الفصل 16:

127 23 23
                                    


الحمدلله ولا اله الله والله أكبر...


اللهم صلي وسلم على سيدنا وعلى آله وصحبه أجمعين...


*****************

عند وصول سيارة أخيها رائد ليوقلها للمنزل...

  ركبت بهدوء دون النطق بشيء غير القاء السلام بصوت خافت لا ينبض بالحياة...

طول الطريق حاول التخفيف عنها او ادخالها في محادثة غير انه لم يتلقى منها سوى  بعض كلمات مقتبضة...

ايقن من عبوسها واكتئابها ان هناك ما حدث في المدرسة حتى انقلب حالها هكذا ...

لذلك قرر أن يسأل عبدالله عله يعرف السبب من ابنه عمه التي تكون ابنة خالة بسمة...

عند وصولهم أمام قصرهم لاحظ سيارة جديدة لذلك ذهب للمجلس ليتأكد...

أما بسمة فقد توجهت مباشرة لغرفتها لتفرغ مكنونات قلبها...

جلست على السرير وهي تحاول كتم شهقاتها ...

لم تعرف بماذا تفكر ؟... أو لماذا تبكي ؟... تحس بالانكسار والخذلان من الحياة ككل...

قفزت متجه للحمام عندما سمعت دقات على الباب...

فتحت مياه الاستحمام وجلست على حافة البانيو تراقب تدفق الماء ...

تهرب من ألام قلبها بالسرحان في العدم...

تغرق في ظلمة أفكارها ...

ينسج لها الشيطان من سلاسل جهنم تاج من زهور...

يحفز عقلها وقلبها لإنهاء معاناتها لتغدو حرة من قيود الحياة المملة والمؤلمة...

استفاقت من غياهب وسوسة إبليس ... حاملة بيد مرتجفة حبوب علاجها النفسي ...

أعادتهم للعلبة بسرعة و رمتها بعيدا بعد أن أغلقتها ...

رفعت بصرها ناحية انعكاسها المرئي لها عبر المرآة ...

أرسلت لنفسها نضرات تحمل من الاشمئزاز والقرف الكثير ...

لم تتحمل دموع ضعفها ... لم تستوعب غبائها وظلمة أفكارها التي قادتها للتفكير في أبغض الفعل ...

الانتحار ... أنا بنت ندى المصلية الصائمة العابدة ...

إلي أن نطق باسمها في مجلس تعبق ريحه فعلها الطيب وتبلل شفاه ذاكرينها بالدعاء والذكر الطيب...

ضربت بايدها زجاج المرآة مرة واثنين وثلاث حتى تحول لشظايا وأدمت يدها ...

جلست في الأرض وهي تبكي بحرقة وصوت مرتفع ...

تردد: وينك يمه تشوفي تربيتك إلي ضاعت فيني ... 

تعيدها مرارا وتكرارا ليترآى لها عظيم فعلها ...

ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن