الموجة السادسة والعشرون

ابدأ من البداية
                                    

زمت ماسة شفتيها وشمخت بذقنها تحديا أكبر وضربات قلبها مجنونة متقافزة .. بين ذهول و عدم تصديق ..

لهفة واشتياق ..

عشق متفجر ..

وغضب فراق طال ..

قالت بهدوء لا يشي بما تحمله من جنون وتخبط مشاعر " هل تعتقد نفسك في السفينة ! .. أفق ! .. أنت في أرضي .. في البر .. وملاكي الحارس على بُعد خطوات من ابنته "

 

للمرة الثانية .. صُدمت برد فعله !

تلك الغيرة العنيفة الغاضبة .. يا إلهي ماذا حدث له !

 

أما هو .. فشعر بأن صفعتها لم تكن بقوة ما تفوهت به ..

وهي تتغنى بأبيها ..

كما اعتادت دائما أن تفعل وهو يسمعها مؤمنا بضرورة عودتها لذلك الأب ..

لكنه الآن .. لم يُرد ولو للحظة أن تتغنى برجل سيكون من الظلم المقارنة بينهما .. بين أن تأتي معه هو .. أو تبقى مع ملاكها الحارس !

ضرب على الحائط بجوارها هاتفا بغضب يخرج فيه أفكاره " اخرسي ماسة "

انتفضت هي مغمضة عينيها من جنونه بينما هو يردف من بين أسنانه المطبقة قائلا بثقة لا يشعرها حقيقة .. ثقة واهية يريد بها أن يثبت لنفسه بأحقيته فيها حتى لو كذبا " لا أنتِ .. لا أبوكِ .. لا بلدك كلها .. هل فهمت ؟؟ .. أنا فقط وطنك .. أنا أبوكِ .. هل فهمتِ .. هل فهمتِ "

 

حينها عاد الغضب أكثر .. قاضيا على الكل عداه ..

فضربت صدره تهتف به قهرا " الوطن ! .. ولمَ لفظني وطني يوما .. والآن يأتي مطالبا بأحقيته في شعبه .. أي وطن هذا .. أي أب هذا ! "

صمتت للحظة ثم أعادت ضربه في صدره .. ضربة قوية في ضعفها .. بينما تردف بتهدج " أنا أقسم .. بالله .. لا أصدق حتى وجودك .. لقد لفظتني يوما .. والآن عدت .. الآن فقط حتى عدت ! "

بينما كانت تنظر له من بين نظرات الغضب والقهر والحزن رأته يتحول للنقيض .. اختفى كل عنفه فجأة كما لم يكن .. مشتت ضائع .. غريب !

بينما يهمس بصوت متخاذل " أنا لم .. أعدك بما هو أكثر "

اتسعت عينا ماسة بصدمة ثم صرخت " ولمَ عدت الآن "

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن