البارت الأخير(الجزء الأول)

1.5K 84 22
                                    

وحشتوني كلكم بجد جامد🤍

طبعاً أنا باعتذر عن فترة التأخير دي كلها بس حرفياً بس كان عندي امتحانات والدنيا كانت ملغبطة عندي خالص،واخيرا رجعتلكم أهو بالبارت الأخير وإن شاء الله يعجبكم🤍
البارت طويل واقراوه وإن شاء الله يعجبكم🥺🤍
صلوا على النبي💞

ما تنسوش الڤوت⭐

_كان يرمقها بنظرات يبدوا أنها جامدة ولكنها تحمل فى طياتها كثيرا من الحقد والغل تجاهها،حاول إخفاء مشاعره ولو قليلاً ولكنه يريد قتلها الآن لا يريد الانتظار ولو لدقيقة واحدة يفكر ما الذي كانت ستفعله به لولا أن من الله عليه وأبعده عن تلك المؤامرة، لم يكن سينجوا حتماً لولا كرم الله ولطفه عليه، وبينما هو يفكر فى كل ذلك يأتي صوتها لينتشله من غابات ذكرياته الموحشة تلك
"عبدوا الو إنت روحت فين،بكلمك بقالي ساعة"
_ظل مكانه ثابتاً هادئاً لم يرف له جفن ليبتسم ويقول بنبرة هادئة
"سرحان فيكي مثلاً" تلك كانت كلمته التي قالها والتي تحمل فى طياتها أقوى معنى للسخرية منها
_وكأنها كانت غائبة عن الوعي،لكم أسعدتها كلمته تلك  ليرى ابتسامة رقيقة قد زينت محياها،ليرد عليها بابتسامة متهكمة ساخرة يفكر ما الذي كانت ستفعله به صاحبة هذا الوجه البريء
_هي لم تشعر بسعادة كهذه من قبل هل ما تريده تحقق فعلا لقد حاولت كثيرا وبكل مرة تبوء محاولاتها بالفشل لتبتسم وتقول بلهفة
"عبدوا...ازاي...بس انت ليه جبتني هنا"
_أجابها بخبث
"لو مش مرتاحة ممكن أمشي عادي..."
_هزت رأسها بالنفي سريعا وكادت تمسك يده بكلتا يديها لولا أنه أبعد يده سريعاً ليضعها على فمه ممثلا أنه يسعل لتبعد يدها وهي تشعر بالاحراج الشديد ولكنها قالت سريعاً
"لا لا ازاي مش مرتاحة دي احسن حاجة حصلتلي من فترة خليك ما تمشيش"
_تنهد وأجابها بهدوء
"وأخرتها إيه ياامنية"
_ابتسمت برقة وقالت
"عبدوا أنا مبسوطة أوي انت اول مرة تناديلي باسمي.....ثم تنهدت وتابعت وهي تنظر نحوه بهيام:اخرتها أنا وإنت مع بعض أكيد"
_دبت نيران فى قلبه يعتقد أنه بجلوسه هكذا يقوم بخيانة دينا ولكن لا بأس يجب عليه إظهار الحقيقة كاملة لا يعلم هل ستعود علاقتهم كما كانت بالسابق أم لا ليس هذا بمهم الأهم هو إثبات براءته والتخلص من تلك المعتوهة
أجابها وما زال محتفظاً بنبرته هادئة وثابتة كما هي يغلفها القليل من الحدة
"وكان ايه لازمتها كل اللي عملتيه من الأول ده،لفيتي لفة طويلة اوي مش عارف ليه بصراحة"
_ارتبكت وظهرت ملامح التوتر على وجهها وقالت بتلعثم
"إنت.. إنت قصدك ايه ياعبدوا"
_هدر بها بعنف وكأنها هي اللحظة التي كانت ينتظرها ليفرغ كل ما عاناه بسببها
"نعم !!قصدي ايه!! على أساس إنك مش عارفة وبريئة....ماشي ياست البريئة ياطاهرة ياللي خليتي البني ادمة الوحيدة اللي حبيتها فى حياتي تشك فيا وتبعد عني بسبب صور كلها كدب واشتغالة منك لا والاحلى بقى حوار إني ما بخلفش ده....مع كل كلمة كان يقولها كان يزداد احمرار وجهه بقوة إضافة إلى عروق رقبته البارزة ليتابع وهو يقول بغضب
"والأحلى والأحلى حوار إني أكون عقيم خالص دي ياااااه ده ايه ده ياشيخة ده إبليس واقف بيعيط هناك اهو من كتر ما هو فخور بيكي"
_وجدها تبتسم بمنتهى البرود وكأنه لم يقل أي شيء أو كأنها لم تستمع لأي شيء قاله من الأساس ليغتاظ بشدة ولكنه حاول كبح غضبه ليصل إلى ما يريد
_تحدثت بمنتهى الهدوء وهي ما زالت تبتسم
"شكلك حلو اوي على فكرة وانت غضبان وكدة بجد عروقك وعضلاتك وهما منفوخين كدة حرفياً يجننوا أنا كنت متأكدة اني مختارة الشخص المناسب بجد"
_جحظت عيناه وهو ينظر نحوها ما الذي تقوله تلك المختلة،وكأنها هي قد فهمت ما يدور برأسه لتبتسم وتتابع بخبث مطلق
"حاولت كتير معاك بالزوق وما رضتش،خليت صاحب الجيم يطردك وبردوا ما لقتش منك أي ردة فعل،الصراحة اللي حصل بعدها كانت صدفة باحتة إن حماتك شافتني مرة بالعربية تحت بيتك وحسيت إنها مش سهلة وطلع يجي منها حقيقي يجي منها كتير،طلعت تقريبا أهدافنا مشتركة هي عاوزاك تبعد عن بنتها وطلعت بتخطط ل كدة من زمان وانا كمان عاوزاك ليا،هي ذكية جدا وهي اللي اخترعت أن عندك مشكلة ومش بتخلف دي اكيد انت عارف الحوار ده على فكرة عشان بس ما تقولش عني وحشة هي خدت مني خمسة مليون جنيه،وبعد كل التعب اللي تعبته والفلوس اللي رمتها على الأرض عشان خاطرك للأسف مراتك طلعت زي اللي فى  الافلام العربي دول عارفهم جوزي وحبيبي ومش هاسيبه فقررت ألعب اخر كارت ليا والصراحة جاب نتيجة مبهرة كان لازم افكر من الأول فى كدة اني العب على أعصابها هي بصراحة لأنها أكيد أضعف منك بكتير واهو تمام وكل حاجة مشيت زي ما أنا عاوزاها وخططتلها والدليل انك قاعد أدامي اهو ياعبدوا،كنت حاسة اني قاسية شوية فى اني احرمك من الخلفة خالص بس أنا ما كنتش عاوزاك غير ليا أنا وبس مش عاوزة أطفال لا إنت ليا أنا بس ياعبدوا"
_قطب حاجبيه ينظر نحوها بعينين جاحظتين لم يستوعب بعد ما تقوله هو فى الأصل كان يعلم أنها هي المخطط الرئيسي لكل ذلك ولكن يبدوا أن التفاصيل أحدثت فرقا رهيبا،والاهم من التفاصيل أنها تقول ذلك بمنتهى الجراءة ولا يهمها أي شيء ليغمض عينيه محاولا لملمة شتات نفسه ليفتح عينيه مجدداً وهو يقول ببرود
"الله عليكي أنا حابب أحييكي بجد،عجبني الصراحة انك مصرة على موقفك لحد النهاية كدة لا بجد عجبتيني"
_اختفت ابتسامتها وعلت الدهشة وجهها لتقول
"يعني ايه...مش فاهمة!؟"
_ابتسم مجيبا إياها بخبث
"بصراحة كنت مفكرك واحدة كدة غنية شافت نفسها فاضية عاوزة تلعبلها كام يوم وخلاص هاتزهق وترجع عن اللي بتفكر فيه،إصرارك عجبني ياأمنية وحقيقي مبهور باللي إنتي عملتيه...."
_ظلت صامتة تطالعه بدهشة وصدمة معا هل ما يقوله حقيقة فعلا هي كانت تعتقد أنه سيغضب أو يثور أو شيء من هذا القبيل ولكن لم يفعل أيا من ذلك......
_____________________
"الصراحة اتفاجئت كتير بأنك شرفتني بزيارتك دي ياباشا وخصوصا بعد المدة الطويلة دي"
_ابتسم بسخرية:عارف،وأكيد هاتموت وتعرف أنا جايلك ليه
_وضع قدماً فوق الأخرى مبتسماً بتهكم وقال:لا مش فارقلي عادي أدام إنت اللي جايلي لحد عندي يبقى أكيد إنت اللي محتاجلي مش أنا
_ابتسم ساخرا وهو يرمقه بنظرة جامدة قائلا بثبات وهدوء كعادته: إنت اللي محتاجني على فكرة،ومش من عادتي اني أقدم خدمة بالمجان بس...وبعدها صمت لبرهة وتابع بهدوء:هاتفضل طول عمرك عايش فى أمان وكل اللي إنت بنيته ده هيفضل تحت أمرك بفضلي أنا
_شحب وجهه قليلاً وتملك الخوف قلبه فما الذي يقوله هذا وكيف سيحميه ولكنه حاول التظاهر بالهدوء قدر المستطاع وهو الشيء الذي لم يستطع التظاهر به فى نبرة صوته فقال بنبرة قلقة ولكن يبطنها السخرية فى الوقت ذاته:أقدر أفهم إزاي إنت هاتقدر تنقذلي مستقبلي والحاضر والماضي بتوعي ياحامي حمى الوطن
_ابتسم الآخر قائلا بهدوء: أنا هاسمّعّك....
__________________________
_وجدته يبتسم قائلا بهدوء
"انصدمتي صح،أصدمك أكتر وأقولك إن من الأول عارف كل اللي بتقوليه ده،مش عارفه بالظبط يعني،بس بصراحة  كنت عاوز اتأكد انتي بتحبيني ولا لا"
_ظلت تحدق به بذهول وعقلها عاجزاً عن استيعاب ما قاله لتقول بصدمة
"يعني ايه ياعبدوا يعني إنت كمان بتفكر فيا،يعني إنت كمان بتحبني زي ما أنا بحبك!!!!؟"
_وضع قدما فوق الأخرى وهو ينظر نحوها مبتسماً بتهكم قائلا ببرود
"ما تتوقعيش مني أكتر من إني ممكن اكون بافكر فيكي أو معجب بيكي،انما بحبك دي كلمة كبيرة شوية ما أظنش إنك ممكن تسمعيها مني دلوقتي"
_شعرت بخيبة أمل طفيفة ولكنها ابتسمت وقالت
"المهم انك معجب بيا،المهم انك بقيت شايفني أدامك،مش البتاعة التانية دي،وانا هاعملك اي حاجة عشان أسمع منك كلمة بحبك ولو لمرة واحدة ياعبدوا"
_هز رأسه بإيحاب ووقف وهو يطالعها ببرود قائلا
"أسيبك أنا بقى واروح ادورلي على شغل بدل اللي اترفدت منه بسببك ياأمنية"
_لا تعلم لما كل مرة يناديها باسمها تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين أضلعها فرحا بذلك،لتبتسم وتقول برقة
"لا ياعبدوا ما تدورش على شغل أنا موجودة وفلوسي كلها تحت أمرك"
_حك مؤخرة رأسه وهو يبتسم بسخرية قائلا بتهكم
"يعني مش عاجبك الفيلم العربي اللي مراتي عملته،فقولتي تعملي انتي واحد أجمد وفلوسي كلها تحت أمرك والعبط ده وانتي متأكدة مليون فى المية اني مش هوافق على   اقتراحك ده"
_التمعت عيناها بالأمل وكأنها وجدت حلا ما لتقول بترجي
"طب ممكن عشان خاطري تقعد وانا هقولك على حل"
_وبالفعل جلس مجددا لتكمل حديثها
"أنا عندي شركتي هاخليك المدير التنفيذي ليها"
_أجابها بحدة
"تقريباً انتي قولتي شركتك أنا مالي بيها واعرف ايه اصلا عشان أبقى مدير تنفيذي ده اولا،ثانيا لو أبوكي عرف اصلا بالعبط اللي بتعمليه ده مش هايسيبك ولا هايسيبني وطبعا كل حاجة هاتيجي على دماغي أنا مش على دماغ الهانم"
_ردت بتهكم
"لا بابي ده آخر واحد ممكن تفكر فيه اصلا وإنه ممكن يوقف أدامي أو يرفضلي طلب مستحيل، من ساعة ما مامي ماتت وهو بيعملي  أي حاجة،وكاتب معظم الشركات باسمي أنا"
_اشمئز من حديثها ونظر نحوها بسخرية قائلا بينه وبين نفسه
"ما شاء الله على التربية،ما طبيعي واحدة عبيطة زيك لازم يكون أبوها أعبط منها شويتين تلاتة ومش عارف يلمها سايبها ترازي فى خلق الله" وبعدها صدح صوته قائلا بخبث
"واضح اوي إنه مش فارق معاكي خالص"
_ابتسمت بتهكم قائلة بلا مبالاة
"طبيعي مش يفرق معايا اصلا،انا مش محتاجة منه حاجة،انا بافكر اخليه يتقاعد بقى وأمسك أنا باقي الشركات،عشان حساه بقى يخنقني"
_هز رأسه بإيجاب
"ايه هو عمل ايه عشان ده كله،ما كتبلكيش مصر باسمك ولا إيه!؟"
_ابتسمت برقة قائلة
"دمك خفيف اوي ياعبدوا،بس لأ مش عشان كدة بس حساه خلاص كبر بقى والمفروض يرتاح شوية ولا إنت إيه رأيك"
_أجاب بهدوء
"وانتي شايفة إنه ممكن يسمحلك إنك تعملي كدة أصلا ،مش ممكن يسحب كل اللي بتملكيه ده من تحت إيدك"
_قهقهت وأجابت بشر مطلق
"ولا فى دماغي هي قضية حجر هاتخلص الدنيا أو اثبت إنه دماغه مش موجودة وعنده مشكلة نفسية أو عصبية وخلاص يدخل مستشفى ويريحني"
_جز على أسنانه وهو يشفق على حال ذلك الرجل فما الذي فعله حتى تكون ابنته بهذا الجحود ليقول بغضب
"وهو إنتي مش شايفة إنك كدة ناكرة للجميل يعني تقريبا الراجل ده عمل عشانك كل حاجة ورباكي وكاتب كل حاجة باسمك،لو انتي عملتي كدة معاه، مستقبلاً بقى هاتعملي معايا إيه إن شاء الله هاتدبحيني"
_تقهقرت للخلف قليلاً تحاول فهمه فلما هو غاضب لتلك الدرجة،حاولت استيعاب غضبه قائلة بهدوء
"ممكن تهدى ياعبدوا.....ثم تابعت بخبث:انت زعلان ليه عشانه أنا باعمل كل ده عشان خاطري أنا وانت هو لما يمشي إنت اللي هاتمسك كل ده مكانه وهاتكون إنت المتحكم الوحيد ياحبيبي،فهمتني!!؟"
_تنهد وهو يبتسم واجابها بهدوء
"طبعا فهمت.....يلا بقى عشان اوصلك عشان عاوز ارتاح شوية"
_وقفت وقامت بأخذ حقيبتها وابتسمت واجابته
"يلا ياروحي "
______________________
_سمعت طرقا مستمراً قادماً من باب شقتهم لتصرخ والدتها
"هو ايه النصيبة السودة دي هو الباب هايفضل طول النهار رن رن رن" كانت تقول كلامها ذلك وهي متوجهة لفتح باب الشقة لتتجهم ملامح وجهها بعد رؤيتها وجه الطارق لتقول بغلظة
"ايه اللي جابك تاني يابت إنتي....."
وقبل أن تكمل جملتها كانت تقتحم باب الشقة وتقوم بالاصطدام بها عمدا قائلة بغضب
"بس ياولية ياللي مافيش فى قلبك رحمة ربنا ينتقم منك ويوجع  قلبك زي ما وجعتي قلب أخويا"
_شحب وجهها فما الذي تقوله تلك المعتوهة ولمن توجه ذلك الكلام من الأساس،لتصرخ بها
"اطلعي برا بيتي يابت يابور إنتي عاملالي هوليلة ليه مش كفاية أخوكي....."
_وقبل أن تكمل جملتها كانت حور تهجم فوقها وتقوم بجعلها تفترش الأرض وتجلس فوقها كالأسد المنقض على فريسته وبدأت بجذب شعرها وشده بقوة وهي تصرخ بغضب
"عملك إيه أخويا عشان تعملي فيه كل ده يامرات إبليس إنتي،قوليلي ذنبه ايه ذنبه إنه كان غلبان وحب بنتك ياللي ربنا ياخدك"
_خرجت دينا من غرفتها على صراخ وعويل والدتها وهي تستنجد بها لتجد حور تجلس فوق والدتها وهي على وشك اقتلاع شعرها من رأسها،لتركض نحوهما وانتزعت حور من فوق والدتها بصعوبة لتقف حور وهي تنهج وترى دينا والدتها تفترش الأرض والدماء  تكاد تقفز من وجهها وشعرها وكأنه قد مر به تيار كهربائي ووالدتها غير قادرة على التنفس  لينفطر قلبها وتجلس سريعاً لجعل والدتها تعتدل وتقوم بإجلاسها وبدأت تربت على ظهرها قائلة بخوف
"ماما إنتي كويسة،أجبلك العلاج بتاعك"
_لم تهتم والدتها بكلماتها تلك بل ظلت عيناها تراقب حور وهي تفكر ما الذي تقوله تلك المعتوهة هل اكتشفوا ما خططت له بالتأكيد لا لن يعرف اي حد ذلك بالتأكيد فهي قد خططت جيدا لن تنكشف خطتها بتلك السهولة
_وقفت دينا أمام حور وهي تنظر نحوها بشر وتقول بغضب
"انتي اتجننتي يابت إنتي،ايه اللي عملتيه فى أمي ده صدقيني مش هسامحك أبدا ياحور على اللي عملتيه مع امي ده "
_ابتسمت بسخرية وهي تقول بغيظ
"والله يادينا أنا عارفة كويس أنها امك بس ياريت تعرفيها انك بنتها يعني حاكم هي تقريبا جايباكي من ملجأ أو حاجة"
_ازداد غضبها أكثر وأكثر وصرخت بها
"حور احترمي نفسك واعرفي إن اللي بتتكلمي عليها دي إنتي واقفة فى بيتها وإن بنتها واقفة أدامك وإن هي سكتت أنا مش هاسكتلك أبدا"
_جزت حور على أسنانها تريد صفعها بقوة لجعلها تستفيق وترى والدتها التي تدافع عنها هي السبب بتخريب حياتها ولكن عندما همت بفتح فمها وجدت من يدخل من باب الشقة لتنظر نحوه وتبتسم  عندما وجدته يقف أمامها لتقول
"جيت فى وقتك ياغالي"
_ابتسم واشاح ببصره بعيداً عنها نحو تلك الواقفة أمام حور لما أصبحت هزيلة هكذا ووجهها شاحب شحوبا يحاكي شحوب الموتى
_لتنظر هي الأخرى نحوه ليخفق قلبها بقوة وتتصلب مكانها فما الذي جاء به مجدداً إلى هنا،ها هي تحارب نفسها مجدداً من عدم الركض نحوه والارتماء بين أحضانه،ظلت تنظر نحوه نظرات اللوم والعتاب والحب واللهفة وكل شيء كل شيء كان واضحاً من نظراتهم لبعضهم البعض ليقاطع ذلك صوت حور قائلة
"أستاذ أرناف سينغ ريزادا عذرا على المقاطعة انت والابلة كوشي بس فى بلاوي سودا هنا المفروض تنكشف"
_نظرت دينا نحو حور مجددا لا تفهم ما تعنيه واتجهت بنظرها مجدداً نحو ذلك الواقف لتتذكر تلك الصور التي شاهدتها ليشتعل قلبها بنار الغيرة مجدداً وتتجه نحوه قائلة بغضب
"إيه اللي جابك هنا ياأستاذ عبدالله أتمنى إنك تكون جاي هنا عشان تنهي الموضوع ده عشان بوخ اوي اوي والله"
_ابتسامة ساخرة انطلقت منه قائلا بتهكم
"هاننهي كل حاجة فعلا"ثم توجه ببصره نحو تلك الجالسة التي تنظر نحوهما بريبة شديدة ليقول بحدة
"ولا إيه رأيك ياحماتي"
_اشتعل رأسها بنار الحقد والغل وهبت واقفة مكانها لتصرخ به
"ايه عاوز ايه مني جاي إنت واختك تبلطجوا علينا فى بيتنا،ايه مش فاهم البت مش عاوزاك، رجولتك نائحة عليك اوي وعاوز تخليها معاك بالعافية"
_كانت حور تقف تنظر نحوها بشر لتصرخ بها هي الأخرى
"أقسم بالله أنا فى حياتي ما شوفتش بجاحة كدة ياشيخة روحي منك لله إنتي وكل اللي زيك"
_كانت دينا تقف مصدومة لا تعرف ما الذي يحدث حتى نطق عبد الله قائلا بنبرة حزينة
"عملتي فيا كدة ليه،عملتلك ايه عشان تعمليلي كل ده،طب أنا مش ابنك وعاذرك فى إني ما صعبتش عليكي،طب بنتك ما صعبتش عليكي،طب إيه المبرر انك تعملي كدة"
_إقتربت حور من عبد الله وقلبها ينفطر حزنا من نبرته تلك وبدأت تربت على ظهره وهي تقول بحزن
"ما تزعلش ياعبدوا وربنا هايجبلك حقك"
_كانت دينا تقف تراقبهم بوجه شاحب وقلبها يخفق بقوة فما الذي يقوله عبدالله وما الذي فعلته والدتها هي لا تدري ما الذي يحدث
_كان عبدالله ينظر نحوها متفهماً نظراتها تلك جيداً لا يعلم هل يشفق على نفسه بما فعلته والدتها معه أم يشفق عليها هي لأن تلك والدتها وما الذي ستفعله عند معرفتها ليسمع صوت والدتها وهي تقول بذعر
"إنت عاوز إيه مني أنا وبنتي  أبعد عني والا هعملك محضر"
_نظرت حور لها بشر وقالت بغضب
"سبني عليها والنبي لأضربها على بوقها الولية دي انتي تعرفي مش هاسيبك "
_كانت حور تحاول الوصول لها لتقتلها ولكن عبدالله كان يقف حائلاً يمنعها من الوصول وهو يقول بحدة
"إهدي شوية ياحور وسيبيني أتصرف.....ثم تابع وهو ينظر نحو تلك الغارقة فى مستنقع أفكارها تنتظر أحد لينتشلها من كل ذلك ولكن لا تعلم أن بمعرفتها تلك الحقيقة لن تنجو بل ستغرق أكثر وأكثر
"طبعاً يادينا إنتي عاوزة مبرر لكل اللي بيحصل ده أنا والله ما عارف أقولك ايه ولا ايه أقولك ع العبط اللي شوفتيه وصدقتيه،طب حتى ما كنتيش قادرة تسأليني أنا عارف إنه صعب اوي بس إسأليني والله إسأليني ايه اللي فى الصور دي وانا ممكن أوضحلك لكن طبعا ازاي ركبتي دماغك وجريتي على اللي ادامي دي،اللي طبعا ما كدبتش خبر وقالتلك اطلقي منه وفضلت تقومك عليا وانتي زي العبيطة ماشية وراها ونسيتي كل حاجة حلوة أنا عملتها عشانك،نسيتي كل حاجة عشان خاطر حبة صور...."
قاطعت حديثه وهي مجهشة بالبكاء دموعها التي تتساقط كشلالات هل يلومها بعد كل ذلك،هل حقا يضع اللوم عليها لتقف أمامه وتصرخ بمنتهى الغضب
"لو أنا نسيت مواقفك الحلوة ف إنت نسيتني أنا شخصيا عشان خاطر واحدة تانية،ومش كدة وبس لا جايبهالي أدام باب الشقة،كنت عاوزني أستنى لحد ما أشوفك إنت وهي فى أوضة نومي وعلى سريري ولا ايه يا أستاذ عبدالله،وعاوز كمان تبررلي،مفيش أي حاجة هاتبرر اللي إنت عملته ده"
_حاول تمالك أعصابه قدر المستطاع حتى لا يقوم بضربها على ما تتفوه به ليجز على أسنانه قائلا بنبرة حادة يغلفها السخرية
"هاتندمي اوي اوي على الكلام ده.....ثم نظر نحو والدتها قائلا بغضب
"هاتقوليلها عملتي ايه انتي وأمنية الصبروت ولا أقولها أنا"
_شحب وجهها بشدة وهي تنظر نحوه تفكر ما الذي عرفه عنها حتى يتحدث بتلك النبرة،هل يعقل أنه عرف كل شيء لا لا مستحيل
_تابع بسخرية
"مش هاتقدري صح!! يبقى أقولها أنا.....ثم نظر نحو دينا قائلا ببرود: بصي يادينا هاجبلك الموضوع من البداية بس عاوزك تكوني جامدة وماسكة نفسك كدة عشان الموضوع كبير على مقاسك اوي،هانبتدي باللي شوفتيها معايا فى الصورة دي أو آسف شوفتيها فى حضني واحدة تافهة قابلتها وكانت محتاجة مساعدة ووالله لو اعرف كل اللي هايجيلي من تحت راسها ده أنا كنت سبتها يكش يموتوها المهم ساعدتها ومن هنا بدأت معاناتي بقت تلحقني فى كل حتة وتكلمني فى التيليفون وتجيلي الجيم ولما رفضتها......ثم تابع وهو ينظر نحو تلك المصدومة التي توشك أن يغمى عليها ليقول بنبرة حزينة مغلفة بالسخرية:رفضتها عشان أنا بحب مراتي وماليش غيرها والمفروض إن هي كمان بتحبني يعني بس ما علينا،لما رفضتها اتجننت وبما أن أبوها لاهف نص البلد فى كرشه،اه أصل نسيت اقولك هي غنية اوي يادينا حتى اشترت الجيم وصاحبه وخلته يطردني وطبعا لما ما ركعتلهاش زي ما هي عاوزة ما بقاش ادامها غيرك،جت فى يوم ما طلعتلوش شمس خبطت وانا فتحتلها باب الشقة وانا مش شايف حاجة لاقيتها أدامي وطبعا ما كدبتش خبر وحاولت أطردها بس للاسف هي كانت زي الحية وكانت عارفة بتعمل ايه كويس وطبعا زي ما انتي شوفتي فى الصور كدة بس اللي انتي شوفتيه لا يتعدى عشر ثواني بس يادينا وما شوفتيش اللي حصل بعد كدة ما شوفتيش اني زقتها بعيد عني مثلا وهزأتها وطردتها شر طردة وربنا يشهد على اللي بقوله بس للاسف ما كنتش اعرف أي حاجة عن اللي هي عملته ده.... وبدأ يتفرس ملامح وجهها المصدومة والعاجزة فى نفس الوقت،شلالات الدموع تلك التي تغزو وجهها وكأنها لا تستوعب ما يقوله ليتابع بتهكم:طبعا لو مش مصدقاني أنا ممكن أجبهالك لحد هنا وإن قالت كلمة واحدة غير اللي قولته اعملي اللي انتي عاوزاه
