قليلٌ من إشعاع ألفا، كثيرٌ من بيتا.

शुरू से प्रारंभ करें:
                                    

بصره كان متوجّهًا إليهم بكل حقده المكنون، ظن أنه سيموت أيضًا، لم يكن لذلك سبب لكن شعورًا سيئًا خالجه.

«لستُ في نطاقنا الذي سرقتموه.»

أراد أن يُبرّئ نفسه لئلا يعاقب على لا شيء لكن لسانه لم يستطع بلع ذلك التأنيب وجعل يقوله بنفس لغتهم، لكن بلهجة رسمية إذ أنه لا يتقن العاميّةَ منها.

«امشي.»

تحدّثَ أحدهم آمرًا إلا أن عمر ظل يجلس مكانه في سكونٍ، يحاول أن يكون قويًّا أمامهم، هو ليس خائفًا من الموت لكن وعده لأبيه ما زال قائمًا، وسيبقى قائما إلى الأبد.

«قلت امشي!»

صرخ فيه وركله بطريقة لم يعهدها، تذكّر لوهلةٍ أنه جنديّ أجنبي متدرّبٌ على إيلام أمثاله من الضعفاء.

وقف واعتقد أنهم سيخبرونه بالعودة إلى بيته إلا أن نفس الجندي دفعه حتى يدخل العربة مع بقية الجنود الذي تبيّن له لاحقًا أنهم صغارٌ جدًّا، كما أنهم يرتدون ملابس عادية، عدا اثنين منهم بديا كبيرين كما يرتديان ملابس العساكر.

«إلى أين؟»

تمتم بتحشرجٍ ثم أنّب نفسه كثيرًا داخله، لا يجب أن يبدو ضعيفًا تحت أي ظرف!

«أنت مزعج يا فتى.»

دفعه بقوّةٍ وعاد إلى مقعده في الأمام.

عمر ذا الثلاثة والعشرين عامًا ما كان ليبقى قويًّا بعد كل هذا، أين يأخذونه ولماذا؟ تلك أسئلة جعلت منه يبدو كالطفل وسط أقرانه من المتلبّدةِ مشاعرهم القاضين أوقاتهم في الشوارع في مثل هذا الوقت، وتبيّن أنها حالةُ جمعٍ للمدنيين حتى يُصبحوا عساكر في خضم الحروب التي لا تنتهي، وهو اليوم أصبح منهم.

«إن تصرّفتم بكبرياء وكنتم أقواء بما يكفي، ربّما لا تبقون هنا، ستتعبون لتصبحوا محاربين أقوياء، لكن نجاحكم في هذا يعني تذكرة إلى الولايات المتحدة للعيش كجنودٍ هناك، وهناك الجنود يعيشون ببذخ أغنى أغنيائكم، حتى إن كنتم مغاربة أغبياء، الأمر يستحقّ المحاولة.»

ذلك الجندي الذي أرغمه على الركوب كان صوته صادحًا في أرجاء العربة، ينصحهم على حد تقديره للأمور بوجهة نظره العوجاء.

«لا يمكن، أخي ينتظرني في البيت! لا يمكن المحاربة ولا القتال! ليست قضيتي ولا أريد الحرب!»

كان يصرخ بهستيريّة وكاد يسقط من العربة المفتوح آخرها، لكن أحد الشباب أمثاله أمسكه وأخبر بهمسٍ ألا جدوى من الصراخ.

سكن وحدّق في الجميع بأسى، يريد أن يكون طبيبًا، يريد معالجة الجراح ولا صنعها، لقد تخلّى عن الانتقام من قاتل والده فقط لأجل هذا، لا يمكن أن يسرقوا حلمه كما سرقوا كل أوقاته الحلوة وأرضه.

وهكذا قضى سنتين في الدفاع عن أرضٍ ليست أرضه، وفي الحقيقة هو فقط كان يحاول البقاء على قيد الحياة، عندما أُخِذَ إلى الولايات المتحدة إذ أنه كان من الأقليّة الذين أُعجِبَ بهم وبسرعة تعلّمهم وذكائهم مضت حربه هو وهو ينقذ القطط والكلاب ويساعد الجنود الأصغر منه لئلا يموتوا، يحاول دائمًا إيجاد خططٍ يخرجون منها بأقلّ الأضرار البشرية والعمرانية.

| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें