تطهيرُ دنسِ سنينٍ.

72 16 3
                                    

°°°


كيف أستطيع التنقّلَ من فرنسا إلى تركيا بدون جواز سفرٍ مُرخّصٍ؟

أرسَلتُ إلى ساركان، بعد تفكير عميقٍ فإنها أنسب مكان، لدي شعور أن سوريا لربّما تحمل حلًّا ما، وبعيدًا عن أنها خالية من البشر تمامًا في عدّةِ مناطق إلا أنّ الأراضي التي كانت قد تدمّرت بفعل الأسلحة النووية منذ ثلاث مائة سنةٍ تقريبًا _وما زالت_ قد تحمل داخلها حياةً تكيّفت مع انخفاض مستوى الإشعاع، وتغيّر الأسلحة لأخرى أقلّ فتكًا، سمعت هذا في مكانٍ ما قبل مدّةٍ.

بدون جواز سفر؟ هذا مستحيل يا رجل.

عندما أتيت كنت أحمل جواز سفرٍ مزيّفًا، كما هويتي، لكن ذلك كان تحت إشراف خطة آليكس، بدونه سيُكشَفُ أمري وسأُزجّ في السجن بعدّةِ تُهمٍ إلى الآن.

ليس مستحيلًا.. أفكّرُ بالسفر برًّا.

أدليت بذلك وأخذ هو وقتًا حتى يجيب.

إن أوروبا محصّنةٍ بطريقة لا تُتَوقّعُ، بدون شخصٍ قويٍّ خلفك لن تستطيع فعل أي شيء.

إذا ما الحلّ؟

لا أحبّ شعور العجز، أستغفر الله، أريد أن أهرب مع مارك، وفي الآن ذاته أريد إيجاد علاج أو لقاحٍ للمرض.

سأجده لك، ارتح ليومين وسأحاول فتح طريقٍ آمنٍ لك.

أشعر بالامتنان كثيرًا في هذه اللحظة.. لست وحيدًا ولدي وقتٌ حتى أرتاح، هذا يشعرني بالأمان.. إن كنت سأعطي للبشرية عبرًا فستكون أننا نحتاج بجِدٍّ أن نصدّق أن الله لطيفٌ إلى أقصى حدٍّ، وعندما تظنّ أن السُبُلَ ضاقت فهو يصنع لك سبيلًا من حيث لا تحتسب.

لكن فعليًّا حتى إن لم تسر الدنيا بذلك اللطف الفذِّ فإنّ هذه الحياة ليست حقًّا مكانًا للحصول على كل ما نريد، هناك قاعدة يتغير شكل الأرض ولا تتغير هي؛ الله عادلٌ، ولا يضيع في سبيله ذرّةُ خيرٍ.

شكرًا لك ساركان.

.

«لِمَ برأيك أنا أتألّم هكذا؟»

مارك تساءل بصوته الحزين ذاك، وبرزانة الطفل رغم أن ما يقول لا يمت لذلك بصلةٍ.

سؤاله كان يساوي جوابًا من اثنين، الأول لن يترك له مجالًا واسعًا حتى يرغب في المواصلة، والثاني سيقوي فيه عزمه ويمد له بصره لأعمق من بضعة سنواتٍ ليست شيئا من حياتنا الحقيقية.

«لا أدري.. مارك، هل ستخبرني بما تحدّثت مع أخاك في ذلك اليوم؟»

عبس وهزّ كتفيه يحوّلُ بصره إلى الأسفل، لا أظن أن طفلًا صغيرًا أخبره بالكثير، لكن لا أدري.. ربّما يجب أن أعرف.

مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ.✓Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα