قرار مهم

1.3K 77 16
                                    

أندروس:

كنا نجلس على طاولة الإفطار عندما فتحت الموضوع، لم أكن أريد أن أضغط عليها كي تخبرني الحقيقة لكنني أردت و بشدة أن أعرفه و أساعدها مهما حصل.

كانت تنظر داخل عيناي تقرأ صدقهما، ولكي أجعلها تثق بي جعلت من عيناي توصل لها مشاعري، و عندما شعرتْ هي بذلك أزاحت عسليتاها من عيني ثم إرتشفت من كوب مائها.

أنزلتْ رأسها ثم وصلتني كلماتها التي إنتظرت أن أسمعها بفارغ الصبر:" قرر أبي سأتزوج من صديقه ذو
الخامس و الثمانون عاما مقابل بعض الأسهم "...........
بقيت صامتا من شدة الصدمة ،لم أستطع أن أستوعب كلماتها التي نطقت بها للتو، لا أعرف ما الذي جعلني أنصدم أن عمر صديق والدها خمس و ثمانون عاما... أم أن ألمادو سيضحي بأرندا مقابل بعض الأسهم......... أم أنني إنصدمت كونها ستتزوج، و يبدو أن هذه الأخيرة سبب صدمتي و سكوتي الأن... فأنا لن أقبل أن تذهب عنى و تتزوج بعدما تطورت مشاعري نحوها سأفعل المستحيل كي تبقي بجانبي، سأقف في وجه أبيها إن تطلب مني الأمر، لا أستطيع أن أترك عزيزتي أرندا بعد الأن، خاصة بعدما حصل ليلة البارحة، و بعد أن شعرت أنها تكن لي ولو قليل من المشاعر.

تمالكت نفسي ثم فتحت فمي كي أتكلم و أخرج من صمتي الذي دام لمدة طويلة قليلا،و قلت بصوت حاولت إخراجه هادئ عكس الغضب الذي بداخلي :" و ما كان جوابك؟" أردت أن أعلم رأيها حول هذا الموضوع رغم أنني أعلمه مسبقا و فليلة البارحة كانت أكبر جواب على سؤالي الذي أطرحه الأن، لكنني أردت أن أسمعها وهي ترفض طلب هذا الزواج.

رفعت رأسها لتنظر لي و على وجهها ملامح الغضب ثم أردفت :" بالتأكيد لم أقبل، لن أعيد الخطأ مرتين فقد تعملت سابقا من خطئ، و لن أتزوج مهما "

أومأت برأسي و إستندتُ على ظهر الكرسي ثم سألتها:" و ما الذي تخططين لفعله الأن؟" بعد سؤالي هذا تقدمت أرندا للطاولة تضع مرفقيها عليها ثم وضعت كيفها على رأسها، وصلتني تنهيدتها قبل صوتها الهامس:" لا أعلم... لم أفكر في حل، كل ما أعلمه أنني لا أريد أن أتزوج هذا العجوز".

لم أشعر بيدي التي إمتدت تمسح على خصلات شعرها التي تغويني كل مرة كي ألمسها، و يبدو أن هذه المرة إستجيبت لإغوائاتها لي دون شعور مني كي أواسيها قليلا .
رفعت أرندا رأسها تنظر لي بعينان تغلفهما طبقة من الكريستال جعلت منهما يلمعان بقوة.
قطعت تواصلنا بسرعة عبر إغلاقها لسكرتيها لتعلن عن سقوط حبات من اللؤلؤ...رفعت يدي أضعها على وجنتها أمسح دموعها ، ثم طمأنتها:" لا تقلقي، أنا معك و سنجد حلا... كل شيئ سيكون بخير" أومأت برأسها ثم رفعت أناملها الرقيقة تمسح ما تبقي من دموعها.

بعد حوارنا هذا أكملنا فطورنا في هدوء و لم يتحدث أي منا مجددا، كان كل واحد يغوص في أفكاره.

                       *****

كنت أقف أمام الباب كي أذهب للعمل و بجانبي أرندا التي كانت تبتسم في وجهي، ثم قالت برقة :" شكرا لك أندرو على مبيتك هنا ليلة البارحة، و أعتذر عن الإزعاج" إبتسمت بخفة ثم إقتربت إليها أجيبها :" لا تتأسفي مجددا لقد قلت لكني أنني سأفعل من أجلك أي شيئ" أومأت بإحراج ثم أنزلت رأسها.

أَرَنْدَاDär berättelser lever. Upptäck nu