نستازيا

١

جالسة على كرسي كبير، محدقة نحو السماء و بالكاد استطعت رؤية النجوم فيها.

و ظللت احدق في امل ان اجد على الاقل نجمة واحدة، و بعد عدة دقائق من البحث ظهروا ثلاثة، سعدت بذلك و تفاجأت.

و اذ بعدها اسمع صوتا ينادي، صوتٌ مألوف كما لو حتى الرياح تعرفت على صاحب الصوت ذاك.

صوت دافئ، لطيف، غامض و مع ذلك يشعرني بحنين للماضي ، ظل يخبرني ان اتجه نحو الامام لعدة مرات في المرة الاولى لم افهمه ما كان يحاول قوله كان اشبه بتمتمة و في المرة الثالثة على الفور وقفت على قدمي.

لا اعلم الى اين متجهة و كان هناك شعاع نور اشبه باليراعة يرشدني و ينير لي للطريق الذي وجب علي الذهاب اليه .

كل شي كان هادئا عدا صوت الرياح كانت شديدة كما لو كانت تحذرني من عدم ذهابي، و انه وجب علي الهروب او عدم سماعي لذاك الصوت.

ذلك النور ذهب و كل شيء اصبح مظلم و صوت الرياح خفت فإذ فجاة التقي بصاحب الصوت منذ لحظات واقفا على بعد امتار امام باب قصرٍ ما؛ مرحبا بك الي!

من انت؟

انا؟

فالهارد،انه انا فالي!

ف...الهارد؟ انا لا اعرف هذا الاسم ابدا و انت لست بشخص مالوف بالنسبة لي...

كاذبة، لو ان صوتي لم يكن مألوفا بالنسبة لكِ لما اتيتِ الى هنا، اليس كذلك؟

كلما تحدث كلما اقترب اكثر ذلك اخافني صحيح كما لو انه ينشر الخوف بي و ثم يدفعني نحو الحفرة التي حفرتها.

لقد تغيرتي كثيرا او ربما قليلا..؟

عيناها تنظر للارض كما كانت دوما، صوتها بدت خائفة كاول مرة اقابلها... شعرها كما هو لم يتغيير حتى لونه بل زاد لمعا و نوعمة.

ما الذي تريده مني؟...

اوه، انتِ حقا غاضبة، لماذا؟

لانني اتحدث مع شخص غريب..و مزعج

حسنا اتفهمك.

تختفي ابتسامته شيئا فشيئا ثم اختفت تماما وجه عابس او بالاحرى وجه مرسوم عليه ملامح خيبة الأمل لا اعرف مِماذا و لكن هذا يضايقني بشكل ما.

اريد العودة من حيثما اتيت

لا تستطيعين الان، و لكن بإمكانك العودة فور طلوع الشمس حينها..

..لماذا؟ الا يمكنك فعل ما فعلته سابقا

اهاهاها...حسنا ذلك قليلا، حسنا؟...

امم، حسنا(؟)..

في ذلك الوقت كل شيء بدا حقا مألوفا كما لو كنت هنا مرة و لكنني لا اتذكر انني كنت هنا حقا، لماذا هذي المشاعر ، التي اشعر بها و كانني على وشك البكاء لا بمكنني السيطرة على المشاعري و عيناي؛

ايهه، لماذا تبكين يا لارونا؟

ك كيف عرفت اسمي؟ انا لم اعرف عن نفسي ف كيف عرفت بإسمي؟!