الاوبرا || 6

101 14 199
                                    


"أ يمكن للروح ان تعذبنا بهذا الشكل؟"


...................

*1892*
الشًهْر الحَادِي عَشْرْ مِنْ السَنَة....

ومنذ ان سطع القمر في سماء تلك الليلة، كنت انا برفقته في ذلك الكوخ، حينها تكورت على نفسي بالزاوية حامية نفسي من لسعات البرد القارص.....

"أ تشعرين بالبرد؟"

هذا سؤاله الذي.طرحه علي عندما رأى اطرافي ترتعش من الصقيع....

"نعم قليلا لكن لابأس سأدفئ نفسي"

سمعت تنهيدته العميقة حتى رفعت رأسي، حينها ادركت انه يقدم على شيء مجنون

"مالذي تفعله؟ هل أنت بكامل قواك العقلية؟"

كان قد خلع سترته وقميصه متقدمًا نحوي، غطى جسدي بهم فوق ذلك الغطاء الاسود الذي لا يفي بالغرض.....

"ادفئ هذا الجسد الصغير، انا اتحمل البرد لابأس لكن أنتِ لن تستطيعي"

نظرت لعيناه بتمعن حتى نطقت مجددا بحروفي المليئة بالعناد

"أنت أمير، وبحسب علمي ان الامراء بالطبع تربوا على الدلال والدفئ والنوم بغرف دافئة، عكسِ أنا من تربيت في بداية عمري في منزل مهتري اخوض في ذلك البرد الذي يأكل عظامي وينهشها"

ابصرت عيناي انحناء رأسه للأسفل ولا اعلم اذ كانت شفقة او تأسف.....

"مع ذلك ليس من شيم الأمراء ان يتركوا فتاة تموت من البرد"

نفتث بسخرية لأسحب قميص والسترة خاصته حتى اقدمهم له مجددا

"شكرا لا احتاج لذلك، وايضا تصرف بأصلك ومعدنك الحقيقي، لا تتصنع اللطف بالاضافة الى ذلك حتى رغم تهريبك لي الى هنا فهذا لا يعني انني سامحتك على خطأك وعلى اقوالك وتلك الكلمات المسمومة"

لا ارى اي تعابير على وجهه فقط الهدوء والهدوء والهدوء....

"لا تنسي أنني الأمير ماركيز يونغي، رغم كل شيء انا لا اتصرف هكذا مع أي حد، لذا احترمي وقدري انني بسيط ولطيف معكِ بهذا الحد او بالاحرى بلا حدود، وليم مينسا"

كلماته المستفزة اثارت غضبي، لأنفث محاولة كبث تلك النيران، نظرت له بأعين ثاقبة

"أنظر انا ليس لي اي حيلة للنقاش لكن ضع بأذنك وعقلك الذي سأقوله، ان كانو جميع الفتيات والخادمات بالقصر وأي كان يتوددون اليك وينتظرون عطفك ولطفك، فأنا سأكون عكسهم تمامًا فأنا لا اريد شيء سوى العيش بهدوء بعيدًا عن اقاويل والدتك، او لأقولها بشكل اخر كونك أبنها، الملكة، لذا ابتعدوا عن حياتي وعن طريقي"

رُوحَينْ || Deux âmesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن