٤. لعبة ذات غرض آخر

284 33 3
                                    

ركض ذلك الرجل بين أروقة المكان الخالي إلا من بضع أثاث موضوعة على الجوانب، وعلى وجهه أمارات القلق متجها ناحية الباب الوحيد في آخر الرواق، والذي كان من خشب قوي مزخرف، دق قبل أن يدخل إلى تلك الغرفة الواسعة والتي لا يوجد بها سوى أثاث واحد وهو المكتب الخشبي الذي يجلس خلفه رجل عجوز منهمك في أوراقه، وخلفه تلك النافذة الكبيرة التي احتلت معظم الجدار، والتي تطل على ناطحات سحاب تحجب معظم أشعة الشمس.

كان العجوز بشريا كما الرجل الذي دخل الغرفة هلعا، إلا أن للعجوز هيبة رغم الضعف الذي يبديه وجهه، والحزن.

حدق إليه بعينيه الصفراء المضيئة والحادة، وقال بصوت رخيمٍ هادئ

"ما بك يا أستيد؟"

أطلق الرجل زفيرا محاولا جمع نفسه، وقال

"سيدي الحاكم، لقد بدأت آكسيري هابراما"

أطال النظر إليه لفترة، ثم قال "إنها ليست اللعبة الأولى، ولن تكون الأخيرة عاجلا، ورغم جهودنا إلا أننا لم نعثر على خيط دليل، والتحقيقات بصدده ما زالت جارية، والكل يعرف ذلك. إذا ما الشيء المتغير هذه المرة؟"

"ولي العهد يا سيدي، ولي العهد هذه المرة أحد اللاعبين"

تلك الكلمات جعلته يفز من مكانه غير مصدق "ماذا؟"

"إنه الآن على الشاشة، في منتصف صالة الوزراء، جميع الوزراء يشاهدون الآن في الصالة"

أمسك الرجل العجوز عصاه السوداء، وبدأ يمشي بسرعة والرجل يتبعه، إلى أن وصل إلى قاعة واسعة بها طاولة دائرية كبيرة تحيط بها كراسي، وأمامها شاشة تعرض ما يحدث الآن في اللعبة: عن اللاعبين وهم يقفون أمام لابيرا.

قال أحد الوزراء "سيدي، لقد وصلنا البث اليوم"

لم يعقب الحاكم، بل اكتفى بالصمت محدقا في الشاشة، وقد جحظت عيناه من الصدمة.

ثم أشار أستيد إلى شاب ذي عينين بنيتين حادتين، ويرتدي بنطال جينز وسيع، وقميصا أبيض ذي أكمام طويلة، وسترة سوداء بدون أكمام ذو قلنسوة، ورباطا أبيض على رأسه يغطي شعره "هل ترى هذا الشاب يا سيدي؟"

"ما به؟"

"إنه ابن إنخاها، لقد تم وضعه في اللعبة، والتركيز كله عليه"

برقت عينا الحاكم "إذا قاموا بالتغطية على اختطافهم له عن طريق ابن إنخاها"

"إذا فعلوا ذلك حتى يقتلوه بيسر وسرية ولا أحد يعلم"

"المشكلة أن لا أحد يعلم سوى الوزراء وبعض الفرسان، فقد تم الإعلان عن كونه ولي العهد مساء أمس، يعني أن أيا من خطفه فهو شخص سيستفيد من موته، مثل الوزراء الذين كانوا موجودين في وقت الإعلان"

فقال أستيد بتفاجئ، وبتعابير كمن استوعب الأمر أخيرا "إذا لقد كانوا ينتظرون الإعلان!"

فأمره بحزم قائلا " اتصل بمدير مركز شرطة أستينيا حالا! وقل له أن الحاكم يريد أن يعرف أين وصلت التحقيقات بشأن آكسيري هابراما"

جلس على مكتبه بعد ما رآه،  منهك النفس، دخل أستيد بعد أن طرق الباب "سيدي، مدير مركز أستينيا على الخط"

لتظهر شاشة من الجهاز أمامه ويظهر منها رجل بشري، أسمر البشرة، أصلع الرأس، ويبدو في الخمسين من عمره.

"ما أخبار التحقيقات عن آكسيري هابراما؟"

"لقد تقدم محققنا جيدا في الأمر لدرجة أنه استطاع دخول اللعبة كأحد اللاعبين يا سيدي، وما هي إلا مسألة وقت ويكتشف المكان ويخبرنا بموقعه، لذلك الأمر مسألة وقت قبل أن نقبض عليهم جميعا، وستكون هذه آخر لعبة لهم"

آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)Where stories live. Discover now