11

1.6K 124 105
                                    

"الآن تركت كل شيء، الهاتف يرن، الطعام على الموقد، والأحلام تحت الوسادة
- فقط-
لأكتب لك، ستظل كما أنت، الأكثر حضورًا في دمي
وقت الغياب."

.
.
.
.
.
.
__________________

إنقضت ساعتان منذ مغادرتنا إيثر على متن سيارة سوداء انيقة لا أستطيع تكهن طرازها لكن عيناي لا تحتاج الى خبير ليعلمني بأنها فاخرة وباهضة الثمن

سرنا فوق طريقاً ممهد على جانبيه تعلو اشجاراً كثيفه تسترح خيوط الشمس المنيرة فوق اوراقها الخضراء بضياء ذهبي

أثناء هذه ألوقت كنت مستند برأسي الى الوراء ، مرخياً جسدي في المقعد المريح بهدوء أغمض عيناي متظاهراً بالنوم ، في البدايه كانت فعلتي هذه لتجنب الحديث والإصطدام به بأي شكل من الأشكال لكن مع مضي بعض الوقت ، أكتشفت أنها وسيلة فعالة تمكني من إستراق بعض النظرات دون إدراكه ، أبتداء من يديه وهما تحكمان الأمساك بالمقود برشاقة وقوة ، الى رغسه الذي زينته ساعة ذهبية ، ثم عادت حدقتي تتأمل أنماله الطويلة تحديداً ذلك ألاصبع المحتضن خاتم فضي منقوش علية بإحرف اغريقية أيقن معناها جيداً لأن تؤام هذا الفضي يسترح على بنصري الأيسر بلون آخر مخالف له .

حاولت رفع ناظري اکثر تحديداً صوب ملامحه الجانبية لكن قبعة القش البائسة ، التي وضعها فوق رأسي

لتصد أشعاع الشمس عني حتي لا تؤرق غفوتي المصطنعة حالت دون ذلك ، ملامحه مخفية عني والفضل لهذه القبيحة التي كان يجب أن تكن وجبة قش خفيفة للابقار لا أن تتحول لقبعة لعينة تستريح فوق رأسي

زفرت مقطباً حاجبي بسخط ، حان وقت تلاشي خطة التحديق ، انزلت زجاج النافذة انتزع القبعة وألقي بها على الطريق وأخرج راسي والجزء العلوي من جسدي ألحقها بالشتائم

لحظة اصدام الهواء وجهي و بعثر خصلات شعري بفوضوية سحرية جعلت أنزعاجي يتبخر مع هذا الهواء وهدأت مستمتعاً بنسیم بارد يضرب ملامحي ، رفت يدي عاليا جاعلاً اصابعي تتراقص على أنغام موسيقيه يولدها صفير الرياح الذي احدث ضغطاً داخل اذني مرهق لكن بطريقة خفيفه

...

منذ البدء كان متيقظ لحركات الاصغر العابثه ، لكن الصراخ شاتماً وهو يرمي القبعة هذا شيء لم يكن يتوقعه ، التفتت رمادیتیه صوبه ، انفرجت شفتاه بنية الحديث لكن سرعان ما أطبقت ، يراقب جين وهو يمرر يديه بين خصلات شعره التي كانت بلون القمح الفاتح ، و ابتسامته الواسعة التي جعلت زمردتيه تلمع ببريق الابتهاج ،عبث الرياح بقميصه الفضاض كاشفة عن عظمتي تروقته ، حتى الكلمات التي اسقطتها كرزيته لم يعي لها رمادي العينين

Velvet || taejin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن