الموجة الثالثة

12.2K 412 25
                                    

" لكن ورغم كل شئ .. سفينتك بداخلها دفئ .. رغم وجهتها الباردة "

 

تشعر بأسواط البرد تلسع كل خلاياها بينما هي تغرق في أمواج سوداء تبتلعها .. أمواج باردة مظلمة لا تقدر على الوقوف أمامها .. فتستسلم لغرقها يائسة وهي تحتضن نفسها علها تخفف من بردها مرحبة بالموت بصدر رحب !..

 

حتى هاجمتها فجأة أنفاس ساخنة بحرارة اللهيب تلفحها .. فتسيل حرارتها بداخلها متخللة كل خلية تكاد تتجمد فيها

دفء .. يذكرها بدفء أبيها عندما يأخذها بين أحضانه بذلك الحنان الذي طالما اغتفرت منه دون توقف ولم تغترف من غيره كمثله يوما ..

دفء تفتقده جدا فتكاد تذوب فيه وتتلاشى رافضة باستماتة أن يبتعد عنها مجددا .. فتشبثت به أكثر في حالة من اللاوعي المرغوب هامسة برجاء " أبي "

 

تشعر بنفسها تطير بعد أن سحبها حضن أبيها من أمواج غرقها الباردة .. ليرفعها معه على سُحب مخملية .. فتتنهد بأمان وراحة ملتصقة بحضنه أكثر .. متنعمة بقربه في حلمها للحظات تتمنى لو لا تنتهي ..

لكن سرعان ما تلاشى كل شئ فجأة وهي تسمع صوت انفجار قوقعة الأمان المحيطة بها المنسوجة من دفئه بين ذراعيه .. تزامنا مع سقوطها من السُحب المخملية وسقوط شئ ثقيل فوقها !!

 

فتحت ماسة عينيها مرتعبة مستيقظة من نومها على صوت مدوٍ تبين أنه ليس انفجار قوقعتها الوهمية وإنما تهشم زجاجي قوي مع سقوطها على .. على سرير !!

ليس هذا فحسب .. فالثقل الذي سقط فوقها ما كان سوى .. أحدهم !..

أحدهم ينام فوقها يلف ذراعه وراء ظهرها بينما وزن جسده الثقيل كله يتحمله جسدها الهش الضعيف يكاد يسحقه بضغطه المفاجئ .. والظلام في الغرفة لم يساعدها في التعرف على هوية ذلك الذي يحاول .. اغتصابها !!!!!

كل هذا كان في لحظتين فقط وعند وصولها لاستنتاجها المهم شرعت بالصراخ مستحضرة أعلى الدرجات من صوتها تستجدي الانقاذ .. لتشعر بيد ذلك المعتدي تكمم فمها فخرجت الصرخة منها مكتومة بباطن كفه الخشن ليزداد هلعها أكثر بينما عيناها كادتا أن تخرجا من محجريهما متوقعة الأسوأ قادما ..

ها هي أسوأ كوابيسها منذ أن فتحت عينيها على هذه السفينة تتحقق .. سيغتصبها أحدهم .. بل ربما سيتسلى بها الجميع وبعد أن ينتهوا منها سيلقوا بها في البحر لتكمل التسلية القروش المفترسة ..

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now