Part 13 : خوف الفلاسفة من الحب

Start from the beginning
                                    

كان ذلك لطيفا لميلينوي...قد يبدو هذا غريبا لأنه غريب بالفعل لها...سالفاري...الفتى الذي لم تتوقع قبل شهر أن يحدثها ...هو اليوم حبيبها و يسألها إن كانت تقبل أن يضيفها لمجموعات خاصة بالنقاش حول الفلسفة...

هي الآن كانت تدخل لعالمه و جعلها ذلك تشعر بأنها مميزة...

تتساءل ماذا ستكون ردة فعل سيا الليلة حين تخبرها ؟...العالم ليس مستعدا للهاشتاغات الجديدة و على الأغلب هي ستأخذ ميلينوي للكنيسة لتطهرها بماء مقدس من أفكارها الجامحة خوفا على سالفاري منها...

" *كانط الميت على يد إمرأة*..هذا هو إسم حسابي في المنتدى..."

قالت ميلينوي هذا بابتسامة خافتة و هي تمسح على طرف شفتها كأنها تعدل أحمر شفاهها و أعينها الجميلة تنظر للمطر من النافذة تسمع من الطرف الآخر ضحكة خافتة بصوت سالفاري العميق تجعل أفكارها تنحرف لمسار غير أخلاقي...

ألا يجدر بأحد ما فرض عقوبة أو مخالفة على بعض الأصوات ؟...تشعر أنها حامل بابنه فقط بعدما ضحك...

يا إلهي...هي في وضع حساس و كذلك قلبها الذي كان يضرب بعنف داخلها و من الحرارة في دمها كانت تشعر بتدفق الدماء لوجنتها...ضحكته كانت مثالية أيضا...و هذا متعب لها لأنها تخشى أن يكون هذا حلم و ما حدث اليوم ليس بحقيقة...

" أنت الفتاة التي وصلتها ثلاث تحذيرات بالفعل ؟....كان يجب أن أتوقع..."

نبرته هادئة لكن تحمل آثار ابتسامة و دون شك هو الآن يمسح على أنفه بلطافة حين قال هذا يرسم إبتسامة داخل أعينها بصمت تأخذ وقتها لتستمتع بلحظة كهذه من وجوده على الطرف الآخر من السماعة...

كانت فعلا هي المقصودة و كما في الحياة الواقعية ملفها و تاريخها حافل كذلك كان تاريخها في المواقع...ثلاث إنذارات هو أمر طريف...من الجيد أنهم لم يطردوها من المنتدى في أول أسبوع...لأن كل من يعرف ميلينوي يعرف حتما أنها ليست من النوع الذي يقبل الأقدام و يمدح المؤخرات ما بالك بمؤخرات فلاسفة موتى...كان عملها في المنتدى الجلد و إظهار عيوب الفلاسفة...

و من ردة فعل سالفاري يمكنها القول بكل ثقة أنها مشهورة في المجتمع....أين التصفيق ؟...هي لا تسمع أحدا يصفق على ذلك..! 

" أجل...لهذا سألتك عن الحب و الفلاسفة...أنا فتاتك المحظوظة التي ستضع مقالا الليلة عن كانط و سأتعرض لبلاغات كثيرة بسببه...لذا كن حبيبا مراعيا و دافع عني..."

طبعا بعد كلامها و مرة أخرى لم يستطيع سالفاري كبح ذاته وجد نفسه يبتسم باتساع و هو يضع يده أسفل ذقنه ينظر من النافذة و أعينه العسلية تحمل بسمة جميلة يسمع لكيف كانت تتحدث معه بأريحية تستخدم لفظ الحبيب كأنها تود جعله يتعود عليه بأسرع وقت ...

بالنسبة لسبب فعل ميلينوي لهذا فهو بسيط كما خمنه...كانط  فيلسوف لم ينكر احتياج الرجل  لوجود إمرأة و لم ينكر ضرورة وجود الحب في الجنس لكن نظرته للمرأة كانت مختلفة و كان يرى بأن شرف المرأة يكمن في تواجدها في المطبخ و الاهتمام بأمور المنزل و زوجها..و انتهى به الأمر أيضا وحيدا دون إمرأة في حياته أو حب في حياته مع رفض تام  للدخول في أي نقاش مع أي إمرأة تحاول تغيير نظرته للمجتمع النسائي...و ميلينوي حية ...لذا  يعتقد أنها ستفعل.. هي ستمثل دور كل النساء ممن رفض كانط التحدث معهم...

نظارات و وشومWhere stories live. Discover now