فصل السادس

Start from the beginning
                                    

الصمت كان سيد الموقف لم ينطق بحرف معها قط.. مما جعل هذا الهدوء أعصابها تسترخي نوعاً ما...كانت متناقضة كل دقيقة يتبدل حالها ...ولكن ماعكر مزاجها حقاً فوق ضيقها الواضح منه هو رائحة السجائر التي كادت أن تخنقها فهو ما إن يطفئ واحدة حتى يشعل أخرى غيرها بإختصار كان كمصنع ملوث للبيئة

نظرت له خلسة بقرف من طرف عينيها وهذه أول مرة تراه فيها وأخذت تقيمه ...امممم لابأس بهِ فهو كان حنطي البشرة بجسد ضخم لا بل كان عملاق بالنسبة لقامتها هي ، مع أن طولها مناسب ولكن بالمقارنة معه كانت أشبه بالقزم أمامهُ

لاحظت بروز عظام وجهه وخاصة منطة الفك الذي يكسيه ذقن مهذبة مع شفاه غليظة يعلوها أنف حاد كالسيف و شامخ للأعلى ...

وعينان بنية لامعة ولكن ماكان يفسد جمالها هي تلك الهالات التي تحيط بهما كالباندا... لاحظت نزول شعر ناعم كالحرير وأسود كالليل على جبينه ولكنه طويل بعض الشيء يحتاج إلى قص ولكن رغم هذا لاتنكر بإنه يليق بهِ ويحمل من الوسامة وقدرها

أما يحيى كان في عالم آخر تماماً عنها أخذ يقود سيارته وكل مايشغل تفكيرهُ هو أين يذهب بها ؟ هل يستأجر شقة أم يذهب إلى فندق او يعود بها إلى الوكر
ولكن كيف يعود والوكر مكان لايناسب لفتاة مثلها
فكل النساء هناك عبارة عن بنات ليل متاحين للجميع
...أمسك صدغه بتعب ثم أعاد شعره إلى الخلف ...اااخ ماذا يفعل بهذه المعضلة التي لم تخطر على باله ...

ولكن ما لم يستطع أن يتجاوزه حتى الآن هو صدمتهُ ما إن رآها ترتدي الحجاب مع ثياب فضفاضة محتشمة
فهو كان يتوقع بإنها اااء ...لااا هو لم يرسم بمخيلته كيف سيكون شكلها بل هو لم يفكر بهذه النقطة.. هذا لأنها ببساطة لاتفرق معه كل ما أراده هو أن ينتقم من ذلك الحثالة بها ...

يعني بإختصار هي لاتهمه ولا تعني له شيئا بتاتاً ولهذا السبب سيذهب بها إلى شقته في الوكر وسيمنعها من الخروج منه لكي لايراها أحد وهكذا سيستطيع أن يعيش حياته كما كانت دون أن يضطر أن يغير شيء لأجلها

هذا الحل الذي وصل له بعد تفكير عميق ..أدار الدركسيون ليغير المسار... وبعد وقت لايستهان بهِ وصل لمكان مقطوع بعيد عن تجمعات الناس حتى ظنت بإنها خرجت من العاصمة بأكملها

مما جعلها تنظر حولها والرعب بدأ يسكن مقلتيها
ظلام دامس يغطيهم... الطريق خالي من السيارات ...كادت أن تلتفت له وتضربه على رأسه وتصرخ بهِ يا أيها المعتوه أين ستذهب بي؟؟ ماهي حكايتك؟ من تكون؟ ولكن سرعان ماضاعت خطتها بالهجوم عليه ما إن وجدته يقترب من مكان غريب بمنطقة عشوائية كبيرة من الخارج مظهرها عبارة عن أنقاض وبقايا منازل قديمة مهجورة لاحياة فيها ولكن ما إن إقتربوا أكثر حتى وجدت بأن كل هذه الأشياء لم تكون سوا سور أو تمويه لما في الداخل

كان يوجد قطاعين طرق أو هذا ما ظنته عند المدخل الذي كان عبارة عن مجموعة صفائح من الحديد الصدئ ولكن قبل أن يقترب منهم وجدت ذلك الذي يدعى زوجها يضع يده على رأسها من خلف وأنزلها بقوة إلى الأسفل وهو يوجه لها الكلام لأول مرة بأمر صارم

وكر الأفاعيWhere stories live. Discover now