٣. البقاء للأكفأ والأقوى!

ابدأ من البداية
                                    

"لقد تم اختطافي لأنني قطعت إشارة مرور! لم أقتل أو أفضح أحدا"

"لقد اختطفونا من مركز شرطة، كنت لأخرج بعد أن أدفع كفالة، لم أدمر الأرواح مثلهم"

فصاح آرجون فيهم أيضا "كل جريمة مهما كانت صغيرة فهي جريمة، لا تستهينوا بها" ثم قال بينه وبين نفسه "ومع ذلك اختطافنا هكذا، من يظنون أنفسهم ليلعبوا دور الجلاد على الجميع هكذا بلا وجه حق!"

حينها ظهر شاب يبدو في منتصف ثلاثينياته، نحيل يشبه البشر في كل شيء، بشرته بيضاء، وشعر أسود كثيف كعينيه الدائريتين. نطق الشاب بصوت جهوري قائلا "أيها الجمع، القلق في حالنا هذه لا يفيد، علينا أن نتكاتف معا ونجد طريق الخروج، أما الهلع هكذا فلن يخرجنا أبدا، وذلك ما يريدونه"

كان من الواضح أن للشاب مهارات قيادية، وشخصية قائد، إذ كان صوته يوحي بالطمأنينة، وقد هدأت الجموع المتوترة الهلعة.

ثم قال بصوته الواثق "علينا إذا أن نجد خطة"

أراد أنسيل في تلك اللحظة تركهم؛ لأن لا أحد من الواضح منهم قد لاحظ تلك الساعة التي تعد تنازليا.

وحين همّ بالمغادرة، استوقفته ذكرى إنخاها معه في أيامه الأخيرة، استوقفته تلك النصيحة التي قدمها له قبل يومين من موته "حين تهم بفعل شيء أو ترك شيء اسأل نفسك دائما: هل هذا شيء جيد لن يقض مهجعي ولن يطاردني في أوقات راحتي؟ تذكر دائما أن تفعل شيئا لن يقض راحتك الداخلية أبدا، وهذا الشيء هو فعل الصواب؛ لأن الندم دائما يأتي بعد حين"

تنهد سائلا نفسه

"هل سأنام فعلا غرير العين مرتاح البال وأنا أعلم أنني تركت أرواحا أستطيع مساعدتها للموت؟"

أنسيل ليس شخصا اجتماعيا بتاتا، لكنه في ذات الوقت لا يعاني خجلا أو قلقا تجاه حديثه مع الغير، لذلك حين أراد توجيه رسالة لهم التفت إلى الشاب الذي ألقى الخطبة وقال له "علينا التحرك بسرعة، والركض في الإتجاه الذي تشير إليه الشاشة" وأشار إلى طريق ترابي معبد، مكملا حديثه "قبل أن ينتهي الوقت من على تلك الشاشة أو سنموت"

أمسك الشاب ذراعه قبل أن يذهب بعد أن قال جملته، مستفسرا

"انتظر كيف علمت ذلك؟"

"لعبت مع والدي اللعبة، أعرف كل إنش فيها، إن لم تتغير بعده"

"إذا تعرف طريق الخروج؟"

"نعم، لكن لن تعطى تلميحات عن الخروج قبل أن تلعب على الأقل ثلاث جولات"

"لماذا؟"

"لسببين، أولا: لا يريدون أن تنتهي اللعبة بسرعة فهذا سيقتل متعتهم. ثانيا: حتى يزرعوا اليأس في قلوب اللاعبين، ويوهموهم أن اللعبة بلا نهاية"

ظهرت الصدمة على وجه الشاب، والانزعاج "ذلك فظيع"

"إذا علينا الآن الركض بسرعة"

أومأ الشاب برأسه إيجابا "حسنا" 

ونادى على الجموع أن عليهم الركض مع أنسيل، فهو يعرف الطرق في اللعبة جيدا، وأن لا وقت لديهم، فبدأ أنسيل في الركض وركض الشاب معه، وبدأ الجمع بالركض أيضا، جميعهم بلا استثناء.

وأثناء الركض قال الشاب لأنسيل "أنا ليكسس، وأنت؟"

"أنسيل"

"سررت بمعرفتك أنسيل" قالها ليكسس مبتسما.

"لا أظن أن أحدا يسر بمعرفتي"

"بسبب والدك؟ لكن من الخطأ الحكم على أحدهم بناء على تصرفات والديه"

لم يجبه أنسيل بل اكتفى بالابتسام، وقف أمام بوابة ذات جدران طويلة تسابق الأشجار في طولها.

ظهرت حينها شاشة تقول "الجولة الأولى، اسم الجولة: لابيرا، الهدف عبور المتاهة، الوقت المقدر: ساعة ونصف، عدد اللاعبين ٥٥."

سأل أحدهم وهو ينظر إلى الجدران، قائلا "أين نحن؟"

فأجابه أنسيل وهو يحدق في المتاهة "في لابيرا، إنها جولة معقدة، توضع فقط في البداية، إذ إن الغرض منها هو تقليل أكبر عدد من اللاعبين"

"إذا هي جولة تصفية؟"

"نعم، ولا يبقى سوى الأكفأ، والأقوى، والمطلوب"

آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن