Part 16: ما يحدث خلف الأبواب

Start from the beginning
                                    

" أنت و رسالتك .."

رفع سالفاري حاجبه و أعينه العسلية تراقبها تجعلها تواجه صعوبة في الحفاظ على درع الفتاة القاسية حولها مع ذلك سارعت تكرر على مسامعه الرسالة التي أرسلها تأخذه على حين غفلة:

"في أي علاقة..يكون الأمرعن شخصين منفصلين في المسار ثم  قررا السير معا في سكة واحدة...لكنكِ اخترتِ و لسبب ما أن تتفردي بسِكتكِ...أليس هذا كافيا لتوضح أنكَ اكتفيت؟"

حاولت ألا تكون هناك نبرة اتهام و ألم في صوتها  لكنها فشلت ذريعا في ذلك و تأكدت حين رأت أعينه ترق بطريقة جميلة و هو يأخذ خطوة أقرب لها لكنها تمالكت نفسها و أخذت خطوة للخلف تعيد يديها داخل جيوب سترتها تشد عليهم كمحاولة أخيرة كي تحافظ على صورتها و ظلت تنظر له بأعينها الواسعة تنتظر جوابا منه...

رأته بإصبعه يعدل القبعة كأنه يسمح لمزيد من ملامحه بأن تظهر لها حين أجابها بهدوء يسمح لكل كلمة أن تخترق مسامعها على مهل:

" أرسلت ذلك لأنني أردتك ألا تهربي و تأكدي لي أنك لن تختاري الطريق المنفرد و أنك ستختارين المشي معي.."

جدارها كان قد بدأ ينهار تدريجيا حين قال هذا يجعل بعضا من الأمل يتسلل داخلها مجددا بأنها هي من أساءت الفهم لكن جزء الأنثى داخلها كان عنيدا حين زمت شفتيها لوهلة و لم تستطع ألا تخبره التالي و هي تقترب خطوة منه...نفس الخطوة التي ابتعدتها هي :

" لقد وضعت نقطة في آخر الرسالة يا كروفا...لا أحد يرسل رسالة كتلك لحبيبته و ينهيها بنقطة كأن ذلك هو قراره النهائي و لا يود سماع المزيد..."

رمش سالفاري بغير تصديق لثانية و سرعان ما ظهرت إبتسامة لم يستطع كبحها داخل أعينه فأخفاها حين مسح على أرنبة أنفه ينظر لكيف كانت أعين الأرض خاصتها تركز عليه و نظرة في ملامحها تخبره أنها تملك أفكارا كثيرة لمعاقبته على وضع النقطة في آخر الرسالة...

لا يصدق أنها حفظت الرسالة حرفا بحرف و حتى أماكن وضع علامات الترقيم...هل حقا ركزت على مواضع النقاط؟..ذلك غريب...غريب لكنه كان لطيفا و جعله يود المسح على وجنتها بإبهامه ...لا بد و أن ذلك أقلقها و هو الذي اعتقد أنها تجاهلت الرسالة لأنها لا تهتم...لكن رؤيتها قبل لحظات في الداخل مع رفاقها تبدو منعزلة و طريقة انقباض عضلات جسدها الآن و هي تجاهد لتخفي حقيقة أنها لم تحب مضمون الرسالة و حزنت للنتيجة الني استنتجتها جعله يعتقد أنها ربما...ربما قد تكون جادة في علاقتها معه و ليست تعبث...

جعل ذاك ثقلا ينزاح من على كاهليه لم يعلم أنه تواجد و وجد نفسه يخبرها بنبرة هادئة و أعينه تحمل طيف إبتسامة:

" إن كان هذا سبب عدم ردك فسأحرص على أن انتبه لعلامات الترقيم في المرة القادمة..."

" المرة القادمة ؟.. هل تفكر في هجري برسالة مرة أخرى يا ك...."

نظارات و وشومWhere stories live. Discover now