١٤. ما هي أكبر مخاوفك؟

159 27 2
                                    

كانت غرفة وسيعة بها ستة أسرة وثيرة، كل ثلاثة على أحد الجانبين من الجدران، تتوسطها شرفة كبيرة تطل على المدينة.

دخل عليهم رجل بدين، ذي كرش، يحمل عربة مليئة بأصناف الطعام والشراب فصاح آردات في سرور 

"أخيرا! بعد أن كان كل طعامي من أوراق الأشجار"

فقال آرجون "لكنها كانت مغذية، وغنية بالماء" ثم التفت إلى أنسيل، وأردف "لقد كنت تعرف جميع طرق النجاة من اللعبة"

"أخبرني أبي بأن نوعا معينا من أوراق الأشجار ينمو بكثرة في اللعبة، وهو مخصص لتزويد اللاعبين بالطاقة المناسبة للعب"

"لا أصدق أنها كانت مجرد لعبة كنت تلعبها في وقت فراغك!"

"ولا أنا!" أجابه أنسيل.

في منتصف تلك الليلة، لم يستطع النوم أن يزور أنسيل فظل يتقلب في فراشه يمينا ويسارا، إلى أن اهتدى في النهاية أن يخرج، ويستنشق بعض الهواء.

خرج يتمشى في حديقة المبنى الذي هم فيه، حديقة كالعادة لا تشبه تلك التي اعتاد عليها على كوكب الأرض، بل تشبه أشجار الغابة وأوراقها التي مر عليها أثناء اللعبة.

جلس على أحد مقاعد الحديقة، وظل يتأمل المكان حوله، كانت البرودة في تلك الليلة شديدة؛ لذلك سمح لنفسه بأخذ غطاء السرير باغيا الدفء.

فكر في تلك اللحظة حين كان في غابة الوهم، تذكر ما رآه، كلمات إنخاها، ورغم أنه حاول أن يفلت إلا أن أنسيل كان يعلم يقينا أن ذلك ليس ما قصده، كان يعلم تماما الذي قصده.

"الآن كل شيء فوضوي"

كان حائرا، ضائعا إن صح التعبير، ولم يكن مستعدا بتاتا، كان قد قذف في منتصف شيء أراد أن يأخذ تفكيره في الأمر. الآن هو يعلم أن لا راحة له بعد الذي عاصره.

"هل أقاطع سكون لحظتك يا ابن إنخاها؟"

فاجأه صوت الملك من خلفه، والتفت محدقا إليه بلا إجابة في حين اقترب الآخر، وجلس بجواره على المقعد بينما كان الآخر يتتبعه بنظراته.

"كنت أرى نزالاتك، والدك أخبرك الكثير عن هذه اللعبة؟"

"لقد كنا نلعبها كلعبة تخيلية، لقد وضع لكل جولة قصة وقوانينها الخاصة، كنت مبهورا حينها بهذه الحبكة القوية، لقد ظللنا نلعبها لسنوات وفي كل مرة يأتي بجولة جديدة ويريدني أن أخبره كيف ستكون ردة فعلي إذا أصبحت بداخلها"

فابتسم قائلا "وهل أخبرك بمدبر اللعبة؟"

"لا، كما لم يخبرني بأنه هو من أنشأ اللعبة واستخدمها على أشخاص آخرين، كل ما أعرفه أنه يراقبنا من مكان بعيد في كوكب آخر"

"لم تكن لتعرف لو لم تدخل؟"

"أبدا"

"قل لي يا ابن إنخاها، ما هي أكبر مخاوفك؟"

فأجابه بنظرة جدية ناظرا بفراغ إلى المنظر أمامه متذكرا ما قال له إنخاها في غابة الوهم

"أن لا أنعم بالراحة في راحتي، أن تصبح راحتي عبئا علي"

"وكيف ستتجنب ذلك؟"

"بأن لا أترك يدا تحتاج عوني، وأن أستخدم كل ما أستطيع من قوة ونفوذ لإزالة أولئك الذين يدمرون حياة غيرهم"

فابتسم الرجل واقفا بعد أن صمت لفترة قصيرة "أنت حقا مختلف عنه"

وانصرف مردفا وهو يهز يده كإشارة توديع "أراك غدا يا ابن إنخاها"

آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)Where stories live. Discover now