كشرت بعبوس وهاتفها أضاء برقم والدتها.. أجابت: هلا ماما.
تنبهت على صوت ابنتها وسارعت متسائلة فهي لم تخبرها بعد بقدوم مشاري: رورو! وش فيه صوتك.. زعلانة؟
نظرت صوب الباب بسخط من تواجد أخيها واقتطاعه خطتها التي حرصت على تنفيذها: لا مافيني شيء.. وش تبين؟
-مشاري بيمرك هو استأذن مني وأنا وافقت.. يا ماما ابيكم تتفاهمون أدري زعلانة منه بس اقعدي معه وقولي اللي بخاطرك.. والمفروض اكلمك اول وأشوف اذا موافقة يشوفك بس استحيت منه يوم جلس يبرر لي عشان عملية أمه ما بغيت اتجادل معه.
ردت بمكر مبطنة ابتسامتها الشقية وهي تضع قدم على الأخرى فارتفع فستانها قليلا كاشفا عن فخذيها: بس ماما استحي اشوفه بلحالي!
-يا قلبي حاولي تاخذين عليه هو رجلك وبتتعودين مع الوقت.. ونا بكلم أخوك لو بعده ما طلع من البيت يقعد ينتظرك لين يروح مشاري...
قاطعتها بتسرع: حسافة عزوز طلع من شوي.
ردت بأسف: ليتني حرصت على عزوز يقعد.. لا تزعلين مني لو مترددة تشوفينه بتصل عليه يرجع..
أكملت حديثها بتمثيل متقن: فشلة يا ماما يجي وآخرتها تردينه.. مع إنه حمار ويستاهل بس عشانك راح اقابله.
-وش ذي الألفاظ يا ماما عيب.. اسمعيني رورو البسي اللي لبستيه في حفلة صديقتك مرتب وكشخة ومحتشم.. يجنن عليك ويناسب عمرك.. ولا وش في بالك تلبسين؟ أهم شيء يكون ساتر.
اخفضت بصريها تتفحص هيئتها المرتعة بالحُسن المثير.. وقالت بهزل مبطن: ايه اكيد يا ماما وأنا مو في بالي شيء محدد.. أصلا صدمتيني انه بيجي ما امداني افكر.. كويس قلتي وش البس.. بقوم الحين اتجهز.. تبين شيء بعد؟
-سلامتك وخليك عاقلة خفي شوي عليه ترا عذره معه.. يالله ما اطول عليك قومي اجهزي.. باي.
أغلقت هاتفها فوقفت بسخط حين تأخر بالدخول ولم تصلها أصواتهم: وش لبس ساتر يا ماما! يعني ما تعرف ولد أخوها الطعس.. وأنت اطلع كمان! قالتها بانزعاج أثناء تعديلها لصدرها في محاولة لإظهاره برتم يتناسق مع الفستان.
سمعت طرقات متراقصة على الباب فعلمت بوصوله.. جلست بثقة مناولة الباب ظهرها.. حتى فتح الباب بابتسامة لعوبة.. وصبت أنظاره على هيئتها تستمع إلى الموسيقى بالسماعات.. سار إليها فداهمها من الخلف نازعًا السماعات وأسرع يغني بصوته المزعج: طول الصبر
يالمجمول والانتظار وش سبب غيبتك يا صاحبي وش جرى.. توقف بصمت وتعابيره تحولت لإعجاب ولربما ذهول لم يخفيه وانصفقت ملامحه بتفحص دون أن ينبس بحركة ملتزمًا الصمت في حضرة تأثيرها الأنثوي المتمكن.. تمت تنظر إليه بلا تعابير تذكر متيقنة بوصولها مبتغاها في تشتيته.. أطلق تصفيرة قصيرة فقال بنبرة تنم عن نهمه الواضح: ابك يابو بندر أول مرة اشوف بنت مفصخة لايف!
ردت ببرود ولم تزل نظراتها عنه: صدق انك طعس وألفاظك سوقية بس ما يخالف عشان ماما قالت خفي عليه ماراح اواخذك.
اسقط عقاله على الطاولة الأخرى ونزع شماغه على ظهر الكنبة فقال بصدق وبلاهة واضحة على تعابيره: يسلم انتاج الماما والبابا شلون اقدروا يكافحون ويوصلون لذا المستوى.. وش رضعتك عمتي؟ حليب مثلنا ولا سبانيش لاتيه!
قهقهت بضحكة غانجة مشيرة على المساحة التي بجانبها: تعال اجلس تعبت ونا اناظرك.. رقبتي عورتني.
تقدم ببطء ينظر إليها باستفهام مخادع: وش عندك هاجدة.. اطلعي على حقيقتك بلا لف ودوران.
تصنعت البراءة ونظرة متسائلة: وش تقصد؟
رفع حاجبيه بابتسامة هازلة وحين ظلت تنظر إليه بجهل لما يرمي إليه.. افتعل تغيير الموضوع في حين أنه لم يشعر
بالأمان كونها لم تجادله في أمر غيابه.. كيف لا وهي تتجاهل اتصالاته بالرغم من وساطات عمته وجدته.. جلس بجانبها مشمرًا أكمامه ثنية أخرى وكأنه يستعد لالتهام وجبة.. قالت بصوت هامس أثناء تلاعبها بشعرها: ايه وش عندك؟
تجاذبت أنفاسهم للهواء الحامل رذاذ عطريهما.. تنتمي رائحتها إلى خليط الفواكة الاستوائية والورود الطبيعية.. أما هو فعطره ذو تركيز قوي بخشب الصندل الفاخر.. زفر أنفاسه بتنهيدة: ما عندي إلا كل خير.. ما كدرني إلا خلي اللي يدري بحالي ولا يعذرني.. عمتك فوز كل ليلة اتحسّب على سبايب مزاجي المنكد ما غير اقولها يمه لا تدعين.
هزت رأسها بنفي واعتراض مستشعرة هدوءه وأنفاسه المنتظمة ونظراته المتوزعة على جسدها: مانيب عاذرتك مهما تقول.. إذا كل هذا سويته فيك أجل تستاهله وزود بعد.. قالتها مقتربه منه وكأنها تزيل عن وجهه شيء علق به ولم تكن سوى حركة لتشتت رده وقدرته على المواجهة.. فابتسمت بلطف لئيم: سوري فيه غبرة هنا ومسحتها.. ايه وش كنت بتقول؟
بلع ريقه باستيعاب لما يريد أن يقول وتابع بكلماته: يا بري حالي برياه.. ذا قولك ونا بين أمي وجدي من مستشفى لمستشفى!
لعقت شفتيها الكرزيتان وأومأت بموافقة فتمتمت بصوت
منخفض: عندي مالك عذر ابد.
قطب حاجبيه باستنكار: اترك أمي في العملية وجدي بالعناية واجيك؟ المفروض تعذريني من غير ما اطلب منك.. بعدين تعالي بسألك اتصلتي على أمي؟ تحمدتي لها بالسلامة؟ عمتك ذي يا رؤى وأجرت عملية الواجب يقول تتصلين عليها هذا وأنتِ مرت ولدها الوحيد.
بلمت في عينيه بضياع فهو قد باغتها من جهة لم تكن مستعدة لمجادلته منها.. سرعان ما التقطت العذر الذي رمته بديهتها فمدت يدها تمسح على ذراعه بتهدئة وكذبة تعلقت بها لتشد أزر موقفها: ما دقيت ولا المفروض أدق.. مانيب غريبة عشان اتصل عليها.. بروح بيتها أزورها واتحمد لها بالسلامة.. بس أنت مزعلني وما تركت لي فرصة اقولك إني بروح معك الخرج.
مسك ذقنها وحدجته بنظراتها الواثقة والمؤكدة لما تقول: صدق رؤى بتزورين أمي؟
-اكيد لو ماما وافقت.. بعدين يا ميشو...
قاطعها بضحكة متقطعة: وشهو؟ ما سمعت!
أعادتها بتأكيد وأطالت في ذكر اسمه: ميييشو.. قاعدة ادلعك.
استرسل بضحكته الساخرة: الله يالدنيا عقب الخرج والاستراحة وصوت مطحس يقول اسمي تقل يسبني ما يناديني.. اسمع اسمي كذا ومن صوت يفتح النفس! لعنبو
أيامهم العيال ما لقيت منهم إلا الهم.. أحاط بيديه ظهرها.. وقبل أن يقبلها ابتعدت للخلف متسائلة باستدراج: باقي عتبانه عليك.. من المفروض يزعل أنا ولا أنت؟ يالله اعترف من غلطان؟ علقت يديها على كتفيه تتحسسهما بنعومة.. قهقه بخفة: يلعن شيطانك يا بنت.. منزوية ورا ذي المقدمات كلها لجل تطلعين الصح!
تمسكت بتعابيرها الجامدة واستطردت بإقناع: يكفي إنك زعلتني وأنا عروس ويوم جيتني استقبلتك وتجهزت لك ودلعتك.. لو تشوف نفسك صح خلاص اطلع ماله داعي نقعد مع بعض وكل واحد راكب راسه.
ضم شفتيه بتفكير وطرح سؤاله بمقايضة: ولو تراضينا وش بنسوي؟
تشبثت بعنقه متلاعبة بأطراف شعره.. فأجابته بتضييع لنظراته: بنقضيها بوسات وأحضان.. وحشتني كثير يا ميشو ما وحشتك أنا؟
رد ويديه تحيطان خصرها النحيل: ويل حالي شلون ما توحشيني.. والعذر والسموحه منك أنا الغلطان يا رؤى.
