الموجة الثانية عشر

ابدأ من البداية
                                    

 

تفغر شفتيها قليلا وواضعة أطراف أصابع يدها الصغيرة كيد طفلة على فمها .. تنظر له لا تجد مخرجا للكلام .. تحرك شفتيها من تحتهم بحركات خرقاء دون جدوى .. وكأن دهشتها حشرت الكلام في حلقها حشرا .. فاستعصى عليها إخراجه !

 

ظل آدم ينظر لحالتها المصدومة منتظرا بصبر رد فعلها .. متحفزا بكل خلاياه لأي هجوم شرس قد يخرج منها .. وفي نفس الوقت يتذكر .. يتذكر كل كلمة عربية خرجت من شفتيها الشرقيتي المعالم والكلمات !

 

عبارات الغزل التي كان يجاهد في كل مرة حتى لا يفقد سيطرته فيقبلها خاصة و وجهها يتلون بالأحمر ما أن تنطق بإحداها .. رغم إعتقادها أنه لا يفهمها لكنها كانت تخجل من مجرد إطلاقها لكلمات الحب التي لم تعتدها !! ..

وهناك كلماتها السليطة التي كان يجاهد أيضا حتى لا يفقد السيطرة فيصفعها .. متحليا بكل ذرات صبر لم يكن يدرك أنه يملك منه كل هذا الرصيد .. فقط ليكتشف تلك الحورية المتناقضة الكلمات والتصرفات و .. كل شيء ..

 

تقول كلماتها بخبث ماكر معتقدة أنه لا يفهمها .. فكانت تتحدث بأريحية في كل ما يجول بخاطرها .. وكان بدوره يصدر لها وجه من لا يفهم كلامها ويبدو أنه كان مقنعا جدا أو هي من البراءة بحيث لم تشك فيه للحظة ! ..

وكم ينتشي بتلك الفكرة !

أن تكون متحلية بكل تلك الثقة ناحيته فلا تفكر مرتين .. وكم يخشى اللحظة لو تفقدها فجأة ! ..

 

هو حتى لم يكن ينوي كشف حقيقة اتقانه للعربية .. ولكن .. هذه لم تكن مجرد كلمة غزلية ألقتها على مسامعه .. بل اعتراف من قلب الحورية المرتجف خجلا عبَر أخيرا من بين شفتيها المترددتين فيصيب قلبه في مقتل لتتفت ملامح الغموض وادعاء الجهل فيرد رصاصة اعترافها باعتراف أقوى من نفس سلاح أحرفها الشرقية المميزة !..

 

الحقيقه هو يتمنى الآن شيئا إضافيا سيكون هو الأروع بعد كارثة الاعترافين معا ! ..

ترك نفسه لحرية تقبيلها .. لمرة واحدة فقط .. مرة واحدة .. طويلة .. لا تنتهي أبدا ..

أغمض آدم عينيه للحظة وهو يتمتم بداخله بنفاذ صبر " اللعنة على جمالها وخجلها الذي لم أقابل مثله يوما ويُذهب بعقلي .. يا رب السموات أنا هالك .. لا مفر لقلبي من سواد عينيها الحالك !! "

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن