لقاء غير سار

1.9K 106 6
                                    


أرندا:
بعد عودتي من المحل إلى المنزل أخذت حماما دافئا لأريح أعصابي قليلا، ملئت الحوض و أضفت بعض العطور إليه، نزعت عنى ملابسي و إتجهت إلى الحوض وضعت قدمان ثم أزلقت جسدي ببطئ لأتعود على حرارة الماء.

جلست هناك أتذكر بعض ذكرياتي مع نوا كصديقة فرغم أننا كنا سنتزوج لكن لم نكن نحب بعضنا إلا كإخوة و أصدقاء فصداقتنا بدأت منذ أن صار والده و والدي شركاء منذ أربعة عشر عاما اي منذ أن كنت في  الثانية عشر ، كان والده يصطحبه معه إلى منزلنا لمناقشة العمل مع أبي كونه كان يتيم الأم و لا يستطيع أن يتركه بمفرده ، كان نوا في نفس عمري لكنه كان خجولا جدا و لأننى كنت فتاة إجتماعية جدا و مرحة صادقته رغم خجله و إستمرت صداقتنا لكن بعد أن تعرف على ناتاشا و أصبح حبيبان بدأ نوا يتغير نحوى، فلم تصدق ناتاشا أننا مجرد أصدقاء هي ظنت انني أحبه لذا حاولة إبعادنا، و عندما قرر والدينا أن يزوجانا سمعت أنهما تشاجرا و تركته ، بعدها أصبح يلقى باللوم علي لا أعلم مالذي قالته له ليصبح هكذا، فأصبحت لا أعرفه كما قبل.
***
بعد مدة كانت دموعي على خدي مسحتها بسرعة و إستقمت للخروج من الحمام لففت منشفة على جسدي و أخرى ألفها على شعري، إتجهت لغرفة الملابس إخترت بيجامة حمراء تتكون من شورت و قميص قصير فوق السرة، ذهبت مرة أخرى للحمام لأجفف شعري، ثم عدت لغرفتي أستلقي على سريري الكبير أغمض عيناي كي أنام قليلا فما زال اليوم طويلا.
                     *****

فتحت عيني و كان الليل قد حل بالفعل، إستقمت وأخذت هاتفي المرمي فوق الطاولة منذ أن أتيت، فتحته لتبدأ الإشعارات بالوصول عدت مكالمات و رسائل من أمي، قرأت بعضا منها.
《أرندا أرجوك أجيبي على مكالماتي》. 《هل أنت بخير عزيزتي؟ هل وصلت إلى روسيا سالمة؟ 》.《أرجوك ردي علي أرندا أنا قلقة جدا عليك، أريد أن أسمع صوتك 》أعلم أن أمي قلقة لذا أجبتها في رسالة قصيرة《أسفة أمي لم أفتح هاتفي، أنا بخير لا تقلقي》بعد أن أرسلت الرسالة كانت الساعة السابعة مساء.
نزلت إلى المطبخ لكي أكل لكن لم أجد أي شيئ يأكل، تذكرت انه يجب علي مكالمة الخدم و الطباخة للقدوم .
عدت لغرفتي بعدها لأطلب طعام من الخارج و بعد مدة سمعت جرس الباب الرئيسي لأنزل كي أفتح الباب، و صلت للطابق الأول عندما رن الجرس للمرة الثالثة أسرعت لأفتح الباب الخارجي أوتوماتيكيا ، ثم ذهبت كي أفتح باب منزلي ليقابلني رجل اراه لأول مرة، لم يكن رجل توصيل الطعام.
وقفت انظر إليه بدهشة على وجهي رفعت نظري ببطئ على جسده الطويل كان يرتدي بذلة بالأزرق القاتم، ثم إستقرت عيناي على وجهه، شعر فحمي طويل بعض الشيئ، عيون سوداء و حاجبان كثيفان قليلا بلون الأسود، شفتان رقيقتان ، يغطى وجهه لحية خفيفة على بشرة بيضاء.... بالمختصر كان جميل وايضا.... نوعي المفضل.
بعد أن تفحصته جيدا إنتظرت أن يقول أي شيئ، لكنه كان يحدق في وجهي ثم رأيت أن نظره إنحرف إلى شفتايا.
مرة ثواني لأحمحم و يتدارك نفسه بسرعة ليبدو لي أنه توتر قليلا، قطع الصمت الذي بيننا بقوله "أمم مرحبا" نظرت إليه مرة أخرى من الأسفل إلى الأعلى ليتكلم بينه و بين نفسه:" يبدو لي أنها لا تتكلم الروسية" قاطعت تكلمه مع نفسه لأقول بصوت ساخر قليلا:"أستطيع أن أفهم ما تقول بالمناسبة يا سيد" نظر لي بدهشة ثم رد علي:" أسف ظننت أنك لا تستطيعين تكلم الروسية" إبتسمت بخفة ثم شابكة يدي مع بعض و قلت :"لا بأس، من أنت بالمناسبة؟" ثم أخرجت طرف رأسي من الباب لأنظر يمينا و يسارا ثم عدت لمكاني أكمل حديثي لأغيضه قليلا :" هل أنت رجل توصيل الطعام " رفع حاجبه الأيسر:" وهل أبدو لك كرجل توصيل الطعام يا أنسة، ولا لست كذلك"بقيت على نفس وضعيتي و أجبته:"و ماذا تريد منى إذا؟" أجابني"أتيت لأتفقد حالك إن كنت بخير "رد علي بصبر بدأ ينفذ قليلا ، أرجعت رأسي للوراء و ضحكت:"و كيف تراني الأن أنت؟ أنا بخير لم أمت لا تقلق "أكملت كلامي أعقد حاجبايا :"و من أنت لتتفقد أحوالي؟" تكلم بصوت غاضب قليلا:"أنا أندروس إبن 'أليكسي دوستوكيفسي' أرسلنى
أبي لتفقد أحوالك"أومأت برأسي لأرد عليه:" أنا بخير كما ترى، يمكنك الذهاب الأن يا سيد أندروس إن لم يكن هناك شيئ أخر" ياإلهي لقد أغضبته الأن حقا، بعد أن ضحك ببرود و غاضب واضح إتجاهي إستدار ليذهب لأقول بصوت عالي:"أوصل سلامي لعزيزي أليكس" ثم أغلقت الباب و إتكأت عليه..... دقيقة و أنا على نفس الحال أفسر سبب تكلمي معه هكذا فأنا عادة إجتماعية ولا أستعمل هذا الأسلوب، يبدو أن حالتي النفسية متعبة لذا تصرفت بذلك الأسلوب.
كنت قد قررت الصعود إلى غرفتي عندما رن الجرس مرة اخرى لأتاكد الأن أن الطعام قد وصل أخيرا ، أخذت الأكل و أعطيت العامل نقوده ثم إتجهت إلى غرفتي و أخذت هاتفي أتصل على رئيسة الخدم لتأتي مع باقي الخادمات غدا . بعد ان إنتهيت من الأتصال جلست على سريرى لأبدأ في الأكل ثم النوم من جديد بعد أخذ حبة من الحبوب المنومة.

أَرَنْدَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن