البارت الثالث عشر

118 4 0
                                    

البارت الثالث عشر
التفت الاثنين الى مصدر الصوت اقتربت شهد ووقفت امامهم وقالت وهى تضع يدها على خصرها وتقول بغضب
:فى واحد يخطب على خطيبته
نظر اليها وهو يحاول ان يستوعب ماتقول .....ولكن انفاس همست له بارتبارك: اااا.....الف سلامه عليك يابشمهندس ...ااااستاذنك عندى حاله . واكملت :تبقى تستنى دكتور عبد الله يوصلك ...عن اذنك
هز راسه متفهماً انشغالها وقال :اتفضلى وشكرا مرة ثانيه تعبتك معايا .
ابتعدت بخطوات سريعة ..........وظل يراقبها وهى تبتعد سمع شهد تقول
:يعنى مرديتش ؟
احمد بضيق من وجودهم :انتوا ايه اللى جبكم المستشفى ؟
العمه :جينا نزور عم شهد عمل عمليه المرارة واكملت وهى تبتسم بخبث ......وشفناك قولنا نسلم عليك
هز راسه :طيب...عن اذنكم ...ورايا شغل. وانصرف مسرعا ًوتركهم ولم ينتظر صديقه ليوصله .
شهد بغضب :شفتى ياماما كان جاى لها المستشفى يعنى كلام اخته التخينه صحيح. الام بتفكير:بس هما ليه اول ماشافونا مشيوا؟ شهد بثقه:طبعا متضايق ان احنا شفناهم مع بعض ما احنا قطعنا عليهم الجو . واكملت وهى تمسك يد والدتها :تعالى ياماما بسرعة نخليه يوصلنا بدل ما ناخد تاكس
الام :ايوة بابنتى اللى يجى منه احسن منه اسرعوا خلفه ........ وجدوا انه قد حرك سيارته بالفعل وانطلق بها
زفرت شهد بضيق وهى تضرب قدمها بالارض:اوف ..اوف اهو مشى كان نفسى اركب عربيته
الام بثقه:ولا يهمك هتركبيها لحد ما تزهقى منها يا حبيبتى ...مش انتى هتبقى مراته ...يلا شوفيلنا تاكس نركبه ................................
ردت على هاتفها :ازيك يا نونا اخبارك ايه؟ انفاس وهى تعدل وضع الهاتف على اذنها وهى توقع على الاوراق التى امامها :الحمد لله بخير .... واكملت :فيفى احمد وصل ولا لسه فيفى باستفهام :لا لسه ليه هو فى حاجه ؟ انفاس : ايده اتجرحت فى الشغل وجالنا المستشفى وأخد كم غرزه علشان الجرح عميق.
فيفى بهلع :يا خبر يا حبيبى يا اخويا ...ربنا يسلمه يارب
انفاس باهتمام :فيفى اول مايوصل خليه يرتاح واعمليلوا عصير لأنه نزف من الجرح كتير ... وانا كتبت له مسكن خليه ياخده اوعى تنسى
.فيفى باهتمام :حاضر مش هانسى
انفاس :نسيت اقولك ...عارفة شفت مين فى المستشفى النهارده؟
فيفى باستفهام :مين ؟
تنهدت انفاس قائله :شهد ومامتها فيفى بفضول :وايه اللى جابهم المستشفى دول ؟ انفاس بعدم اهتمام :معرفش ولا عايزة اعرف واردفت :كنت واقفه مع احمد وفجاءه سمعت واحدة بتقول شايفة ياماما ..........عشان تصدقينى قاعد مع خطيبته الدكتورة نفيسه ضحكت فيفى بشدة :الدكتورة نفيسه !!!!!! وعادت تضحك مرة اخرى وتقول مش قلت لك يانونا ان شهد دى هتنسى اسمك ...بس نفيسه دى جامدة جامدة هههههههههههههههههههههههههههه
انفاس بضيق: انتى بتضحكى يافيفى طبعا ما انتى اللى وقعتينى الوقعه دى ...انتى لو شفتى شكلى لما قالت كدة قلبى وقع فى رجليه وكنت عايزة الارض تنشق وتبلعنى
فيفى باهتمام :احمد عرف حاجة ؟
انفاس :مش عارفه...... لانى اول ما قالت كدة اتحججت ان ورايا شغل وجريييييت
فيفى بلا مبالاة :حتى لو قالوا مش هيصدقهم لانه مش بيثق فيهم ولا بيصدقهم يعنى متقلقيش
سمعت فيفى صوت الباب يفتح فقالت بلهفه لصديقتها :اسيبك يانونا احمد وصل سلام
دخل احمد المنزل وقال بتعب :السلام عليكم فيفى بقلق :عليكم السلام....... الف سلامه عليك ايدك عامله ايه طمنى
قطب حاجبيه :هو خالد اتصل بلغكم ولا ايه ؟ فيفى :لا دى نونا هى اللى اتصلت وكمان طلبت منى اول ماتوصل تاخد المسكن وترتاح اجاب باندهاش:انفاس هى الى اتصلت !!!
فيفى وهى تمسك ذراعه وتدخله غرفته:دى طلبت منى لسته اعملها عشان خاطرك ...يلا غير هدومك وارتاح
وتركته واتجهت للمطبخ لتعد له عصير ابتسم احمد بتعب وتذكر قلقها عندما رات يده ووقوفها بجواره اثناء خياطة الجرح واصرارها على عدم قيادته للسيارة لانه متعب سمع صوت بداخله : فووووق يا احمد .... انفاس مش مهتمه بيك ...انفاس اهتمامها بيك عشان خاطر فيفى ....مش حاجه ثانيه
هز راسه :لا احساسى بيقول ان اهتمامها مش عشان خاطر فيفى .... اهتمامها عشان خاطرى انا ........واكبر دليل نظرة عنيها
تنهد واستلقى على فراشه دخلت فيفى الحجرة وهلى تحمل فى يدها كوب عصير كبير فيفى وهى تجلس بجواره :يالا يا بطل قوم اشرب العصير...زى ما الدكتورة وصت عليك ابتسم احمد واعتدل واخذ العصير وبدا يتناوله ....................................
ذهبت الى قسم الاطفال تبحث عن صديقتها دارت عيناها فى المكان وجدته فارغاً ابتسمت وقالت فى نفسها اكيد فى المكان السرى اتجهت الى غرفة الاطفال المبتسرين وجدتها جالسه ومرتسم على شفتيها ابتسامه هادئه وهى تنظر لاحد الاطفال فى الحضانه من خلف الزجاج ..... نظرت الى صديقتها الجديده لقد تم نقلها الى المستشفى منذ خمس اشهر ولكن لاتدرى لما تعلقت بها بهذا الشكل .....تشعر انها تعرفها من سنين وليس من اشهر ...تعرف انها عندما تشعر بالضيق ستجدها تجلس هنا ...لاتدرى لماذا تشعر كلما رأت د. خديجه انها تريد ان تحميها ....هل من الممكن ان يكون بسبب شكلها ..? تخشى ان يجرحها احد بكلمه او نظرة لا تدرى ولكن كل الذى تعرفه انها تخاف عليها اقتربت منها وجلست بجوارها انفاس بمرح :لفيت عليكى المستشفى لما ما لقتكيش قلت اكيد قاعدة فى مكانها السرى ابتسمت خديجه وقالت بشجن :مبقاش سرى خلاص يا انفاس مش انتى عرفتيه ...انا هادور على مكان ثانى
ضحكت انفاس :تحبى ادور معاكى
خديجه وهى تبتسم :لا شكرا مفيش داعى انى اتعبك ....واردفت المشكله حتى لو لقيت المكان ده هانسى واقولك عليه
انفاس وهى تحتضن كتف خديجه:يبقى متتعبيش نفسك وتدورى وخلينا هنا احسن خديجه :المشكله لو لفيت المستشفى كلها مش هالقى مكان زى ده ....ده اكثر مكان مريح للاعصاب
صمتت انفاس وعلمت ان هناك مايحزن صديقتها امسكت كف خديجه الصغير :تعرفى انى بحب شكل ايدك جدااا
خديجة بابتسامة مائله:عارفة.......واردفت : عارفة ياانفاس انا لما بشوفك واتكلم معاكى بحس براحه شديدة وصمتت ثوانى واكملت انا مش بحب اتكلم عن اللى مضايقنى لحد بحس محدش ممكن يفهمنى ولو اتكلمت باحس ضيقى بيزيد فقررت انى متكلمش
انفاس بهدوء وهى تبتسم ابتسامه مشجعة :ايه رايك تتكلمى مع حبيبتك انفاس
خديجه وهى تبتسم :الجلسه دى بفلوس ؟ انفاس :مممممممممم شوفى اول جلسه ببلاش بس بعد كدة بفلوس
خديجه وهى تضحك:يعنى استغل الجلسه الاوله واطلع كل اللى فى قلبى
انفاس وهى تنظر لها بحنان :حببتى انا كلى ليكى وخدى راحتك
احتضنت ذراعها واسندت رأسها عليه :عارفة ياانفاس انا بحس براحه لما اكون معاكى لان بشوف فى عنيكى نظرة الاهتمام والخوف انا متضايقة ومخنوقه من نظرات الناس وغمزاتهم ...يعنى مثلاً من شويه دخلت الكافتيريا اجيب حاجه اكلها وانا وطالعة لقيت واحدة بتغمز صاحبتها انها تبص عليا .....وتنهدت بضيق وهى تقول: واول ماشفتنى قعدت تضحك كانها شايفة اراجوز قدامها ......... وقالت لصاحبتها ايه ده دى قزمه ...كإن القزمة دى جايه من كوكب تانى ......كنت عايزة اروح اتخانق معاها بس مشيت زى العادة وانا حاسة بكتمة نفس بتجينى
انفاس بضيق حاولت الاتظهره :طيب ليه مروحتيش هزئتيها يمكن كنتى ارتحتى
خديجه بصوت مخنوق :اتكسفت كان فى دكاترة قاعدين فى الكافتيريا ...قلت هيقولوا عليا متعقدة...... صمتت وعضت على شفتها وقالت بحنق شديد :اهلى يقولوا تقبلى الوضع وعيشى حياتك آجى اعيش حياتى واخرج اشم هوا شويه ... ارجع متضايقة من النظرات والضحك ولو رجعت البيت مخنوقه من اللى شفته يقولو لى خديجه عادى انتى عشان حابسه نفسك والناس متعودتش عليكى انا عايزة بس يحطوا نفسهم مكانى يوم واحد بس ويتعرضوا للى انا بشوفه ...والله كانوا ادمروا ليه ميشوفوش ان القزم ده خلقة ربنا وانه ما يفرقهوش عن غيره غير كام سنتى طول ....يعنى الانسان القزم ده ما خلقش نفسه ويسيبوه يعيش زى ما هم عايشين ....ميعرفوش ان الضحك عليه والتريقه بيجرحه قد ايه ...نفسى اعيش حياتى يا انفاس ...نفسى احب واتحب عارفة..... انا خايفة لو حد عجبته وفكر يرتبط بيا اهلوا يقولوا خد اللى تناسبك دى متنفعش........ ازاى تدير بيت واسرة .......وضحكت بسخريه :انا عارفة انك هتقولى معقدة صح ؟
انفاس وهى تهز راسها :لا طبعا مش هاقول كده .....بصى يا خديجه يا حبيبة قلبى انا هاحكيلك حكايه من ست شهور جانى واحد فى العيادة وحكالى مشكلته اللى تشبه مشكلتك بس الاختلاف انه اعجب بواحدة اطول منه واتقدم لها وقبل ما اهلها يردوا دخلت وقالت له انت مش شايف نفسك ولا شايف الفرق بينى وبينك ازاى انا اتجوزك روح اتجوز وحدة تشبهك
وطلع من عندها مصدوم ومدمر نفسياً وعنده خيبه امل ومرارة شديدة وفقد الثقه فى نفسه وجانى وقالى كلمه جميله.....قال لى .. انا كنت عايش وانا شايف نفسى انسان طبيعى بس اكتشفت ان اللى حواليا هم الى مش طبيعين ومش عايزينى اكون انسان طبيعى....
اكملت انفاس :و بعد فترة من العلاج اتعرف على بنت برضه اطول منه حبته جداا لانها ما بصتش لفرق الكام سنتى طول الى بينهم وشافت قد ايه هو راجل يعتمد عليه وانسان محترم ...وحبيته فعلا ورجعت له الثقه بنفسه وربنا كرمهم واتجوزوا ....تنهدت انفاس وهى تضيف وهى تنظر لعين صديقتها بصدق :لو حد ضحك او قال كلمه او اتغمز عليكى اعرفى انه دة انسان بيسخر من خلقة ربنا وانه قليل ايمان وانه غير طبيعى النوعيه دى انتى اللى تضحكى عليهم مش هما ...لانهم هايفين مش دول ياخديجه اللى يهزوا ثقتك فى نفسك وايمانك وحطى فى دماغك انك احسن من كثير ومش ناقصك حاجه غيرثقتك فى نفسك مش الطول الى ناقصك يا خديجه انتى وصلتى للى ناس كتير ما قدروش يوصلوله من علم وثقافه ورقى فى الحوار وتدين والتزام .واردفت وهى تنظر لعينيها :مش الحاجه دى الى هتهزك ...ثقى فى نفسك وحبيها ومهما حاولوا يكرهوكى فيها لازم تكونى اقوى منهم دى خديجه اللى تعبت ووصلت للى هى تتمناه فلازم تحبيها وفكرى ان قصرك ميزة ربنا ميزك بها عن دون البشر عشان يرفع مكانتك عنده يعنى دايما تشوفيها ميزة ربنا مابيديش حاجه وحشه احنا اللى وحشين وبنحكم بالمظاهر انفاس :ولو اتقدم لك واحد واهله رفضوا اعرفى انهم خسروا انسانه قد ايه رائعه ودكتورة شاطرة ومتفانيه وبتراعى ربنا ااا.......واضافت وهى تبتسم لصديقتها ابتسامه مشجعه : وانهم ايييييييييه؟؟؟؟
اجابت خديجه وهى تبتسم :غير طبيعين انفاس :برافوا عليكى ....................................
فى اليوم الثانى جالس مع جده يتحدث نظر الجد الى الساعة وقال :اقوم انام عشان الحق اصحى لصلاه الفجر ونظر لحفيده بحنان:احمد متنساش تاخد الدوا وتنام على طول ومتسهرش عشان ترتاح
هز رأسموافقاً وقبل راس جده :حاضر ياجدو ياحبيبى
قام واتجه الى غرفته ....خرجت من المطبخ وهى تحمل عصير وشيكولاته وجلست بجواره واعطته العصير......
فيفى: اتفضل يا سيدى
تناول منها العصير وبدأ فى ارتشافه
واخذت الشيكولاته وبدات تاكل باستمتاع سالته فيفى :امتى هتغير على الجرح
احمد: بكرة واردف وهو ياخذ الشيكولاته من يدها :كفايه كتمتى على نفس ابنك ارحميه كل شويه اكل ...اكل
فيفى وهى تاخذ كوب العصير من احمد :عاوزنى مأكلش يعنى!!!!! دى حتى الدكتورة قالتلى وزنك ناقص لازم اهتم بأكلى وضحكت:تصدق شفت شهد من كام يوم اول ماشافتنى عارف قالت ايه ؟؟؟؟
نظر احمد لها باستفسار ساخر وكأنه يتوقع من شهد اى شىء
فيفى ضاحكة :قالت لى انتى اكلتى ايه عشان بطنك تتنفخ كده ضحك احمد وهو يهز رأسه يائساً من حالة شهد
وقال :فكرتينى يافيفى لما رحت المستشفى عشان الجرح كنت واقف مع انفاس سمعتها بتقول هى دى الدكتورة نفيسه خطيبته ياماما .......ومفهمتش قصدها ايه!!
فيفى وهى تضع الكوب الفارغ:اسكت متفكرنيش بسبب الموضوع ده انفاس زعلت منى بشكل
احمد بستفهام :موضوع ايه؟؟
قالت انا هاحكى لك ...وبدات فيفى تحكى واحمد يستمع اليها باهتمام
.............................
فى اليوم التالى
دخل احمد المستشفى لكى يغير على الجرح فاتجه الى قسم الجراحه ولكن شىء فى نفسه جعل اقدامه تتجه الى مكتب انفاس
سمعت طرقات على الباب ردت دون ان ترفع عينيها عن الاوراق التى امامها :ادخل
فتح الباب فانتشرت رائحة العطر التى تعرفها انفاس فعرفت على الفور صاحب الرائحة التى تخترق حويصلاتها الهوائيه فرفعت عينيها ببطء اليه فوجدته يتجه اليها وعلى شفتيه ابتسامة غايه فى الجاذبيه مما اشعرها بالاضطراب وسمعته يقول :السلام عليكم ...ازيك يادكتورة
ردت عليه بابتسامه قائله ::وعليكم السلام ازيك يابشمهندس احمد طمنا عليك
رد وما زال يبتسم لها :الحمد لله احسن وكمان جيت اغير على الجرح
نهضت انفاس من خلف مكتبها وهى تشير له بالجلوس :طيب اتفضل ارتاح وانا هاجيب الممرضه ..ثم التفتت اليه قائله :تحب تشرب ايه ؟؟
اجاب وهو ينظر لعينيها التى يعشقهم :لا شكرا ولا حاجه .
قالت بمرح على غير عادتها :شوف عشان متقولش بخيله .. بعد التغيير هأعزمك على قهوة .
لا ينكر احمد انه قد شعر بالسعاده تتسلل الى نفسه لتوجيهها هذه الدعوه الرقيقه له
فرد هامسا وعيناه لا تفارق عينيها :بس تشربى معايا
انفاس وهى تخرج من الغرفه :اوكيه
دقائق جاءت الممرضه و طلبت من احمد ان يتجه معها لغرفة الغيار ....انهت الممرضة التغيير على الجرح وقالت :الف سلامة عليك ...شكرها احمد وخرج من غرفة الغيار متوجها الى مكتب انفاس وقد تصاعدت دقات قلبه حتى كادت تصم اذنيه
طرق الباب ودخل للمكتب ...وجدها منكبه على عملها ...وعندما رفعت راسها والتقت عيناهما زادت دقات قلبه حتى خشى ان تسمعها انفاس من خلف المكتب
دعته انفاس للجلوس ورفعت سماعة الهاتف قائله :ناديه لو سمحتى قولى لمرتضى يجيب اثنين قهوة ونظرت لاحمد وسالته :تشربها ايه اجاب وهو يغلق صوت هاتفه :مزبوط
انفاس وهى تنظر ليده :ايه اخبار ايدك دلوقتى ؟
اجابها :الحمد لله
ترددت انفاس قبل ان تسأله :هى دى ايدك اللى بترسم بيها؟
ابتسم احمد وهو يهز رأسه نفياً:لاااااااااا الحمد لله انا بارسم باليمين ...ده انا كان ممكن تجرى لى حاجه لو كانت الاصابه فيها
ابتسمت وهى ترفع حاجبيها :ياااااااه للدرجه دى بتحب الرسم؟طاب الحمد لله ان الاصابه مش فيها
واردفت قائله :انت من امتى بقى بديت ترسم واكتشفت الموهبة دى ازاى؟
صمت قليلا :من وانا وعمرى ثلاث سنين امى الله يدخلها فسيح جناته اكتشفت انى باحب الشخبطه والرسم فبدأت تنمى الموهبه جوايه وعلى سن خمس سنين كانت متأكده انى فعلا بعرف ارسم كويس وبدأت تساعدنى وتجيب لى الالوان والورق ....تغيرت نظرة عينيه وقال بشجن:امى دى ست عظيمه كنت كل رسمه ارسمها اروح اوريهالها وانا فرحان تقولى عارف يا احمد الرسمه دى جميله بس انا حاسه ان الرسمه اللى هترسمها بعد كدة هتكون اجمل واجمل....... وصمت قليلا وتنهد تنهيده حارة من قلبه ودمعت عيناه دون ان يشعر واردف قائلاً :ويوم عيد الام كنت عايز اجيب لها هديه ....بس........وزفر مرة اخرى واكمل بمرارة بس ابويا رفض وقال مضيعش فلوسى فى حاجات هايفة .وضحك بنفس المرارة قائلا :انتى عارفه الجيل ده مش بيحب الحاجات دى ومش بيعترف بيها .......
اعتصر قلبها على ذلك الجالس امامها وكرهت ذلك الاب القاسى الذى لم يرحم طفولة ابنه الوحيد وماكان يفعله به
سالته بصوت حزين :طيب عملت ايه ؟
سمعا طرقاً الباب اوقف حديثهم ودخل مرتضى وهو يقول: احلى قهوة لاحسن دكتورة فى المستشفى ابتسمت بهدوء:شكرا يامرتضى انصرف ووضعت القهوة امام احمد وقالت :اتفضل
مد احمد يده للفنجان وبدأ على الفور فى ارتشافه فى صمت
تنحنحت انفاس قائلة :مقولتليش عملت ايه فى عيد الام
اجاب وهو يرتشف من القهوة :كان فى اوضه فى السطوح امى كانت مأجراها من صاحب العمارة
انفاس باهتمام :ليه؟؟؟
احمد وهو يبتسم بالم :عشان تكون مرسم ليا لان والدى كان شايف الرسم ده تضييع وقت وانه بيعطلنى عن مستقبلى ...مكانش عارف ان مستقبلى فى الرسم الى مش عاجبه ....بس امى الله يرحمها كان عندها يقين ان موهبتى هى مستقبلى
وكمان بابا لما عرف انى برسم غضب وحلف انى ما ارسم ثانى راحت امى اجرت الاوضه دى وخلتها مرسم ليا وكانت بتجيب لى كل الخامات الى باحتاجها ......وتنهد قائلا:مش بقولك انى امى دى ست عظيمه ......واكمل : بس بقى يا ستى فطلعت لمرسمى ورسمت صورة لامى ولما شافتها مقولكيش هى كانت ازاى فرحانه بيها وقالت لى تعرف انك فنان وهتكون ليك معارض والناس هتشاور عليك وتقول هو ده احمد حسين الفنان الموهوب ....تصدقى والله انا شخصياً ماكانش عندى الثقه دى فى نفسى ...كانت تستمع له بشغف شديد و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامه جميله كادت تذيب قلب احمد ....قالت وهى تنظر له :تعرف انى شفت مامتك قبل كدة انا ما كنتش فاكرة بس فيفى فكرتنى
سالها بابتسامة عفويه :صحيح ...فين شفتيها؟؟؟
؟ اجابت وهى تبتسم :عند طنط ساميه كانت فيفى تعبانه ورحت ازورها وشفتها قاعدة مع فيفى فى الاوضه وفيفى كانت نايمه فى حضنها ...وقتها عرفت انها خالتها مها ..بس عارف فعلا كان واضح عليها هى وفيفى مستكينه فى حضنها ان عندها حنان ملوش حدود
وجدته يستمع باهتمام واكملت وقعدت اتكلم معاها بس هى مطولتش فى القعدة
اجابها بالم وهو يغمض عينيه :فعلا هى مطولتش فى القعدة
فهمت انفاس ما يقصده احمد من هذه العبارة وهو فقدانه لامه فى سن صغير
فقالت لتغير مسار الكلام لكى تنفض عنه هذا الالم الذى لمس قلبها بشكل مباشر وابتسمت له :المهم انت فعلا بقيت فنان وفنان عبقرى كمان زى ما والدتك رحمة الله عليها اتمنت .....انا نفسى انبهرت لما شفت اعمالك
نظر اليها مباشرة فى عينيها قائلا بهمس:بجد
شعرت انفاس بالاضطراب من نظرته ورفرفت اهدابها بتوتر ...وقبل ان تجيب شعر احمد باهتزاز الهاتف فى جيبه فقرر ان يتجاهل الرد عليه ولسان حاله يقول دة وقته ما كنا قاعدين قعدة ماتتعوضش .انا بالعافيه بلاقى فرصه اكلمها من غير ما فيفى تنط لى .......ولكن وجد المتصل خالد من المكتب فأجاب بضيق : ايوة ياخالد ظل يستمع وهو مقطب الحاجب وقال بغضب مكتوم :ايه هى حصلت .....انا جاى حالا
قام من مجلسه بضيق ....وقال بتوتر وضيق شديدين : انا آسف يا انفاس هضطر استاذن واخذ مفاتيحه وهاتفه
كانت انفاس تراقبه بتوتر وتساءلت باهتمام :فى حاجه حصلت؟؟؟
التفت لها بضيق :الغبيه شهد راحت المكتب توزع شيكولاته وتقول بمناسبه خطوبتى على احمد
.................
انتظرونى البارت القادم

أنفاس أحمد لكاتبة سمراء النيلWhere stories live. Discover now