البارت التاسع
.................................
اقتربت انفاس من لوحه ووقفت تتاملها بهدوء واعجاب شديد وقالت بعد عدة دقائق من التامل وهى لازلت تتامل اللوحه :الرسام ده احساسه عالى جدااا ...تحسى انك قدام لوحه بتتكلم ماشاء الله عليه بس فى مشكله اجابها صوت من خلفها وايه هى المشكله التفتت باندهاش......... وتلاقت تلك عيناها بتلك العينين الساخرتين ..............ولكن كانت عينيه تحمل نظرة مختلفه عن كل لقاء
فوجئت انفاس بوجوده فنظرت اليه نظرة ناريه وهمت ان تتحدث بقسوة كعادتها ولكنها توقفت عندما رأت نظرة عينيه لها .........شعرت انفاس بالاضطراب فقد كانت اليوم عينيه تنظر اليها نظرة غريبه لم تفهمها ولكى تطرد شعور الاضطراب الذى اعتراها اشاحت بعينيها ......
وقالت :انا بتكلم عن الرسام موجهتش كلامى لحضرتك قاطعتها فيفى :احمد هو ال... اسكتها احمد بنظرة والتفت ونظر الى انفاس:انا صاحب الرسام قولى لى وانا اقوله ان فى مشكله فى رسمه عشان يصححها
صمتت واشاحت بوجهها عنه قالت فيفى بضحكه مكتومه :صحيح ياانفاس ايه المشكله فى اللوحه انا شايفة انها ماشاء الله مفهاش اى خطاء ....ردت انفاس باعتراض :انا مقلتش ان رسمه فيه مشكله او اخطاء على العكس والتفتت الى اللوحه التى كانت عبارة عن طفله تجلس على ركبتيها وترسم بالطباشير على الارض صورة لوجه سيدة كان الهواء يحرك شعر الطفله وبالقرب منها تظهر والدتها تراقبها ....قالت انفاس وهى تشير الى اللوحه :اللوحه دى بتتكلم شوف اهتمامه بادق التفاصيل واشارت الى يد الطفله شوفى ركبها آثار الطباشير عليها ازاى !!! اى حد يقول الاثار المفروض تكون على ايديها بس ده وضّح انها لما كانت منحنيه الطباشير جه على ركبها وهدومها وصمتت قليلا وهى تنظر الى الصورة .......
وقالت :الرسام عايز يقول ان مامت البنت متوفيه كان يراقبها باعجاب شديد لدقه ملاحظتها وسالها باهتمام
: وعرفتى ازاى ؟ اجابت وهى لازالت تنظر الى الصورة بدون ان تشعر انها تجيب على سؤاله :لان البنت رسمت نفسها مع مامتها وصورة الام اللى ظاهرة بتراقبها من فوق مش وهى قاعدة جنبها ......واكملت بسخريه :يارب تكون فهمت حاجه من اللى قولته ؟
ابتسم بسخريه وهم ان يرد عليها ولكنه سمع من يناديه قال :عن اذنكم ......واشار لفيفى فاقتربت منه وهمس لها بشى وانصرف
زفرت انفاس بضيق:اوف الحمد لله مشى .
ردت فيفى باستنكار :انفاس !
انفاس : ايه ؟؟اخوكى دة مستفز جداااا يا فيفى
فيفى باستنكار:انفاس احمد مقلش حاجه ..انتى اللى غلطى فيه وهو حتى مردش عليكى
واكملت بضيق :والله ياانفاس احمد ده غير ما انتى متخيله واشارت للوحه وقالت :شايفة اللوحه دى اللى كنتى بتوصفيها من دقايق دى تقريباً حياه احمد ....نظرت اليها انفاس باستفسار فأكملت فيفى بحزن : احمد مامته ماتت وهو فى اعز الاحتياج لها ومكنش بيحب حد زى امه تخيل ان ابوه هيحن عليه بس العكس تخلى عنه بعد موت امه وطرده من البيت قالت بدهشه ممزوجه بالم :طردة معقووله طاب ليه ؟ فيفى بسخريه :عشان يتجوز انفاس بالم:وهو عمل ايه بعد كدة ؟ فيفى وهى تراقب احمد وهو يتحدث مع صديق له :بنى نفسه وحقق امنيه مامته بفضل الله ثم جدى الله يطول فى عمره ساد الصمت بينهم .....شعرت بضيق من نفسها انها لم تكن وقحه ولا ساخره مع اى شخص ولكن ...لماذا عندما اراه اكون هكذا......... سمعت فيفى تقول لها
:مش هتتفرجى على باقى المعرض هزت راسها وتحركت معها ..........فى هذه الاثناء رن هاتف فيفى فابتعدت لتجيب وتركت انفاس بمفردها بدات عيناها تدور فى المكان وسمعت من حولها يثنون على اللوحات عادت تتامل تلك اللوحه مره اخرى ولكن شى بداخلها جعلها تبحث عنه وجدته يقف يبتسم بهدوء كان يقف بثقة وضعاً يديه فى جيبى بنطلونه تاملت شكله جسمه رياضى طويل القامه يرتدى بدلة فاتحة اللون فى منتهى الاناقة كانت ملامحه تتغير تماماً عندما يبتسم ......واضح من وقفته ثقته واعتداده بنفسه ....... فى هذه اللحظه حانت منه التفاته فوجدها تنظر اليه ابتسم لها باستفسار كأنه يسالها الى ما تنظرين ؟؟؟ فاشاحت بوجهها فى توتر وقالت فى نفسها وهى تعض على شفتيها : ياربى دلوقتى هيفتكر انى براقبه .......لحظه ما انتى يا انفاس كنتى بتراقبيه ...... هزت راسها وقالت فى نفسها. لا...لا انا كنت بحلله بس مش براقبه
سمعت صوته من خلفها وهو يقول :للدرجه دى عجباكى اللوحه ؟؟
اغمضت عينيها باحراج وانتظرت قليلا ً قبل ان تلتفت اليه رفعت عيناها ونظرت اليه وقالت بصوت هامس :ايوة انا عايزة .....ا ا ا الحقيقه انا عايزة احجزها واكملت وعيناها تدور فى المكان لكى لا تلتقى عينيها بعينيه :مش حضرتك تعرف الرسام ؟؟؟؟
اجاب وهو يبتسم لها : ايوة....اعرفه جداً تحبى اكلمه يحجزلك الصورة ؟
اجابت بسرعة :ايوة ياريت .... صمتت ......تشعر بتوتر غريب .....هى فيفى راحت فين ؟؟؟ودارت عينها فى المكان تبحث عن صديقتها شعر بتوترها فقال لها ليزيل عنها التوتر وهو يشير الى لوحه اخرى
:شفتى اللوحه دى ؟؟
هزت راسها نفياً وهى تنظر حيث اشار :لا مشفتهاش
قال وهو يتجه الى الصورة:تعالى شوفيها هتعجبك وتحركت معه الى حيث اشار.
.................................
نظر الى امه وقال بضييق :لا طبعا
الام باندهاش :لا ...ليه ياحسام
حسام بقله صبر : قلت مش هاتجوز ريم بنت اختك
الام بغضب :طبعا مش ممكن تفكر فى ريم او فى اى وحدة طول ما انت شاغل تفكيرك بست الحسن انفاس حسام بغضب :ايه دلوقتى دخل انفاس فى كلامنا انتى عرضتى عليا اخطب ريم بنت خالتى وانا قلت لا
الام بغضب :لان سبب رفضك لريم هو انك بتفكر فى انفاس ...واقطع دراعى ان انفاس دى عامله لك عمل اقترب والد حسام منها وقال بغضب شديد :هى وصلت بيكى انك تتهمى بنت اخويا بالكلام ده انتى اكيد اتجننتى !!!!!!
الام وهى ترتعش :انا مقصدش ياحسن كلمه طلعت منى بدون قصد
حسن بحدة :لا ياحنان دى مش بدون قصد انا عارفك بس قسماً بالله لو عيدتيها تانى هيبقى حسابك عسير واسمعينى كويس جواز ابنى من بنت اختك ريم مش هيحصل طول ما حسام مش مقتنع ...سمعانى همت ان تعترض اسكتها بنظرة ناريه فاطرقت براسها وصمتت
.................................
اقترب احمد منهم وقال :تشربوا ايه اجابت فيفى :اى حاجه فريش نظر اليها وقال :وانتى يادكتورة تشربى ايه ؟ اجابت بقتضاب :شكرا مش عايزة اشرب حاجه .
غمزتها فيفى وقالت بهمس :بطلى شغل الاطفال ده ونظرت لاحمد وقالت وهى ترسم ابتسامه :احمد انفاس هتشرب زى حاجه فريش همت ان تعترض ولكن فيفى اسكتتها بقرصه فى ذراعها
احمد : اوكيه وانصرف وتركهم التفتت لها فيفى بغضب وقالت :انتى مش ناويه تبطلى التصرفات
دى انفاس بحدة وهى تفرك مكان القرصه :اى تصرفات .......انا مش عايزة اشرب حاجه هو بالعافيه !!
اطلقت فيفى تنهيدة :انا عمرى ماشفتك متحامله على حد كدة حتى حسام اللى انتى مش بتطيقيه مش بتتصرفى معاه كدة .....اشمعنى احمد !! نظرت اليها واشاحت بعينيها وقالت: هو قليل الذوق وانا حكيت لك كل حاجه ......وقالت فى نفسها:" انا نفسى مش عارفة ليه بتصرف معاه كدة ...والمشكله انى بعد تصرفى معاه كده بلاقى نفسى مضايقه زياده مش العكس انا مش عارفة بعمل كدة ليه" ؟
.......................................
