الفصل السادس و الثلاثون

5.9K 233 88
                                    

«الفصل السادس و الثلاثون »

‏*صل علي سيدنا محمد *

يقف أمام قبر والديه بعيون دامعه ...صمت يخيم المكان ... يريد الإفصاح عن ما به ولكن لا يستطيع ... فالكلام معهم أصبح أصعب ما يفعله حينما يأتِ إليهم .
حرك شفتاه للمرة السابعه يحاول التحدث ولو ببضع كلمات ولكن أبت الكلمات أن تخرج .

تنهد يجلس أرضاً مطالعاً القبر لدقائق حتي رفع بصره للسماء بعدم قدره علي التحمل .
لتنزل تلك الدمعات التي حاول منعها نزولاً خفيفاً .
لتمر نصف ساعه علي حالته تلك ...حتي تنفس بهدوء عده مرات يردف بصوت متعب :

أنا أسف لأن بعيط ولكن صدقوني غصب عني ... الحمل زاد والصبر قل ...وطاقتي نفذت ومبقتش قادر .

تنهد يكمل : مر علي موتكم شهور حاولت أتناسي وأصبر نفسي بإني هشوفكم في الجنه.
‏نزلت دمعه ساخنه علي وجنته اليسري : مياده سقطت ... يمكن لو كان قبل موتكم مكنتش هتوجعك زي ما أتوجعت اول أمبارح .

صمت يتنفس قليلاً ومن ثم أكمل: كان نفسي أترمي في حضنك يا أمي وأشتكيلك باللي جوايا .
كان نفسي أسمع دعواتك اللي كانت بتريحني ..وتحسسني أن ربنا راضي عليا .

أبتسم قليلاً يردف بألم : وحشتوني أووي ...وحشني الابتسامة اللي بشوفها لما بتشوفوني.
وحشني وجودكم جمبي أوي .

أبتسم يردف بإبتسامه محبه : أنا عارف أنكم سامعني فحابب أقول ليكم الجمله اللي دايما كنتوا بتقولوهالي
أنا فخور بيكم ..فخور أنكم أهلي .. فخور لأني أبنكم.
فخور لأني أسمي مرتبط بأسمك يا أدهم .

تنهد يردف بدعاء : ربنا يرحمكم ويجمعني بيكم في الجنه يا أجمل رزق ربنا رزقني بيه.

وقف في نهايه حديثه يمسح دموعه قبل خروجه من المكان ليقابله الحارس فمد يده لجيبه يخرج بعض الأموال ليعطيها للحارس هاتفاً : متنساش تسقي الزرع يا عم حمدي
ليردف الآخر : بسقيه كل يوم يأبني .
أكمل بفرحه بعدما طالع الأموال: ربنا يفتحها عليك ويجبر بخاطرك ويوسع رزقك يا حبيبي .

أبتسم أحمد مقبلاً رأسه ومن ثم هتف قبل تحركه للخارج: أدعيلي ربنا يريح قلبي ويصبرني يا عم حمدي .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
قطبت مريم حاجبيها بعدما أعتدلت تسألها بعدم فهم : طيب ليه ..؟!
ليه لسه بيجي علي بالي رغم إني بحاول والله كتير جدا مفكرش فيه.؟!
ليه أوقات بيجي علي بالي .

رفعت بصرها تهتف برجاء: ردي عليا يا خديجه.!
قوليلي أيه اللي بيحصل معايا ده .!
عدلت خديجه من نظارتها الطبيه قبل هتافها بهدوء :
هسألك سؤال جاوبيني عليه وبعد كدا هفهمك .
أتفقنا ؟!

هزت رأسها بموافقة لتردف خديجه : تفكيرك فيه بقي بنسبه قد ايه في يومك .؟!
صمتت مريم لثوان تفكر قبل هتافها: ممكن يجي علي بالي مرة أو مرتين في اليوم .
بصي هو طبعا مش زي الأول لأن كنت بفكر طول الوقت .
ولكن دلوقتي أنا مضايقه لأني لأن لسه بفكر فيه .

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد Where stories live. Discover now