لا حياة بدونك

698 41 12
                                    

|روسيا|موسكو| الساعة الحادية عشر صباحا|

أرندا:

مر على ذلك الشجار بيني و بين أندرو أربعة أيام، و قد خرجت من العيادة لأنتقل لمنزل العائلة الخاص بأندرو، و خلال تلك الأيام لم ألمحْ وجه اندرو إلا لمرات محسوبة و قليلة و لدقائق معدودة، و قد إستعاد من جديد ذهابه للشركة من الصباح الباكر، الذي أكون لا أزال نائمة، إلى الليل، و قد حظر للعشاء مرة واحدة، و لم نتكلم فيها ابدا.

و مع مرور هذه الأيام بدأت أشعر بتأنيب الضمير نحو اندرو، و قد تملكني العجز من الأشياء التي إتهمته بها ، فأنا أعلم أنه يحبني و أيضا سافر لإسبانيا من أجلي، و كل شيئ قام به لصالحي، فكيف أشك أنه سيجد له فتاة أخرى... و بمجرد التفكير في ما قلته له أشعر ببشاعة الأفكار التي إحتلت رأسي في ذلك الوقت، و كل ما أردته أن أصلح الوضع مع أندرو الذي إشتقت له كثيرا رغم وجوده بقربي، و لكنه بعيد عني أيضا، و بُعده يشعرني بالفراغ و الوحدة، و لا أجد معنى لحياتي بدونه... أعتقد أنني إقترفت في حقه ذنبا كبيرا لا يغتفر بعد كل التضحيات التي قدمها لي و يجب أن أعتذر له حتى لو كلفني ذلك حياتي.

تفكيري بأندرو الأن جعلني أشعر بحاجتي له، و رغبَة بلمسةٌ منه تنعشُني و تعيد الروح لجسدي، فبعده عنى لأيام طويلة جعل جسمي يطالب به بقوة، إشتقت له و لقبلاته، و إلى تجاذب أجسادنا لبعضها و التوافق بيننا... و لكنني أنا الغبية التي خلقت هذا الشجار بيننا، و جعلت أندرو يغضب من ناحيتي بأفكاري السخيفة، و لو أمسكت فمي و نفضت أفكاري في ذلك الوقت لكنت قضبت معه ليالي أتمناها أن تحدث...



وضعت أحمر الشفاه فوق طاولة الزينة بعد أن إنتهيت منه، ثم أخذت عطري أرش بعضا منه على عنقي، و بعدها إستدرت أسير بخطوات رشيقة نحو مرآة طويلة أتحقق من مظهري النهائي.. و بتلقائية مسدت فستاني البني القصير الذي غطى أثار رقبتي بياقته الطويلة، ثم بخفة رتبة شعري، و عدت نحو السرير آخذ معطفي و محفظتي، ثم خرجت من الغرفة بخطوات تدق على البلاط الأبيض.

سرت في الرواق نحو السلالم بحذائي العالي الأسود، ثم ببطئ نزلت السلم، و لكن عندما تقدمت كثيرا وصلني صوت أليكسي و أندرو و هما يناقشان أعمالهما، و لشدة سعادتي بسماع صوت أندرو و تواجده هنا أسرعت أنزل الدرج أختزلهم، و أهرول حتى وصلت لآخر واحدة، و عندها رتبت مظهري بأياد مرتعشة ثم إتجهت نحو قاعة الجلوس بخطوات متوترة، و كأنه اول لقاء لي مع حبيبي.... بمجرد أن دخلت الغرفة بخطوات مسموعة توقف الكلام بينهما، ثم أدار أليكسي رأسه نحوى، و كردة فعل منه أعاد النظر نحو أندرو، ليعيد الإنتباه إلي، ثم بإبتسامة حنونة حياني قائلا:" صباح الخير صغيرتي، نمت جيدا؟"... لم يستدر أندرو إلي، او حتى نظر إلي بنصف نظرة بل بقي على نفس جلسته السابقة جالس على كرسيه يوليني ظهره العريض، و كانت هذه الحركة منه جعلتني أمسك دموعي التي ترقرقت في مقلتاي رغبةً في تحررها، و لكني لم أرغب بالظهور بمظهر الباكية امام كلاً من اندرو و أبوه، لذلك تجاهلته لبعض الثواني ثم حولت إنتباهي لأليكسي، و أجبته بإبتسامة:" صباح الخير لك أيضا، لقد نمت جيدا، و أسفة على تأخري في النوم".

أَرَنْدَاWhere stories live. Discover now