تبسمت بابتهاج وانتصار فاخفضت بصريها على شفتيه، نشوة اللذة صبت عليها، اندفعت إليه لتهم بتقبيله.. تبادلا القبل بتمرس من الطرفين يحوفهما الهدوء السائد لا يكسره سوى صوت التكييف وترانيم قبلاتهما وبعض التعليقات.. بدأت ساعة الغروب ورمت بسهام أضوتها الخاطفة على
مظهرهما المتواد.. بهيئته الفوضوية وقوامه الفارع محيطًا جسدها الصغير المحشور بين أحضانه وذراعيه تحوفها بإحكام.. أطلقت ضحكة خافتة قصيرة حين شعرت بيديه تفتح حمالة الصدر خاصتها.. ابتعدت قليلًا بمظهر أجعث وأثر قبلاته أخذت تظهر على جسدها.. همست: خلاص.
تبسم بوضاعة وهو الآخر زاده تلاحمهما فوضوية على مظهره: وشو خلاص.. كملي اللي بديتيه.
عضت شفتيها بشغب، تتراءى لها أثر حمرتها على ثوبه وجسده: بعدين!
اتسعت ابتسامته بترحيب: تم.. اعطيني ألو وأجيك طيران.
بقيت في مكانها متشبثة بكفه وعينيها على دبلته فتسائلت باستعلام: وش عندك بكره بعد المغرب؟
همهم باستذكار: امممم الساعة سبع! والله عندي هوشه وبفزع للعيال أما لو بنكمل شغل الحبّيبه.. بسحب عليهم عساهم يتمردغون.
تبسمت فتزين وجهها ببشاشة: بغيت اتأكد لو بتسافر.. لأني بصراحة ما جازت لي روحاتك الكثيرة للخرج.
-أي خرج يا بنت الحلال عزتي لأمي ما عاد بتشوفني.. متحمس واجد للشوط الثاني متأكد بيطلع أطلق من الأول.. توقف حين سمع صوت مهند ينادي باسمه.. فانقلبت تعابيره بانزعاج: وش جابه خالك!
ابتعدت عنه تحثه على الخروج: روح له قبل لا يجي هنا.
وقف يلتقط شماغه والعقال وابتسم بلؤم فتلمس صدرها بعربدة وكاد أن يدخل يده إلا انها ابعدته بتعجل وابتسامة جانبية: خلاص قلت لك بعدين!
-اللي اعرفه الشوط الاول والثاني بينهم كم دقيقة مب أيام!
مسكت ذراعه تجره معها: بسرعة اطلع ولا بكنسل المباراة.
ضحك بصخب: أطلق دعابة انشهد.. يالله سلام. خرج متوجها للدرج كي يقابل مهند في طريقه وبالفعل صادفه في الطابق الذي يسبق جناح علياء: سم وش تبي؟ اقولك بحصلك هناك تجيني هنا! اصرفك وتعود لي!
صغر عينيه بتفحص موزعًا نظراته على مشاري: يابن الذين! اووخس ماهيب هينة رؤى.. تعال يا ولد تعال.
قال مشاري بحماس حين يقلبه مهند بتدقيق: هاه وش لقيت!
-شف شف حصلت.. العن شيطانك يا رورو اجل تبوسك هنا يا كلب أنت وياها!
اقترب من المرآة ومهند يفتح زر الثوب ليريه أثر القبلة أسفل عنقه على جهة اليمين: ناظر فعول مرتك.
وقعت عينيه على المكان ليبتسم برضا وتبادل مع مهند ذات النظرة الوقحة: احييه يا حليلها.. اثرها تقول لي ليتك لابس قميص عشان كذا ونا احسب تبيني اكشخ.
قهقه باستمتاع لحال صديقه: تتهنى يا ورع.. باقي أشوف مجهودك.. وينها فيه؟
هز رأسه بنفي: لا لا تكفى بعدين تقلب علي وتعيي تلعب المبارة مرتن ثانية.
أطلق ضحكته بضجيج وناول الآخر ضربة على كتفه: ارركد يا نجس دام الشغلة فيها مباراة ياخوفي تجيبون لنا بندر بالغلط.. أنا أقول خليكم على الكرزة ذي اللي برقبتك ابرك.
استقلوا المصعد قاصدين جناح مشاري الذي قال: العلوم ذي لا تطلع.. تعرف أبوي وعمتي يقلقون على ولا شيء.
-سرك في بير بس تراني صادق ابي اشوف مجهودك.
ناظره بغمزة ماكرة: ما عليك أنا اضبط لك وأنت تمقل في سوايا خويك.

لا تحملني خطا ما هو خطاي..لو أنا المخطي كان والله اعتذرتWhere stories live. Discover now