الفصل الثاني

Start from the beginning
                                    

****

قصر خالد آل مسفر
في غرفة الصالون ذات الأثاث العصري الراقي و مزيج من التحف واللوحات الأثرية. كان المكان مليئ بأصوات النساء الباكيه والمهدئة لتلك المرأة الجميلة لقد كانت تتشح بالسواد على مدار السبعة شهور الفائتة كانت عيناها واسعتين وحزينتين ولو أن فناناً يبحث عن امرأة يستخدمها في رسم لوحة مثل " حداد راتشيل على أولادها " لقام يهلل لـ الزوجة الرابعة العنود مبتهجاً. فبعد أن رن هاتفها باسم ابن أخيها الأقرب لها خرجت العمة نورة من الغرفة ثم وقفت بالقرب من النافذة: هلا تركي بشر... أنت صادق...تركي تكفى قول الصدق لا توقف قلبي... يعني آل ثنيان تنازلوا... يا رب لك الحمد... وش ذي البشارة اللي تثلج الصدر... روح يا ولد أخوي جعلك تبشر بجناته... الحين ابلغها...يلاه يالحبيب فمان الله. كان صوتها يزداد ابتهاجاً عند كل كلمة كانت تردفها. قالت برجاء بالغ وهي تسير بخطوات سريعة عائدة ادراجها: اللهم اعتق رقاب آل ثنيان من النار وافرحهم كما افرحونا. وحين اطلت انبرت بنبرة مبشره تحتوي الكثير من السرور والابتهال: أم مهند امسحي دموعك تركي يبشرك بأن آل ثنيان سامحوا والله يقر عينك بخروج ولدك.
صاحت العنود بصوتها العميق ناظرة لأعلى وتحرك يديها بإماءات تتناسب مع دعائها: يا الله لك الحمد.. الحمدالله.. الحمدالله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. تقدم إليها حشد من النساء ليقومن بتهنئتها بدايةً من الزوجة الثانية ( سحاب ) التي قالت بحيوية: مبروك يا أم مهند عساك تفرحين فيه ويفوز ببرك. لترد الأخرى بصوت مشتت لا تعلم هل هي في حلم أم واقع تعيشه واخيراً انتهت من كوابيس فقدان أبنها: اللهم آمين. حتى انتهى السلام والتهاني من قبل الأميرة التي انتهت لتوها من صلاة الظهر ولم تنسى الدعاء لأخيها. تقدمت الأميرة إلى زين المشغولة بالحديث مع أبنة خالتها أمجاد... بترت نقاشهن قائلة: آسفه على المقاطعة... زين تعالي ابيك.
وقفت زين أمام الأميرة وهي لاتزال تنظر في أمجاد: شوي وراجعه.
لترد الأخرى بصوتها الرقيق ذو البحة الأنثوية المميزة: اصلاً الحين رايحين دوبه رائد راسلي أنه تحت.
زين برجاء: تكفين اجلسي اليوم عندنا عيد كلميه يخليكم وبعدين السواق يوصلكم بيتكم... أو اقولك خلي أمي تكلمه هو يسمع منها.
تبسمت أمجاد وهي تنهض متشاغله ب ارتداء العباءة: والله فيني نوم ما نمت من أمس خليها مرة ثانية.
تكلمت الأميرة بفضول وهي تقوم بتصفح هاتفها: وش اللي مسهرك!
زين بتسرع وبنبرة هازلة: ومين بيسهرها غير التفكير في بو خالد.
رفعت الأميرة حاجبها باستنكار وعيناها تنتقل في الضاحكتان لترد بفظاظة فلطالما لم تنال أمجاد على رضاها: وشو.. منو بو خالد!
تنهدت أمجاد بحنق حين وصلها استخفاف الأميرة لم ترد فقد أكملت لف حجابها... زين بعد أن حل الصمت للحظات ردت بنبرة ضاحكة لم تستوعب مشاحنات النظرات التي حدثت قبل قليل: اقصد مشعل... أمجاد تناديه بو خالد لا وكمان قالت لي خذي القهوة لحبيب القلب. أعادت الأميرة عينيها في أمجاد الغير مباليه لحديث زين لتردف بصوت هامس: أقول امشي ابيك في سالفة. سحبتها من ذراعها حتى خرجتا. زين وهي لا تزال تسحب من قبل الأميرة: بنت وش فيك ليه تسحبيني كذا ماني غنمة عندك. الأميرة بعد أن فلتت ذراع الأخرى بنبرة تعجرف: يختي ما اطيقها ما تنبلع بنت خالتك ذي مسويه نفسها هي المخطوبة الوحيدة في العالم يع كريهه ما جازتلي.
ضحكت زين بضحكة عالية لتقول من بين قهقهتاها: يا ربي تضحكيني وأنتِ توصفينها ...ميمي حبيبي ترى أمجاد وربي حبوبة وعسل بس مدري أنت وش بلاك عليها!
الأميرة بهمس: أقول شكله أخوك بيطلقها ما ظنتي تجوز له.
زين بشهقة خافتة: وش ذا الكلام.. عاد تكرهينها كيفك بس مو لدرجة ذي.
ردت الأخرى بتملل وهي تجلس على الأريكة الواسعة: والله عاد هذا اللي اشوفه.. أمجاد بنت متعودة على الهياته والسخافات وكل وقتها يا على جوالها أو مع خوياتها الصايعات.. ومشعل جدي ما يحب الدلع والمياعه ولا يناسبه ذا النظام.
ردت بتوجس: وأنتِ وش دراك إنها سخيفة على قولتك، أنتِ اصلاً ما تكلمتي معها إلا ليلة حفلة الخطبة وغير ذا ما تعدت سوالفكن إلا ربع ساعة ...ما شاء الله امداك تقيمين وثانياً هو اللي طلبها وعنده علم بأنها أصغر منه بواجد يعني فرق في الفكر.
قالت الاخرى مدافعة عن موقفها وكأنها تضع النقاط على الحروف: أنتِ تشوفينها في الجامعة كيف سخيفة وكل همها ستايلها وخوياتها ولا الدراسة من جنبها ...للحين مسنتره اللي في دفعتها تخرجوا ما غير هي وخوياتها.... ثم اكملت بتناقض: أستغفرالله يا ربي كل ما اقول ما ابي احش يطلعولي ناس كريهين.
جلست زين بجانبها وعلامات التملل واضحة: اخلصي علي وش تبين؟!
تنهدت ثم أصبحت مشرقة. فالحياة أصبحت ملونة بعد خبر العفو: ايه صح ذكرتيني قومي خل نكلم الخدم يجهزون القهوة ويصلحون الحلويات نبي نغير من جو الحزن.

لا تحملني خطا ما هو خطاي..لو أنا المخطي كان والله اعتذرتWhere stories live. Discover now