البارت الثلاثون

126 4 0
                                    

البارت الثلاثين
جالس مع زوجته فى غرفتهم سارح يفكر قالت بصوت هادئ :عبد السلام الشاى هيبرد
نظر الى كوب الشاى الذى امامه وتناوله وبدأ يرتشفه بهدوء وهو لا يزال يفكر .
سالته :عبد السلام فى حاجه شغلاك ؟؟؟؟
هز راسه راسه وسالها :خديجه فين ؟
ام خديجه :خرجت مع محمد ...ليه انت عايزها
قال وهو ينظر لزوجته : فى عريس متقدم لخديجه
الام بفرحه شديده :عريس لخديجه ....وبيشتغل ايه ده طويل ولا قصير ..لحظه هو شافها ولاحد كلمه عنها ؟؟؟
ابتسم وقال :على مهلك عليا اقولك كل حاجه
هو دكتور معاها فى المستشفى بس قسم غير قسمها واكبر منها بس بكم سنه ومن عيله كبيره وعنده اخت واحده ووالده كان دكتور الله يرحمه ...ولما سالت عن اخلاقه الكل بيشكر فيه ...بس انا .........
سالته باهتمام :بس ايه انا شايف انه عريس مناسب لخديجه
الاب :انا شفت فى عنيه انه عايزها ومعجب بيها
الام :عبد السلام انت قلقان من ايه؟؟؟ ....ايه اللى مخليك قلقان ؟؟؟؟
عبد السلام :انا قلقان وخايف على بنتى انا وانتى بنعاملها معامله خاصه وبنخاف عليها ...تتوقعى ممكن يعاملها كده هو او اهله ومايجرحوهاش بكلمه او نظره .
ردت الام بحكمه :ايوه انا وانت كنا بنعاملها معامله خاصه وبنخاف عليها بس خديجه طلعت وشافت الدنيا واتجرحت وشافت نظرات وناس بتشاور عليها وتضحك وياما شافت نظرات التريقه عليها ..خديجه عارفه انها يوم ما تتجوز هتواجه نظرات ومصمصه شفايف وكلام ورفض وعشان كده لازم تكون قويه ..بنتك يا عبدالسلام اقوى منى ومنك .
قال بتساؤل :ازاى ؟؟؟؟
ابتسمت بحنان :من يوم ماطلعت علمتها ان الحياه مش ورديه وانها لازم تكون قويه ما انكرش انى كنت باسمعها بتبكى لما كانت ترجع من مناسبه او لما تروح مكان لاول مره بس كنت بسيبها تقوم وتقوى نفسها لانى انا وانت مش باقيين لها
واردفت :ماتشلش هم خديجه .....خديجه معاها اللى احسن واحن منى ومنك معاها ربنا ...ومين عارف احتمال يكون العريس ده هو نصيبها اللى يخاف عليها ويحبها جدااا
ابتسم براحه :صدقتى فى كل كلمه قلتيها يا ام محمد معاها ربنا ...اسمعينى متجيبلهاش سيره العريس ده لحد ما اسال عليه تانى واستخير
هزت راسها :حاضر
....................................
سمعت طرقات على باب مكتبها فاجابت :اتفضلى
دخلت مدام منى بخطوات هادئه نظرت اليها انفاس وتحركت من خلف مكتبها وقالت اهلا وسهلا....ازيك يا مدام منى
ابتسمت منى وهى تخلع نظاره الشمس وقالت :تمام الحمد لله
اشارت لها انفاس لتجلس وجلسوا فى جلسه جانبيه
انفاس باهتمام:ايه الاخبار طمنينى ؟
منى :الحمد لله ....انا نفذت اللى قلتى عليه بالزبط تجاهلته وماخلتهوش يمسك عليا غلطه وتانى يوم اتأخر فى الشغل والطبيعى انى كنت باسأل واكلمه فى التليفون لما يتأخر.... ولما رجع تجاهلته ومسألتش ليه اتأخر ولقانى قاعده مع الاولاد بذاكر لهم
بالليل لما دخلت انام لقيته جاب لى ورد وحاول يصالحنى بس اتعاملت معاه ببرود شديد عكس كل مره حتى هو اتفاجىء من رد فعلى .
انفاس بتشجيع:برافو عليكى ...وبعدين ؟؟؟
منى :وفضلت بتعامل معاه بالشكل ده ..بس المشكله ان امبارح قلب وراجع البيت عايز يتخانق على اى حاجه وبيتعامل معايا باسلوب مستفز مش عارفه ليه ؟
انفاس :عايزك تطلعى اللى جواكى لانه مل من البرود اللى انتى بتعامليه بيه ...هو تخيل انه لما يصالحك ترضى بسرعه زى ما عودتيه بس فوجىء ببرودك حاول معاكى مره واتنين ...بس مانفعش راح فكر يقلب ويمثل العصبيه والضيق عشان تروحى تسأليه فى ايه؟ ويقولك ان انتى سبب عصبيته وضيقه وبكده يقلب الترابيزة عليكى زى ما بيقولوا......اسمعينى يا منى جوزك هيحاول يستفزك وبما انه حفظك وعارف اللى بيضايقك كويس هيشتغل عليه
يعنى مثلاً هو عارف انك بتكرهى ان وزنك يزيد يقولك مثلا انا حاسس انى نايم جمب درفيل مش واحده ست ..فهمانى
هزت راسها وقالت :ايوه فهمتك
انفاس :يعنى النهارده اول ماترجعى هتلاقيه فى البيت بيسال كنتى فين وليه تاخرتى وهيحاول يعمل مشكله فى الحاله دى عليكى انك تتجنبيه يعنى اول ما يتعصب سيبى المكان ومهما استفزك اوعى تردى ولو رفع ايده وده طبعا مش هيحصل
منى بتوتر:انا خايفه يرفع ايده
انفاس بثقه :مش هيرفع لانه شايف انك بديتى تتحاشيه وتبعدى عنه وده شىء متخيلش انه يحصل لانه طول السنين اللى فاتت عارف انك بتحبيه وممكن تتخلى عن اى شى الا هو ..وده خلاه يخد راحته فى العصبيه والاهانه لانه عارف انك هتسامحيه زى كل مره ...وكل مازادت الاهانه والضرب قلت ثقتك بنفسك وكرهك ليها
منى وعينيها تدمع :ايوه انا مابقتش واثقه فى نفسى مهما لبست او اترقيت فى شغلى اسال نفسى انا اللى اترقيت هو انا شاطره؟؟ هو انا زكيه؟؟هو انا استاهل؟؟؟ انا فعلا كرهت نفسى بسببه...عارفه يا دكتورة انا قبل ما اتجوزه كانو بيضربو بيا المثل فى قوة الشخصيه والاعتزاز بالنفس عمرى ما كنت اخاف من حد ولا حد قهرنى لما كنت فى بيت بابا لانه ربانى على الثقه فى النفس والاستقلاليه...كانت دايما كلمتى مسموعه ورايى يتاخد فى كل صغيرة وكبيرة مش عن تعنت والله يا دكتورة بالعكس ده كان عن رجاحة عقل وشفافيه زى ما بابا كان بيقول لى ....تصدقى ان عماد كان بيقولى ان هى دى الصفات الى لفتت نظره ليا وخلته مبهور بيا وخلته يتعلق بيا ويحبنى
وبكت وجلست تردد الله يسامحك ياعماد خليت حبى ليك يتقلب مذله .....واهانه ...دمرتنى يا عماد دمرتنى .وانخرطت فى نوبة بكاء موجعة
وضعت يدها على كتفها وقالت :اسمعينى يامنى ...منى القديمه خلاص انتهت ...اللى موجوده دلوقتى منى اللى واثقه فى نفسها اللى مهما عماد حاول يهز الثقه دى مش ممكن تتهز اللى ما تقبلش بالاهانه مهما حصل .... اسلوب الضرب والاهانه وانه يعرف واحده غيرك ده مرفوض نهائى
يعنى النهارده اهتمى بنفسك وحبيها ودلعيها ..اعملى شعرك لان الواحده لما بتغير لون شعرها او بتعمل فيه اى تغيير معنوياتها بترتفع ...لو رجعتى ولقتيه اوعى تخافى او تتوترى ولما يجى يتكلم معاكى بصى فى عنيه واتكلمى بثقه ومتعليش صوتك واسلوبك يكون هادىء مهما انفعل اوعى تنفعلى ..وعرفيه باسلوب غير مباشر انك حاليا لابتحبيه ولا بتكرهيه وانه مش فارق معاكى وده بسبب اسلوبه تعامله معاكى ..بس اوعى تهمليه .
منى بعدم فهم :ازاى ما اهملوش و مش فارق معايا مش فاهمه!!!!!!!!!
انفاس وهى تبتسم :يعنى ماتهمليش واجباتك.. اكله لبسه ترتيب البيت ..ولما يطلبك ما ترفضيش
منى وهى مندهشه:ازاى واحنا زعلانين من بعض يطلبنى
انفاس :الرجاله بوجه عام بيشوفوا ان الصلح بعد اى خصام يكون بالطريقة دى يعنى العلاقة بالنسبه لهم هى الاعتذار حتى لو ما نطقوش كلمة اسف
واردفت :هو جوزك عارف انك بتروحى لدكتوره
منى وهى تهز راسها :لا طبعا ماقلتش له ..لانه عماد لما يتعصب بيحب يقول كلام يجرحنى واكيد هيستغل الموضوع ده وممكن يجيى فى يوم من الايام ويقولى انى مجنونه وبتعالج نفسياً
انفاس وهى تنظر لها :مهما حصل وحتى بعد التغيير اوعى تقولى له
واردفت انفاس :اوعى تنسى انتى انسانه ناجحه فى شغلك وواثقه فى نفسك وخلى قعدتك وكلامك ولبسك ونظرتك ينم على كده وامسكى اعصابك ....العصبيه الوقت ده هاتضيع كل حاجه وخففى البرود فى التعامل يعنى يكون بارد بس مش زى الاول
منى بقلق :طيب يادكتوره والبنت
وصمتت واطرقت براسها
انفاس وهى ترفع راسها :احنا اتفقنا انك تكونى واثقه فى نفسك صح ولا لأ؟؟؟
هزت راسها :صحيح بس
انفاس بهدوء :حطى فى دماغك ان جوزك حاليا مشغول بالتغيير اللى فيكى وانك شاغله تفكيره والفتره الجايه هاتشغلى تفكيره لانك هتفكريه بمنى الى كان يعرفها زمان وال كان بيحبها ومبهور بيها ...وهاينشغل اكثرلما يعرف انه مش فارق معاكى وما بقتيش مجنونه بيه زى الاول
منى وهى تهز راسه:حاضر
انفاس وهى تبتسم :و انا الفتره الجايه مش هاجى العياده التواصل بينا هيكون بالتليفون تبقى تاخدى رقم التليفون من نبيله.
.............................
طوال الايام الماضيه وهم يتعاملون معه ببرود ونادراً لو تحدثوا معه هو من كان يحاول الحديث معهم ولكن دائما اجاباتهم له مقتضبه
جلس فى الصاله ووجد والدته وآيه تتحدثان
آيه :ايه رايك ؟
حنان :هو اللى طلب ولا انتى ؟
هزت راسها:لا طبعا هو اللى طلب انه يجيبه من عنده
دخل الاب وقال :السلام عليكم
اجابوا :وعليكم السلام
آيه وهى تسرع وتجلس بجانب والدها وتحتضن ذراعه وتقول بحنان :بابا انت تعبان
ابتسم بحنان وقال :انا لما اشوفك كل التعب اللى فيا يختفى
حنان وهى تضحك:شوف البنت بس تشوف ابوها تجرى عليه وتنسانى
قبل جبهتها وقال :دى حبيبتى ربنا يسعدها
حنان :حسن هشام كلم آيه وقال عايز يجيب فستان الفرح من برا
سالها :وانتى رايك ايه ؟
آيه وهى تهز كتفها :انا عايزه اجيبه من هنا احسن
حسام :ليه من برا احسن وحاجه شيك
آيه :وهنا فى حاجات روعه انا افضل اجيب حاجه مناسبه ليا من هنا على الاقل عندى فرصه لو ماعجبنيش اغيره لو فرض وجاب حاجه غاليه وماعجبتنيش اغيرها ازاى وقتها
حسن وهو يفكر فى كلامها :كلامك صحيح انتى كلميه وقولى له رايك
حسام وهو يحاول ان يجرى حديث مع والده :بابا هوعمى مصطفى ما راحش الشركه النهارده ؟
صمت الاب وقاطعه باقتضاب :جه ومشى على طول
حسام وهو يحاول كسر ذلك الجدار الذى بنى بينه وبين والده بسببه :ليه هو تعبان ؟
حسن وهو ينظر لابنته :آيه حضرى الغدا
حانت منه نظره خاطفه لابنه ووجده مطرق براسه بضيق
يعلم انه يقسوا عليه ولكن هو يجب ان يعلم انه اخطأ ..وليس خطأً صغير بل على العكس كبير جدا ....ابنه الوحيد سنده فى الحياه الذى احسن تربيته او ظن انه احسن تربيته يفعل ذلك
تنهد بمراره واتجه لغرفته
وقبل ان يدلف لغرفته وقف امامه وامسك يد والده وقال بحزن شديد :اضربنى عاقبنى بس ماتخاصمنيش وماتبعدش عنى ..انا يابابا مخنوق وزعلان وقرفان من نفسى والله قرفان من اللى كنت بعمله كنت فاكر ان دى رجوله انى اعلق واعرف البنات واغنى عليهم بس ولا مره كنت فرحان او مبسوط ..كنت باحس بضيق شديد ..بس الضيق زاد من يوم انت وماما مازعلتوا منى
امسك هاتفه واخرج الشريحه التى بها الارقام وكسرها
وقال وهو ينظر لوالدها :انا مش عايز غير رضاك والله ..والله مش عايز غير رضاك واحتضن والده وقال: انا عاهدت ربنا انى مش هاكلم اى بنت يابابا عشان خاطرى ...لا مش عشان خاطرى.... عشان خاطر آيه ارضى عنى وعهد عليا مش هاعمل غير اللى يرضيك
سمع صوت ابنته:بابا عشان خاطرى سامحه
اخذ نفس عميق وابعده عنه واتجه لغرفته وقال :حسام
اسرع اليه حسام وقال بلهفه :ايوه يابابا
حسن :اغسل اديك عشان نتغدا سوا
ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيه وقال :حاضر يابابا
قال بهمس :الله يهديك يابنى ويبعد عنك وساوس الشيطان
................................
فى اليوم التالى........
جالسه تحرك قدمها بعصبيه شديده وضيق ... بداخلها غضب يريد ان يخرج لتستريح ...ولكن اين تلك الراحه وسبب ضيقها وغضبها لم يأتى من الامس لقد قضى ليلته فى الخارج واغلب الظن عند صديقه
لقد ضغطت على ارقام صديقه عده مرات ولكن فى آخر لحظه قبل ان يجيب كانت تنهى الاتصال لاتريده ان يعلم انها قلقه او انها ذهبت الى المستشفى ولم يكن هناك
اقتربت منها ابنتها وقالت :اشربى يا ماما لمون يهدى اعصابك
اخذت منها كوب الليمون ووضعته على الطاوله امامها بعصبيه :اهدى اعصابى والبيه اخوكى بايت برا ولا فى دماغه ......حتى المستشفى ما راحش
هنا بتاكيد :ماما عبدالله بايت مع احمد صاحبه انتى عارفه انه من بعد الحادثه بيبات معاه...هو بعت رساله وقالى كده يعنى اطمنى
ظلت صامته تفكر بضيق
سمعت صوت بكاء ابنتها وقامت اليها دخلت الغرفه وجدتها تتقلب على الفراش ابتسمت بحنان واستلقت بجانبها واحتضنتها ودقائق وعادت الى النوم
امسكت هاتفها وقرات الرساله مره اخره التى ارسلها لها امس "انا عند احمد ماتقلقوش"
وتنهدت بضيق شديد على ما يحدث بين اخيها ووالدتها
.....................................
جالسه فى غرفه الكشف تنهى التقرير التى امامها سمعت طرقات على الباب اجابت دون ان ترفع راسها :ادخل
دخل وقال بصوته الرجولى الجذاب :مساء الخير يادكتوره
رفعت راسها وابتسمت بحب :اهلا يادكتور عبدالله اتفضل
جالس وقال :ما روحتيش ليه ؟
اجابت :باخلص الشغل اللى ورايا احتمال ما اجيش بكره
ابتسم :وانا كمان قلت كده ..عشان فرح احمد بكره
ابتسمت وهى تنظر له :وانا مش هآجى عشان هاكون مع انفاس
نظر لعينيها وقال :تفكيرنا واحد .
اطرقت راسها بخجل ولم تجب ...نظر اليها بتمعن وقال :انا زرتكم من يومين
رفعت راسها ونظرت له مندهشه :زرتنا ..فى البيت ؟
اجاب وهو ينظر لاصابعه :ايوه وقابلت والدك ومحمد
شعرت بطرقات قلبها تعلو واحتضنت كفيها
واكمل :انا طلبت ايدك يا خديجه
نظرت له غير مصدقه ماتسمع عبدالله الانسان الوحيد اللى تمنته وفى كل صلاه كانت تدعوا ان يجعله الله من نصيبها يريدها
وضعت يدها على شفتيها خوفا ان تصيح من الفرح
ولكن فجاءه لاحت امامها ....صورتها
خديجه بصوت خافت :هى مامتك عرفت انك اتقدمت ليا
صمت واجاب باقتضاب :ايوه
سالته والخوف بدأ يتسلل الى قلبها:ورأيها ايه ؟
نظر لعينيها واجاب :اهم حاجه رايى انا ...انا اللى هاتجوز مش هى
تلاشت فرحتها "لقد عرفت عندما راتها اليوم فى المستشفى كانت ترمقها بنظرات غاضبه قاسيه كانت تهم ان تقترب منها ولكن تلك النظرات اوقفتها وتسالت لما ترمقنى بتلك النظرات الحاقدة ؟؟؟؟؟لم ترمقنى بهذا الشكل؟؟؟؟ وظلت تفكر ...الان فقط عرفت السبب والدة حبيبها لا تريدها
نظرت له بحزن وقالت :عبدالله مامتك مش مش موافقه عليا مش كدة؟؟؟
هم ان يعترض ولكن اكملت :ومش متقبله انك تتجوزنى
ولو فرض واتجوزنا هتفضل على طول خلافات بينا وحتى لو فى حب مع الخلافات هيختفى
عبدالله بقلق :خديجه اسمعينى ماما لما هتشوف ازاى متشبث بيكى وبحبك وانتى بتحبينى هتقتنع
هزت راسها باسف :مامتك مش هتقتنع ....وعشان كده اسمع ردى من دلوقتى انا مش موافقه
نظر لها منصدم :مش موافقه ان احنا نتجوز
اطرقت براسها لكى لايرى الدموع التى تملأ عينيها :كده احسن ليك وليا
عبدالله باعتراض :خديجه !!!!!
رن هاتفها واجابت :حاضر دقايق وطالعه
امسكت حقيبتها ووضعت هاتفها وقالت بصوت فيه بحه بكاء:اسفه ...محمد منتظرنى برا
تحركت من امامه وظل يراقبها حتى اختفت ...شعر بقبضة بارده تعتصر قلبه "مش عايزه ترتبط بيا ...مش عايزانى ...رفضتنى ....ازاى تعمل كده ...ازاى ترفضنى وانا بحبها جدااا والله بحبها "
تحرك وخرج من المستشفى واتجه الى سيارته
رن هاتفه نظر له واغلقه واستقل سيارته
كانت تراقبه بحزن شديد "الانسان اللى حبيته واتمنيته امه رفضانى انا ماعملتش لها حاجه عشان ترفضنى ..اكيد شايفه انى اقل من ابنها ....وانه يستاهل احسن منى ...بس انا بحبه وهو بحبنى ..اااه يارتنى ما حلمت ولا اتمنيت ياريت"
وسقطت دمعه حاره على وجنتيها
سمعت صوت باب السياره يفتح وصوت اخيها :معلش ياخديجه اتاخرت عليكى ...ومد يده بقارورة المياه المعدنيه لها
مسحت دمعتها وقال بصوت خافت :ولايهمك عادى
ادار السياره وانطلق
........................................
:ايه رايك ده الشكل النهائى ؟
امسك التصميم ونظر له بتركيز وبعد عده دقائق :خالد غير اللون الابيض وخليه اوف وايت
ساله خالد :فى حاجه تانيه تتغير فى التصميم ده
هز راسه :لا هو اللون بس الباقى جميل ...فى شغل ناقص؟؟؟؟
خالد بارتياح :لا الحمد لله كله تمام ..انا كنت قلقان على التصاميم الناقصه والحمد لله كله تمام
واردف :فكره ان الشغل نجيبه هنا ونخلصه فكره ممتازه
ابتسم وقال :رحت الفيلا ؟
خالد وهو يرتب الاوراق التى امامه :ايوه بعد ما اخدت التصميم منك امبارح رحتها ...والعمال ابتدوا الشغل
وان شاء الله على بكره كل حاجه تكون جاهزه
احمد :خالد عايز اشوفك هناك اول واحد فاهم
خالد وهو يقوم :ده فرح اخويا ينفع اغيب عنه
دخل الجد المكتب وقال :السلام عليكم ..اخبارك ايه يا خالد يابنى؟؟
خالد وهو ويصافح الجد :الحمد لله ياحج عمر مبروك لاحمد
ابتسم الجد :الله يبارك فيك عقبالك كده ..رايح فين
خالد :رايح المكتب فى شغل لازم اديه للعمال...سلام عليكم
وتركهم وانصرف
الجد :خلصت التصاميم الناقصه
احمد وهو يرتشف من القهوه التى امامه :ايوه الحمد لله واردف بتساؤل :جدو كلمت الحج طاهر؟؟
الجد وهوسارح :ايوه ..وحاولت اكلم ابوك مش بيرد بعتله رساله
احمد :مالك فى حاجه ؟
الجد بحرج :موضوع انى اعيش معاك ده
احمد باعتراض :جدو حط فى دماغك انى مش هاعيش فى الفيلا بدونك انا ما اتخيلش اصحى الصبح ماتكونش معايا
الجد بحرج :يابنى مينفعش انت عريس
احمد وهو يبتسم :ده شكل عريس ياجدو..وحتى لو عريس انا مش ممكن اسيبك هنا انت عارف ان فارس هيرجع بكره وخالتى وفيفى هيرجعوا البيت عشانه ..يبقى الموضوع منتهى ....تنهد واغمض عينيه بتعب
الجد باهتمام :انت تعبان يا احمد؟؟؟
ابتسم وقال :انا مش تعبان انا مدمن ياجدى
الجد بقلق :مدمن ايه بعد الشر عنك ؟
احمد :ليا يومين ماشفتهاش
تنهد الجد وقال وهو يبتسم :اصبر لبكره وهتبقى معاك على طول ان شاء الله .
احمد بهمس :يارب
امسك هاتفه وكتب رساله لها "وحشتينى عايز اشوفك" وارسلها
دقائق وجاءه الرد فابتسم فى سعادة
.......
كل حاجتك كده راحت الفيلا ؟
انفاس وهى تتلفت حولها :ايوه ...فيفى شفتى تليفونى
فيفى وهى تشير للوساده:تحت مخدة اخمد ...
ابتسمت وهى تقرأ الرساله ...........ففردت شعرها وابتسمت والتقطت لها صوره وارسلتها
ضحكت فيفى وقالت :من امتى بتحبى تصورى نفسك
اجابت بدلع :دى لحبيب قلبى ..واحشنى اوى ليا يومين ماشفتهوش
فيفى وهى تعد على اصابعها :وانا ليا اربع شهور واسبوع و8 ساعات واحشنى اوى جدا خالص
جلست بجوار صديقتها :هانت يافيفى يومين وتلاقيه جنبك ان شاء الله
رن هاتف فيفى وضحكت :حاسس بيا طول عمرى اقول ان جوزى حساس ..ثم خرجت للشرفه لتحدثه
اسرعت انفاس وامسكت هاتفها وجلست لتتحدث معه
............................
.....................
فى اليوم التالى
فرح احمد وانفاس الذى اختارا ان يكون زفاف نهارى
فى فيلا احمد فى الصباح كانت الحديقه مزينه بزينه هادئه يطغى عليها اللون الابيض ويوجد تحت مظلة رائعه بالدانتيل الابيض كان يجلس تحتها احمد وانفاس وحولهم طاولات قليله مزينه بالمفارش البيضاء ومزدانه بالورود البيضاء باوراقها الخضراء فوقها مصابيح من الكريستال كان الحضور ينحصر فى المقربين جدا للعروسين
اقتربت آيه من انفاس وانحنت وهمست فى اذنها بمرح :اقرصك فى ركبتك ؟؟؟
ضحكت انفاس برقه :مش لازم قرص هو كام يوم وتحصلينى على طول
كان يراقبها وهو جالس مع والده ووالدته ..تشبه الفراشه فى ثوبها الاوف وايت وزينتها الراقيه ..تنهد وهو يتاملها
سمع صوت والده :ربنا يسعدها مصطفى قال لى انه بيحبها اوى...وهى كمان بتحبه
...................
فى تلك الاثناء
تذكر انه نسى محفظته ادار السياره وعاد الى المنزل ...هم ان يخرج من السياره ولكن فوجىء بزوجته تقف خارج العمارة وتشير لسياره اجرة وتستقلها
امسك هاتفه وطلبها ردت بصوت ناعس : ايوه يا حسين
حسين وهو يتابع السياره :انتى فين يا نجوى ؟
اجابت :فى البيت ونايمه ...عايز حاجه
ظل صامت منصدم من كذبها :لا ابدا ....سلام
بدأ الشك يتسلل الى عقله "دى رايحه فين ...ومن امتى بتخرج بدون ماتقولى"
وتذكر .....كده يا حسين اجى وارن الجرس ومحدش يفتح الباب
استاذ حسين...كشاف النور جه وملقاش حد
خالى ...هى مراتك هتشترى شقه
افاق على وقوف السياره امام عماره كبيره فى حى هادىء
ونزلت من السياره
......................
فى نفس الوقت
امسكت هاتفها وطلبت صديقتها مريم معها كوب العصير وقالت: صباح الخيررررر
مريم :صباحوا ...ليه صاحيه بدرى مش عوايدك
ضحكت شهد وقالت :صليت العشا امبارح ونمت على طول علشان اجهز نفسى لفرح احمد النهاردة بالليل ...ده انا جبت حتة فستان يا بت يامريم هيضرب على فستان العروسه.عشان اندمه لما يشوف تألقى وجمالى الليله دى
(طبعاً شهد لا تعرف ان الزفاف سيكون بالنهار وانه يحدث الآن وهذا بناء على تدبير ياسر )
.ايه الاخبارعندك يا مفتش كرومبوا
مريم ...لاجديد من بعد ماصورتها نسيت وانشغلت
ده حتى نسيت اوريكى صورتها
شهد بقرف :وانا مالى بصورتها ..انا اشوف الاشكال دى
مريم :لحظه ابعتهالك
شهد بضيق :اوف يامريم
وصلت الصوره ونظرت شهد بذهول وكاد قلبها يقف من الصدمه وقع الكوب من يدها وصرخت بصوت مرتفع :ماما الحقى ......
...................
فى نفس الوقت
دخلت الفيلا لتحضر لوالدتها كوب ماء واتجهت للمطبخ وفتحت الثلاجه ...شعرت بيدين تحوطان خصرها فاحست بقشعريرة تعتريها زادت عندما سمعت صوت يقول فى اذنها :وحشتينى اوى جدااا خالص
لم تصدق ماسمعت وصرخت وقالت :مهاااااااب حبيبى
واحتضنته بشده
ابتسم واحتضنها :عامله ايه يا حبيبتى
نظرت له ودموع الفرح فى عينيه وقالت :انت امتى جيت وليه مقلتش انك جاى انت مش كنت جاى كمان يومين
احتضن وجهها وقال :حبيت اعملها لك مفاجئه....بس احمد كان عارف
قالت بسعاده :شفت احمد
مهاب وهو ينظر لها بحب :ايوة شفته وجيت وراكى يا قمر ....لكن ايه الحلاوة دى انا ماكنتش عارف ان الحمل بيخلى الناس حلويين بالشكل ده .....ضربته على صدره بدلال وقالت :ما انا عارفه
وامسكت ذراعه وقالت :تعالى نروح لهم ونتصور معاهم
افلت يدها من ذراعه وامسك يدها وقال :يلا
................
اقترب منه الجد وجلس بجوار احمد وقال بسعاده :عايز اتصور مع حفيدى وعروسته
فيفى وهى تجلس بجوار انفاس :وانا كمان لازم اتصور انا وموبى مع اخويا وصحبتى
اقترب خالد وهو يضحك :مفيش حد هيصوركم غيرى ياحج عمر
وبدأ يلتقط له الصور واقترب والد انفاس وعمها والتقط لهم الصور
..............