_شهقة مسموعة انفلتت من بين شفتاها وهي تمسح دموعها بكم عباءتها وركضت نحوه ترتمي بين أحضانه تعانقه بكل ما أوتيت من قوة،إشتياقها له قد فاق كل الحدود لتقول بصوت متحشرج من كثرة البكاء
"والله كنت حاسة والله كنت حاسة أنا كنت متأكدة إنك بريء ياعبدوا حتى اسأل أمي والله كنت عاوزة ألاقي أي مبرر حتى لو مش مقنع بالنسبالي،حقك عليا ياعبدوا اللي شوفته ما كنش قليل،انا غلطانة إني ما قولتلكش وسبتك تايه ما تعرفش حاجة بس والله كنت خايفة اوي لتقولي إنها حبيبتك وانا ما أقدرش على كدة ياعبدوا والله خوفت من الحقيقة وعشان أنا جبانة هربت بس إنت بتحبني وهاتسامحني صح ياعبدوا حقك عليا والله أنا اسفة"
_كل كلمة كانت تقولها كانت تثلج صدره وتريحه لتنطلق منه تنهيدة وتظهر ابتسامته الهادئة ليقول
"ما أنا عارفك عبيطة ياستي هعمل ايه بقى قدري ونصيبي"
_ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها بيديها وتنظر له وهي تبتسم لتحمر وجنتاها خجلاً وهي تقول
"على فكرة والله آسفة بجد أنا بحبك اوي،وبعدين إنت مفكرني كنت هاسيبك بالساهل كدة أنا كنت عاوزة أرجعلك وأشدك من شعرك وافضل أعضعض فيك  لحد ما يبانلك صاحب بجد والله مش بهزر قال أسيبك قال معلش ياأخويا إنت بتاعي انا وبس.....ثم جزت على أسنانها بعدما دبت نيران الغيرة بقلبها مجددا وتحدثت بغيظ شديد: وابقى أشوف وشها تاني البتاعة دي وربنا اللي يحضنها قطر سواقه أعمى
_رفع حاجبه باستنكار وقال
"والله بقيت بتاعك دلوقتي مش كنتي عاوزة تطلقي يانحنوحة"
_هزت رأسها بالنفي سريعاً وصاحت
"وربنا ما أنا وربنا دي حماتك حاكم إنت عارفها حمئية وبتحبني يعني بنتها بقى وكدة ف لازم تعمل الشويتين دول عشان تعرفك قيمتي وكدة"
_ضحكة ساخرة بصوت مرتفع انطلقت من فم حور قائلة بسخرية
"بتحبك!!!!،هأأوأوأوأو اومال لو بتكرهك كانت عملت فيكي زي ما كان كفار قريش بيعملوا فينا زمان ولا زي ليه ما هي عملت الانتن من كدة عادي"
_صرخت دينا بغضب
"حور أنا مش هاسامحك ابدا على اللي عمالة تعمليه ده ازاي تسمحي لنفسك تقولي لأمي كدة"
_صرخت بها هي الأخرى قائلة بغضب يفوق غضب دينا بمراحل وقد تذكرت ما كانت والدتها تنوي فعله بأخيها
"أمك مين يااختي أمك ايه دي لو واحدة لاقياكي فى الشارع ما كانتش عملت اللي أمك عملته فيكي والأدهى من كدة اللي عملته فى أخويا،أمك ياهانم أتفقت مع البت اللي كانت بتلف على عبدوا وخلت أمك تدفع رشوة للدكتورة عشان تقول إن أخويا ما بيخلفش،وتعرفي الأسوأ من كدة إيه يادينا....ثم صاحت بأقصى صوت لديها حتى برزت عروقها واحمر وجهها
"الأسوأ إن امك وزت الدكتورة تدي لأخويا علاج عشان ما يخلفش تاني كانت عاوزة نسله ينقطع من الدنيا اسألي أمك بقى يادينا" وبعدها أخذت نفسا عميقا تحاول منع تلك الأنهار المتساقطة من عينيها ولكن بلا فائدة لتقول بصوت باك
"إسأليها عملت فى أخويا كدة ليه اللي ما شافتش منه غير كل خير،إسأليها هو عمل ايه عشان يستاهل منها كل ده،ذنبه إنه حبك يعني وكان مخلص ليكي تقريبا هو ده ذنبه الوحيد اللي خلى أمك تنتقم منه بالشكل ده"وتوقفت عن الحديث وهي تنهج لترى وجه دينا الذي تعلوه آثار الصدمة لا تدري أتواسي صديقتها أم تواسي نفسها على حالتها وحالة أخيها
_قطبت دينا حاجبيها ناظرة نحو حور بصدمة ثم حولت نظرتها لعبدالله حتى ترى علامات وجهه لتلاحظ أن وجهه ساكنا لا يوضح أي شيء ليدق قلبها بفزع بالتأكيد لا بالتأكيد ما تقوله غير صحيح ثم نظرت نحو والدتها لتجد وجهها شاحباً بشدة لتبتلع ريقها بصعوبة وتبتسم وجسدها يرتعش بقوة وتقول ببلاهة وهي تهز رأسها
"لا ياحور لا ياحور اسمعي مني تعرفي ممكن تكون البت اللي بتجري ورا عبدوا اه والله هي أيوة أيوة امي ما لهاش دعوة هي بتحبني وهي اللي وافقت على عبدوا حتى بيقولها ياأمي"ثم اقتربت من عبدالله ومدت يدها المرتعشة نحوه وبدأت تهزه بخفة وهي تقول
"صح ياعبدوا مش أنا عندي حق مش هي ما عملتش كدة حور هزارها تقيل عارفاها صح أمي مش هاتعمل كدة لا"وبعدها قامت باحتضانه بقوة وهي تبتسم وتقول
"إنت طلعت كويس ياعبدوا ياحبيبي يعني مش هاتكون زعلان ومتضايق،تعرف قولتلك نروح عند دكاترة تانيين شوف كان عندي حق ازاي،هي الدكتورة اللي غبية صح وهي اللي غلطت ياعبدوا مش امي" وبعدها ابتعدت عنه وهي تمسك يده بكلتا يديها المرتعشتين وتقول بتوتر
"هي قاسية شوية أنا عارفة بس مستحيل تعمل معانا كدة"وبعدها اتجهت نحو والدتها وهي لم تعد قادرة على الوقوف ولكن تحاملت على نفسها وسارت نحوها وهي تبتسم وتقول بذعر
"ماما اللي بيقولوه غلط انتي مستحيل تعملي كدة صح ياماما قولي ليهم وضحي إنك ما عملتيش كدة  ياماما عشان خاطري"
_ابتعدت والدتها للخلف وهي تنظر نحوها قائلة بغضب
"امشي ابعدي من هنا،أبرر لمين وعشان ايه أصلا هما شوية عيال زيكم هايخوفوني حتة عيل ما حيلتهوش شقة ولا شبكة ولا مهر ولا أي حاجة عليها القيمة متجوزك برخص التراب عاوزاني أروح أبوسهولك،عاوزة تعملي زي أمك وتخلفي عيلة تعيشيها عيشة سودة ومطينة بطين وانتي كمان تعيشي زيها فى نفس الوحلة عشان خاطر الحب،الحب لا هايأكلك ولا يشربك ياموكوسة يعني أبوكي كان بيحبني عملت ايه بحبه اهو مات وسابك ولا استنفعت بحبه ولا حتى سابلنا قرشين نستنفع بيهم كنت حاطة أملي فيكي تجوزي جوازة زي الجوازات الحلوة اللي الواحد بيشوفها دي واحد يعيشك فى قصر ويخليكي ملكة وطلباتك مجابة لكن هقول ايه ما انتي فقر زي اللي خلفك وروحتي حبيتي واحد بيسف التراب فكرك أنا كنت هاوافق عليه ولا هاسمحله يفكر فيكي بس الزمن بقى هقول إيه روحتي مشيتي ورا عيلة ما تسواش بردوا من البهايم اللي مصاحباهم لحد ما كانت هاتجبلك نصيبة،كسرتيني وذلتيني وخلتيني أجوزك لواحد أنا مش راضية بيه عشان خاطر يداري عليكي ويمنع عننا كلام الناس،قولت أجوزهولك كام شهر وبعدين أبقى أتصرفلك فى عريس بمزاجي واهو ساعتها تكون الناس بطلت كلام،بس هقول إيه ع الفقر ماسكالي فيه بإيديكي وسنانك يابنت الغبية كنت هاجوزك مهندس ياخدك ويسافر الكويت واهو لا حيلتك عيل ولا حاجة والبركة فيا ما كنتش عاوزة أرازيكي ومن اول يوم حطتلك البرشام فى العصير قولت يمكن ترجع لعقلها بس ساعتها تكون الفاس وقعت فى الراس وشايلالك عيل على إيدك ساعتها محدش هايرضى بيكي ولا انتي هاترضي تطلقي،طلعتهولك معيوب وقولت يمكن تخلي عندك دم بس هقول ايه بقى كنت عاوزة أنضفك وأخليكي بني آدمة بس إنتي مصرة تبقى زي الجزمة القديمة ولا فى دماغك حاجة،أنا اللي عارفة مصلحتك كويس ياخايبة،وأديكم لسة ع البر اهو.....ثم وجهت حديثها نحو عبدالله قائلة بتهكم
"ما أعرفش واحدة عندها فلوس متلتلة بصتلك على ايه بس ما ليش دعوة روح ياابني عيش حياتك وسيب بنتي تعيش حياتها زي ما أنا عاوزة،كل واحد فيكم هايغتني وتبقى دنيته حاجة تانية لو بعدتوا عن بعض،خليكم عاقلين وفكروا فى مصلحتكم،اللي عملته ده عملته عشانكم فوقوا بقى وكل واحد يروح لحاله بلاش شغل العبط بتاعكم ده"
_كانت دينا تقف أمامها تستمع لكل كلمة تخرج من فمها وكأن العالم قد توقف عند هذه اللحظة تشعر أنها لا تسمع أي شيء سوى تلك الكلمات التي تخرج من والدتها قلبها يتفتت وعقلها لم يستوعب بعد تلك الصدمة،هل والدتها من فعلت بهم كل ذلك نعم هي كانت قاسية معها ولكنها تغيرت بالتأكيد تعجز عن التعبير عما تفكر لا يعبر عنه سوى تلك الدموع التي تهبط كشلالات جارية وهي تنظر نحو والدتها وبدأت تتراجع للخلف وهي تبكي وتشهق شهقات متكررة لتصطدم بذلك الجسد الصلب وكأنها استعادت وعيها قليلاً لتلتفت وتلتقي أعينهما مباشرةً يفهم نظرتها تلك جيداً فقد تمت خيانتها وليس من أي شخص بل من والدتها ليزيحها لتقف خلفه ويقف هو أمام والدتها رافعا رأسه ناظرا لها بإزدراء قائلا بسخرية
"مبسوط اوي انك مش حاسة بأي ندم ويارب تفضلي كدة طول عمرك،تعرفي ليه.....وبعدها تابع بغل:عشان مش عاوز أحس ولو للحظة اني أشفق عليكي أو حتى اني أفكر أسامحك وتعرفي أنا عارف إن شوية عيال زينا مش هايقدروا يعملولك حاجة بس فى حاجة أهم من الدنيا دي كلها نسيتيها ربنا اللي خلقك وخلقنا،التجبر والعتو بتوعك وصلوا بيكي انك تشيلي ربنا من حساباتك خالص وكان عندك استعداد تدوسي على أي حد عشان خاطر نفسك وانانيتك  وطمعك فى الدنيا دي ونسيتي إن فى أخرة وإنك هاتوقفي أدام ملك الملوك وهاتتحاسبي على كل اللي عملتيه،حقي وحق مراتي وحق الراجل الغلبان اللي ذنبه إنه حب شيطانة كل دول حقوقهم فى رقبتك ليوم الدين،أنا مش حيلتي حاجة وباسف التراب فعلا بس الحمد لله نفسي عزيزة وعمري ما أقبل بأي حاجة ولا أءذي أي حد عشان خاطر الفلوس،بس انتي بجد أنا عاجز اني أوصف أي حاجة بس هي كلمة واحدة هقولها وإتأكدي أنها طالعة من واحد اتقهر واتظلم حسبي الله ونعم الوكيل فيكي وفيها بس كدة"
_كانت دينا تقف خلفه وهي تنظر نحو وجه والدتها التي لم تتغير ملامح وجهها بمقدار إنش واحد بل ظلت تلك النظرات الجاحدة المغرورة تعلو وجهها لتمسح دموعها وتتجه نحوها وهي تقول بغضب
"تعرفي أنا ما كنتش مستنية منك حاجة حلوة،بس على الاقل ما كنتش مستنية منك تإذيني،تعرفي أنا من زمان وانا صابرة على اللي بتعمليه كنت بقول انك خايفة عليا يمكن قاسية شوية بس أكيد بتحبيني وعمرك ما هاتعملي حاجة تإذيني بس انتي الصراحة بتبهريني كل مرة بجبروتك،أنا عاوزاكي تنسيني،تنسي إن ليكي بنت تنسي انك اتجوزتي اصلا وعيشي حياتك زي ما انتي عاوزة بعيد عني وانا هعيش حياتي زي ما أنا عاوزة مش زي ما انتي عاوزة"وبعدها قامت بإمساك يد عبدالله ونظرت له وهي تبكي تشعر بالمرارة من ما عرفته تريد الهروب من كل شيء لتقول بصوت باك
"يلا ياعبدوا مشيني من هنا"
وبالفعل سارت هي وحور وعبدالله للخارج تاركين خلفهم تلك التي تقف تتظاهر بالقوة ولكن بداخلها نيران تغلي من الغضب كيف يُحادثونها  بتلك الطريقة لتصرخ بغضب وهي تراهم يسيرون يدا بيد فى تناغم بعد كل محاولاتها المستميتة لتفرقتهم لتقول بشر
"بكرة ترجعيلي ودمعتك على خدك بسببه وساعتها هارميكي رمية الكلاب يلا غوري فى داهية روحي اشتغليله خدامة وما تلاقيش تاكلي روحي خلي الحب يأكلك روحي" وبعدها شعرت بالدوار قليلاً ووضعت يدها فوق رأسها وهي تقول
"رفعتلي ضغطي بنت الكلب اه يادماغي علاجي فين"
_________________________
"أهلاً أهلاً بأمنية هانم أخيراً اتكرمتي عليا بزيارتك"
_قطبت حاجبيها تشعر بالغرابة قليلا من لهجته لتقول
"بابي فى ايه مالك كدة،وبعدين أنا جيت أشوفك إنت كويس"
_قهقه‍ بقوة وقال
"كويس أوي،وانتي ايه أخبارك،وأخبار شركتك"
_لا تعرف لما يتحدث معها بتلك الطريقة فاقتربت منه قائلة بخفوت
"مالك يابابي فى حاجة مضايقاك؟"
_اقترب منها هو الآخر ليقف أمامها قائلا ببرود
"طول عمري مدلعك وأقول أنفذلك كل حاجة بتطلبيها من ساعة ما أمك ماتت،بس ما كنتش عارف إني كدة بابوظك،انا اللي خسرتك بإيدي لحد ما وصلت بيكي انك عاوزة تحجري عليا،وتدخليني مستشفى المجانين"
_شحب وجهها فجأة وبدأ قلبها يدق بفزع تشعر بالصدمة فمن أين عرف هذا،هل من الممكن أن يكون هو من أخبره بكل ذلك ولكن كيف لتنطق بتلعثم
"إن....إنت بتقول ايه........"
_______________________
يتبع............
إيه رأيكم فى البارت...
البارت طويل أهو عاوزة تفاعل حلو بقى....
مستنية كومنتاتكم بلاش تراقبوا فى صمت ممكن🏃🏻‍♀️....
بجد أي كومنت فى دعم منكم بيفرحني جامد والله🥺💕💕💕
دعم ها دعم عشان الشغف ها الشغف🙄
فى نجمة تحت كدة دوسوا عليها وانتم معديين🙄
الميمز هاتكون على جروبي مستنياكم هناك إن شاء الله...
مستنية كومنتاتكم وآرائكم....
مساءكم حلو.....
دعاء محمود ♥️✨

صمودٌ أم فرار.....الجزء الثاني من(حتماً ستخضعين لي)Where stories live. Discover now