"لا بأس" إستمر في لف قدمه المحمرة بالوشاح الأحمر الذي كان حول رقبته دون الضغط عليها تماما كما تعلم في الصف قبل يومين "آسف لاصطدامي بك"
استقام على قدميه و انحنى بعد ان انهى مهمته للفتى
"لا بأس انه خطئي انا أيضا" ابتسم في وجهه لكن جيمين لم يرفع بصره عن الارض بعد لذا اضطر للميل نحوه حتى يلقي نظرة أفضل عليه "اتريد بعض القهوة يمكنك البقاء أيضا لحين توقف المطر"

نظر الاوميغا للخلف نحو المقهى و تمنى أن بامكانه فعل ذلك لكنه تأخر كثيرا اليوم
"هذا لطف منك لكن علي الذهاب الان"
التقى بصره بالفتى الاطول اخيرا و سُحر على الفور بالابتسامة التي تعلو وجهه
"حسنا ايها اللطيف" بعثر خصلات شعره الشقراء المبتلة و قلب جيمين نبض بجنون داخل صدره، أول الفا يقوم بلمسه بعد والده "انا جيسونغ يمكنك مناداتي بهيونغ ان أردت"
مد يده نحو الفتى الأقصر الذي نظر اليها للحظات قبل أن يشابكها مع خاصته ردا للمصافحة
"أنا جيمين"

شعر بالحرارة في وجنتيه من التلامس البسيط ليسحب يده بسرعة و يستأنف ركضه نحو المنزل و قلبه يكاد يتوقف بسبب ما حصل للتو
في حين بصر جيسونغ بقي معلقا على حقيبة الاوميغا و شعار العائلة الذي يهتز عليها بسبب حركته السريعة ليعود الى المقهى الخاص به ببطء و هو يحمل حذائه في يده بينما يعرج
لقد عمل في ذلك المقهى منذ سنوات الان و جميع من يدرسون في تلك المدرسة قد قدموا إليه اثناء فسحتهم لكن الفتى الجميل الذي اوقعه ارضا منذ قليل بكل ما للكلمة من معنى لم يكن منهم أبدا و لولا زيه الرسمي لما عرف أنه يدرس هناك

لكن اليست عائلة بارك نبيلة اذا لما لا يدرس ابنها في المدرسة الملكية؟
فكر قبل أن يفتح باب المقهى لاتمام عمله
"لقد عدت"
اعلن لكن كل ما قابله هو وجه والدته العابس قبل أن تمد مئزره نحوه دون حتى القاء نظرة عليه
"لقد تأخرت"

*********
عندما وصل جيمين الى منزله حاول ان لا يصدر صوتا حتى لا يتعرض للتوبيخ من والدته على تأخره رغم ان الموضوع برمته كان خطأها فلو لم تنسى ارسال السائق له لكان الان في أمان غرفته جافا و دافئا بالكامل
نزع حذائه و سترته المبتلة ليضعهم على المنضدة ثم ركض على اصابع اقدامه نحو الدرج
"توقف"
اغمض عينيه بقوة عندما وصله صوت والدته حادا كعادتها عندما تخاطبه

"لما تأخرت ما الذي اخبرتك به عن التسكع خارجا بعد المدرسة"
صرخت في وجهه و مع كل كلمة تنبس بها تتقدم خطوة نحوه
"السائق لم يكن ينتظرني عندما غادرت و كانت تمطر..."
لم يستطع اتمام جملته عندما اقتربت والدته منه و استنشقت الرائحة التي اختلطت بخاصته

"الهي جيمين ما الذي فعلته؟"
"لا شيء اقسم لا شيء كان مجرد حادث و لم اسمح له بلمسي"
نفى بسرعة لكن والدته قامت بامساك معصمه و قادته نحو غرفته بالاعلى
"ايها الكاذب انت استغليت عدم وجود روزي معك حتى تقوم بقذارتك اليس كذلك؟"
لم تنتظر اجابته فعلا لتدفعه داخل غرفته
"اخرجي"
صرخت بوجه الخادمة التي كانت تجهز الحمام له و الاصغر وجّه نحوها نظرة معتذرة

Three TimesWhere stories live. Discover now