جالس على الطاوله وبجانبه اصدقائه ولكن عقله وقلبه مع تلك الجالسه تتحدث مع صديقه لها
كلما التقت عيناهم اشاحت عيناها عن عينيه
تنهد "حتى النظره مستكتراها عليا يا خديجه ليه ....وانا بحبك اعمل ايه عشان تعرفى انى مش عايز غيرك حتى لو امى والعالم قالوا لا انا اقول ايوه مش عايز غيرها
انا لازم اخليها توافق وتطلع فكره الرفض من دماغها وتعرف انى متقبلها وراضى
.......
كانت تنظر له وتشعر بضيق وحزن شديد ....تريد ان تبكى ان تصرخ ان تخرج ذلك الالم الذى بداخلها ولكنها لا تستطيع "والله يا عبدالله بحبك ..بس مقدرش اوافق اخاف تيجى لحظه ... الحب اللى جواك ليا يتقلب كره من المشاكل والخلافات بينك وبين مامتك بسببى ومن الـ هتشوفه من الناس وكلامهم وغمزهم يااااااااااااااااه يارب هون عليا الالم الـ جوايا حاسة انى همووووت من الاحساس الفظيع بالقهر ياربى"

مر الوقت على العروسين بسعاده وهدوء حتى اقترب
عبدالله من احمد فى نهاية الاحتفال قائلاً:احمد تحب تقوم خلاص
احمد بصوت هادىء :كانك بتقرا اللى فى دماغى
همس عبدالله فى اذن الجد
امسك الكرسى المتحرك وجلس عليه احمد وهم عبدالله ان يحركه
انفاس وهى تبتسم :ده دورى انا بقى يادكتور ابتسم لها وتنحى جانبا ليعطيها المجال للامساك بالكرسى
امسكت الكرسى وتحركت واشارت لخديجه وآيه مودعه والقت باقة الزهور الرقيقه التى فى يدها فانزاحت آيه جانبا باتفاق مسبق مع انفاس ليسقط الورد بين يدى خديجه التى نظرت الى الباقه بتأثر بالغ
دخل العروسين الفيلا وبدات تساعده بطلوع السلم الى ان وصلا لغرفتهم
اجلسته على الكرسى وجلست بجواره :تعبت من طلوع السلالم ؟؟؟؟
امسك يدها وقبلها وقال بحب :لا ..لانك معايا
ابتسمت وسالها :بتحبينى ؟
احتضنت كفه ونظرت لاصابعها :كلمه بحبك ماتجيش نقطه من اللى جوايه
رفعت عينيها ونظرت له بعشق :انا مجنونه بيك
وصمتت وقالت :انا تخيلت انى قلبى اتقفل ومش ممكن حد يجى يحتل قلبى .. بس قبل ما اشوفك ابتديت احلم واشم ريحتك واصحى ادور على الريحه دى ملقهاش
لحد ماشفتك اول مره عند الاصانصير لقيت الريحه قريبه مصدقتش انها منك .
ابتسم :لما اتخانقنا
هزت راسها ...وكل مره كنت اشوفك اتعلق بيك اكثر واكثر
وقالت بهمس :احمد يوم ماجيت تتغدى عندنا وحصل وشفتنى ماسكه صورة خــ ....
قاطعها احمد بضيق :انفاس ....
نظرت له وقالت :انا عايزه نبدا حياتنا ومفيش حد شايل من التانى او فاهم غلط ...عشان خاطرى اسمعنى
اردفت :والله اليوم ده كنت بدور على السلسله وافتكرت انى سبتها فى درج المكتب وانا وبدور طلعت ملفات ومنهم صورته وانا ماكانش فى بالى غير السلسه ولما جيت ارجع الحاجه فوجئت بالصوره ....واستغربت ان الحب اللى جوايا كله لك يا قلبى كل الى عملته انى اتنهدت واترحمت عليه وفى نفس الوقت انت دخلت المكتب وما فهمتش غير الـ عنيك شافته فهمتنى يا قلبى ؟؟؟؟ ... لان فى واحد استولى على قلبى وعقلى وروحى كمان ومافيش مكان لحد غيره
احس احمد بتفجر سعادة داخليه فى كل كيانه لم يشعر بها فى حياته من قبل اقترب منها ومد يده اليسرى ليفك طرحتها ويحرر شعرها الحريرى وادخل يده فى شلالات الحرير وقرب وجهها منه و................
..............................
انتظرونى البارت القادم

أنفاس أحمد لكاتبة سمراء النيلWhere stories live. Discover now