الموجة الحادية والعشرون

8.3K 293 11
                                    

 

" الحب أحيانا يأتيك كالحلم .. ويغادرك بنهاية مثل الكابوس !! "
 


بعد يومين ..

 

خرجت ماسة تحمل كيس القمامة بعد أن نظفت الحديقة والمرآب جيدا وبافراط كعادتها مؤخرا

ترتدي كنزة صوفية واسعة تغطي فخذيها بأناقة وبنطال من الجينز الداكن الذي اتسخ بسبب التنظيف

اقتربت من السلة الكبيرة المخصصة للقمامة أمام المنزل حيث أن لكل منزل سلة خاصة أمامه ووضعت فيها الكيس تزامنا مع وصول أختها من جامعتها تركن السيارة وتخرج منها مقتربة من ماسة تقبلها من خدها ثم قالت بتذمرها المعتاد الذي لا يخلو من الدلال " الزحام اليوم كان خانقا .. متى ستعودين للجامعة حتى تتولي أنتِ القيادة كالسابق "

ابتسمت ماسة لها قائلة بمشاكسة " تبحثين فقط عن مصلحتك .. هل أنا سائقك الخاص "

احتضنتها نهى بخشونة قائلة " بل أنتِ منقذتي "

تأوهت تقول ضاحكة " ستزهقين روح منقذتك اختناقا يا بلوة العائلة .. اتركيني "

ضحكت نهى قائلة وهي تتحرك لتدخل البيت " لا أرجوكِ .. و من سيتولى القيادة حينها "

ضحكت ماسة وهي تتحرك لتنظف المكان الصغير الملتصق بسور المنزل من الخارج والذي خصصته لزراعة الورد وحشائش خضراء تزدهر في الربيع .. وفي غيابها اعتنوا به جيدا وبنظافته ..

انتبهت أن نهى أغلقت الباب الخارجي للبيت فضاقت عيناها متمتمة وهي جالسة على عقبيها تهتم بالحشائش رغم أنه فصل الشتاء " لم تغلق الباب يوما وكنا نخرج لنغلقه ورائها .. والآن ذكائها الخارق جعلها تغلقه وأنا أقف خارجا .. حسنا ستخرج هي لتفتحه مجددا تلك ( المسطولة ) "

 

بعد دقائق كانت تنهض على طولها تنفض شعرها الطويل للوراء تتأمل المساحة الصغيرة .. في الربيع تكون خلابة .. ابتسمت و سؤال خاطف مر على خاطرها ( هل سيحب آدم الورد هذا إن رآه )

ابتسمت بمرارة من تلك الخاطرة وسرعان ما نفضت يديها ببعضهما تتحرك ناحية البوابة وهي تفكر بأنها ستعود لعملها الذي تحبه جدا بعد أيام قليلة لكنها مع ذلك غير متحمسة

أجبرت نفسها على التفكير بأنها أبدا لن تتخلى عنه مهما حدث .. عملها بالذات كان مهما جدا لديها ومصدر فخر لها ولأبويها وأختها أيضا

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now