الفصل الثالث والثلاثون

14.3K 136 756
                                    



"عذرًا لا مقدمة لهذا الفصل، العبرة في النهاية."

لا يزال النقاش قائم في المعضلة التي وضعهم بها تركي وغادر.. انقضت ساعتين وأكثر وقد اسهب مشعل شرحه لقضية أسيل، يحكيها لوالده بكافة تفاصيلها.. ولا جدال في دهشة الآخر لما حصل لهذه الفتاة المغدورة، وعائلتها المكنوبة.. كان واضعًا يده على رأسه في إشارة للاقدرة على التحمل والذهول والمباغتة والحيرة.. ليصل مشعل نقطة النهاية معلنًا: والولد أنا أخذت الاعترافات منه كاملة وهو الآن معي بطريقة غير شرعية.. بطلق سراحه لو تأكدت إن أهلها ما بيتعرضون له أو على الأقل تكون مرت فترة على الموضوع.. تدري هالأمور فيها قتل وثأر ونهايتها سجون وقصاص.. الله يكفينا الشر. ليأخذ شهيقه متدرجًا بإيصال الهدف من تواتر كلماته ربما بخطة عسكرية تنظيمية: لجل كذا قلت لك عبدالإله ما يصلح ياخذها.. أخوي وأعرفه لو بس استفتحت وقلت إنها مطلقة بيرمي الرفض وبلا أي اعتبار لا تقول ما يرد لي طلب لكن هو كذا تفكيره وما بتغير فيه شيء.. فما بالك لو بالصدفة أو الافتراض أو أي احتمال قدر يتوصل لماضيها والقضية ذي بالذات؟ بيفضحنا مع عبدالمحسن وبيطلق بنته وبيشب الدنيا نار.. تبي أكمل ولا اقتنعت؟
تنهد بقلة حيلة: طيب نفاتحه لو رفض نشوف غيره.
فتح أزرار ياقته وهو يهز رأسه رفضًا: وش هالبنت اللي تنعرض على عيالك يبو بندر؟ أنت كذا بتقطع الشك باليقين وبتفتح العيون عليك.. يالله بس يقتنعون أنك تبي تقوي العلاقة مع أهل فيصل عشان تخطب من بيتهم ولا يخفى عليك أنهم يدرون بعلاقتك مع عبدالمحسن.. اصرف النظر عن عبود.
فرج يديه كناية عن الحيرة متسائلا بانفعال: ومن بقى يا حضرة الضابط! خلصوا عيالي كانك تعرف اخو لك أنا ما اعرف عنه عطني علم الله لا يهينك محتاجه بفزعة.
قهقه بتلقائية من نبرة والده وانفعاله.. ليكمل خالد بقطع: لا تقول لي واحد متزوج.. تاليها اتسبب في بيوت عيالي! هذا غير إن ماهي زينة في حقنا وحقه.. بيقول مستكثر عياله على بنتي وعطاها متزوج.. وبدال لا نكحلها بنعميها. تبسم لابنه الذي استرسل بالضحك مخفضًا رأسه كي لا يوبخه.. طبطب على ذراعه متابعًا: أنت تضحك وذاك انسحب وأنا اتركوني ارقعها بلحالي.
مسح وجهه بابتسامة تعلقت بعد ضحك انتابه ليرجع صوته بهدوءه واتزانه: لا والله ماهو قصدي.. طيب مهند ليش مجنبه؟ أشوفه مناسب وبيسهل علينا أمور كثيرة.
صفق يديه باستغراب وسؤال يتوجس صدق مشعل بما يقول: أنت صاحي؟
احتدت معالمه للجديّة وهو يبعث كلماته: عشان قضية محمد الله يرحمه؟ أبو فيصل يشوفنا كلنا قتلة ما اوقفت على مهند.. بعدين دام فيصل أخوها وهو يعرف بأخلاق أخوي وطينته بعيدًا عن الزلة اللي ارتكبها وهذا دافع قوي نحصل على الموافقة.. ومهند متساهل ومرن يعني بياخذها حتى لو مطلقة.. ولو درى بيوم بقضيتها بيوقف عنده الموضوع.. باختصار يالشيخ مهند الخيار الصحيح بالمكان المناسب.
أطرف نظره لابنه وبتساؤل يوجب التأكيد: تهقى يا مشعل؟ تعبت من التفكير اقلبها يمين وشمال وأقول يالله سلّم.
تبسم بموافقة: اي نعم ازهلها.. بس أنت اقنعه أكيد أنه بيرفض بالبداية ولا لو تبي أنا بكلمه..
قاطعه خالد: لا أنا اللي بكلمه.. لما تجي مني بتكون الموافقة أسهل.
طبطب على فخذه بخفة: الله يكتب اللي فيه الخير.. يلاه قم معي عشان المطرود يرد جناحه.. قالها بمداعبة ليردف خالد بحنق من تصرف تركي ببعض من الوعيد والتهديد.

لا تحملني خطا ما هو خطاي..لو أنا المخطي كان والله اعتذرتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن