الفصل التاسع و الثلاثون

Start from the beginning
                                    

ولا تندهشوا من فعلتهم تلك فهذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه..فيجعله يرى الكهف قصرا ...والصحراء كأنهاروضه.
وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله.

وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.

أستلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلالهية...لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات.
وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار.

وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.

بعد هذه المئات الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى...، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. ....وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم.... فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم.
لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة.
‏ المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.

‏ فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد.

‏فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم.
‏قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.

‏ خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب، كيف حدث كل هذا في يوم وليلة.

‏ وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صعبا عليهم معرفة أنه غريب.
من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.

‏لقد آمنت المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين... لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية.
‏ لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح.

‏وذهبوا لرؤيتهم. ...وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقعي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمنهم من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد،


‏أختلف العلماء في معرفه عددهم فالبعض قال بأنهم كانوا ثلاثه وكلبهم رابعهم... والبعض الاخر قال بانهم كانوا خمسه وكلبهم سادسهم والبعض قالوا بأنهم كانوا سبعه وكلبهم ثامنهم.
ولكن العبره ليست بالعدد ، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد Where stories live. Discover now