الفصل السادس

2K 125 51
                                    


تسائلت سحر إن كان لِـ يمان عِرقٌ روسي لتشابه شغفه بالفودكا مع هؤلاء و إمتلاك خزنته الخاصّة من الأسلحة الروسية و الألمانية كما علّقوها هنا على حيطانها بمحيط ما رأت من أجزاء القصر، جلست على الكنبة الفاخرة تضع رأسها بين كفيّها تحاول إزاحة الألم الضاغط عليها، تركت لها الخادمة بعضًا من الثياب الدافئة و أعدّت حمامًا ساخنًا لتريح أعصابها المشدودة لم يفلح إسترخاؤها في البانيو الضخم الا ذكريات قريبة من حرارة (يمان) إل پادري،

عاود مشهد قبلات الغيرة الحارقة تنصبُّ على المخ المرهَق، شهقت بعضًا من الهواء و غطست طويلاً، كأنها رغبت للحظة أن تُنهي حياتها البائسة لم يعد البكاء يُجدي نفعًا، تعقَّدت مشاعرها، و بدأ الأوكسجين بالنفاذ قاومت رغبة جسدها بالحياة و هربت الفقاعات الهوائية من فمها حتى أخرجت نفسها بشهقة كبيرة سحبتها طلبًا بالعيش و إتكأت على جانب البانيو "لا شيء!!.. لا أحد يستحقُّ قتل نفسي لأجله!!"

نهضت سريعًا و إرتدت ما تُرِكَ لها من ملابس على سريرها ستتبع هذه القوّة لو قوبلت بالرفض الإنساني لكل مُرادها لتهزم المتبجِّح على إذاقتها الإهانة المريرة و كُلّ من قد يتجرأ، واجهت نفسها أمام المرآة بتعابير مظلمة ظنّت للحظة أنها شابهته بهذه الصفة أو قلّدته إعجاباً بشخصيته قبل أن يكسر أملها بالبشرية تمامًا، عقدت إتفاقها مع ميلينا كأنها وقعت عقد عمل الا أن الشرط الحالك ظل يقضُّ مضجعها لأيام،

صرخت ميلينا و هي تدقُّ على مكتبها بقوّة "الا تريدين أن تصبحي كالآلهة!! تقبّلي أنكِ جزءٌ منّا،، هذا قدرٍكِ!!!، أما أن تصبغي يديكِ بدماء الخَونة أو تنقلعي للضواحي البليدة تبحثين عن زوجٍ أخرق" رفعت ميلينا أصبعها للتهديد "لكن ثقي أنكِ لن تحتملي  البراءة المزيفة بذلك العالم الهانئ لأن جينات عائلة راسكولينكوف الدموي تسري بعروقكِ!!!" تراجعت سحر للوراء و هي تنظر بخوف الى المسدس أمامها وقفت ميلينا و صارت تهزّها بعنف "أقتليه!! " حوّلت بصرها للمُستسلم المربوط أمامها كأنه يعلم لا سبيل للهروب من عظَمَة البراتفا، سلّمتها ميلينا السلاح رغمًا عنها ووجهتها نحو الضحية "الا تبحثين عن الإنتقام؟ ممَّن أهانكِ؟"

تهادت أنفاسها المُضطربة و تمالكت دموعها المنسكبة مع وسوسات ميلينا في أذنها "ذلك المتغطرس رماكِ بعدما أشبع شهيته من جسدكِ تخيَّليه هو.. مقيد أمام طغيانكِ" تهدّجت آنفاسها و شعر بصباب العرق البارد على جبينها إنه امرٌ محتوم!

أطلقت سحر الرصاصة في رأس الرجل و إلتفتت إلى ميلينا المبتسمة بإنتصار حقير لم تسيطر على رجفان يديها عنف نبض قلبها و إنتفاضها الداخلي؛ "أنتِ أيضًا تركتيني و أنا رضيعة قد تكونين أنتِ الألد!" رمت السلاح و مشت خارج مسرح الجريمة لم تهتم ميلينا إلا الى نجاحها في خطوات سحر نحو الطريق الصحيح في نظرها، ركعت أمام القتيل و أخذت بعضًا من الدماء على أصابعها، شمّت الرائحة "ستعشقين طعم القتل مثلي أيتها الأبنة" بخفوت نبرتها المُرعِبة و عيناها الجاحظتين شعرت باللذّة أن قوّتها لن تذهب سُدى حتى و إن قضى عليها مرضُ السلّ نهائيًا لأنها إستحضرت الظلام من عينيّ إبنتها كما كانت تبتغي.

الأب - il Padre Where stories live. Discover now