الموجة الحادية والعشرون

Start from the beginning
                                    

تنهدت تزيح أي أفكار من رأسها بهذا الشأن .. لقد أمرها أبوها أنها ستعود .. ولن تكسر له أمرا أبدا .. خاصة أنه يتألم لرؤيتها بهذا الشكل ..

تحمد الله أنه لم يخبر أحدا بالأمر وقد اعتقدت أن أمها وأختها تعرفان ليس هو فقط .. لقد أخبرهم أن بكاءها تلك الليلة كان بسبب كابوس وصدقاه ببعض التوجس .. وها هي تحاول أن تكون بخير لأجلهم هم قبلها مؤجلة التفكير بما قاله والدها عن تزويجها لوقت آخر حتى تقنعه بإستحالة الأمر

تمتمت شاردة " أجل .. لتبقى الأمور مستقرة الآن .. أريد التقاط أنفاسي "

عادت تنفض أفكارها مجددا بحزم والتي ما أن تغادرها فكرة حتى تهاجمها أخرى ورفعت نظراتها تتأمل الشارع الواسع ببيوته المتناسقة مشتاقة حقا لكل مكان فيه

كانت ستعود وتدق الباب لتفتح لها نهى لكنها انتبهت أن البيت المقابل فُتح بابه ويخرج منه شاب وفتاة

انتبهت جيدا للفتاة .. فهي خلود صديقتها منذ الطفولة حتى تزوجت وانتقلت لبيت آخر لكن علاقة الود بينهما قائمة دائما .. حتى أنها أتت هي وعائلتها ليسلموا عليها بعد عودتها كما أتى العديد من الناس بالفعل بعد أن انتشر خبر عودة كبرى فتيات يوسف النصار والتى خرجت عنها العديد من الشائعات التي أكدت موتها .. فكانت عودتها خبرا مهما انتشر سريعا بعدم تصديق بعد غياب شهور

انتبهت أن خلود اقتربت ما أن رأتها تقف أمامها تقول بمودة وهي تسلم عليها " يا فتاة .. ألوح لكِ دون أن تريني "

ضحكت ماسة تحتضنها تسلم عليها قائلة " كنتِ شاردة قليلا " ثم أكملت ببساطة كونها صديقتها " إلى أين هكذا "

ردت خلود بطبيعية " سأذهب للتسوق .. أريد شراء بعض الحاجيات لأمي " ثم أكملت باستفاضة محببة " لقد سافر زوجي في عمل خارج البلاد .. فأتيت أنا وابني أقضي الوقت في بيت أبي .. كما أني لم أشبع بعد من أخي "

انتبهت ماسة لآخر كلامها فقالت تعقد حاجبيه بتساؤل " أخوكِ ؟ "

ضحكت خلود قائلة " يا بنت .. ألم أخبرك سابقا أن كريم أخي قد عاد من السفر في نفس يوم عودتك أيضا "

قالت ماسة متذكرة فورا " آه أجل .. تذكرت .. تعلمين أني لم أره منذ كنا مراهقين "

أومأت لها خلود تقول " أصبح الآن شابا مفتول العضلات وسيم .. ربما نجتمع يوما ونخرج سويا .. ما رأيك "

أومأت ماسة مبتسمه دون كلام فقالت خلود على عجل وهي تقبلها " حسنا .. أراكِ لاحقا .. أريد أن ألحق بهذا المجنون قبل أن ينطلق بالسيارة ويتركني "

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now