رَائِحَـةُ ٱلْـدّمـاءِ

96 8 22
                                    

ٱلْـفصلُ ٱلْـتّـاسعْ عَـشرْ :

رَائِحَـةُ ٱلْـدّمـاءِ تُسْكِـرُ أُنـوفَ ٱلْـشّيـاطِينْ

______________________________________________

" لـَا بُـدّ لكُلّ ظـالـِم جَـبّارٍ، صَـارمٌ بَـتَارْ "...

___________________________________________

إنّ شخصيّـة ٱلْأميـر ٱلْـرّابع هـي شخصيّةً واقعيّةً، جمعت بين المـآسي و الإنتقـام. قصْـرُ داميـون بالنسبة لـنَامجـُون، حضـارة جمعتْ بينَ مأساته، و بين حضـارةٍ تعظّمُ ٱلفِـکر و ٱلتّعلُـمَ، تقدّسُ ٱلنبيل و ٱلْفقيـرَ، تدعمُ ٱلْـعدْلَ و ٱلْمُسـاواةْ، و هذا في خياله فقـطْ!

مـن خلال سطـورهـا تحـسُّ بروعةِ الْدُّنيـا و جمـالُ ٱلـإنسـان، حيثُ يمـوت ٱلْكـاتبُ ليحلّ محلّهُ ٱلـقارءُ، لـيُبحرَ عقلهُ عبرَ بوادِرِ الأفكـار و ٱلـأحداثِ المضمّنةِ بالـريبةِ و ٱلْـغموضِ، سطـور مفعمةٌ بغـوامضٍ رهيبـةٍ تكتنفُ العقل ٱلبشـري.

و ليس عجبـا أنّـها قد تكون أشـدّ المـآسي صقلاً، التّي تبدأ بسـوادٍ بهيـمٍ يَنهشُ ٱلنّفسَ و يسدي على العقل ظِلالَ منتصفِ ٱلليلِ. لتكشِف لنـا عن حُبِّ إطّلاعٍ لطفلة بريئة تشكّل لهـا مستقبلهـا في واجهةِ المرآةِ، و من ثمّة عن خيانةٍ تنتهـي بسفرِ فتـاةٍ نحوَ المجهول، لتكتشفَ و تَكْشِف لنـا عن حبٍّ بريءٍ ينتهـي إلى ٱلجنـون فالـموتِ.

و حُـبٍّ فـاسقٍ طـاهرٍ يشـقُّ طريقهُ بالقتْل و ٱلْـسحرِ و المكائدِ إلى ٱلْـحُكمِ ثُـمّ إلى سفکِ ٱلدماءْ، حيثُ يكونُ هُنَالکَ ٱنتقامٌ تخسرُ فيه روحٌ بريئةٌ حياتهاَ و يموتهُ صاحبهُ هـوادةً، لتمـُوتُ سطور ٱلبداية و تحلّ محلّها النّهايةَ.

فـي ٱلنّهاية يكون العقلُ غيرَ متّزنٍ، حيثُ يضفي هذا عن المدارك الفكريّة و الفعليّة. حيثُ نجدُ أنّ فـي كل مرّة يحاول فيها نـامجون التّقدُم يعود لنقطةِ البداية. و في تلك اللحظة يتوقّف نشاطُ عقلهِ و يعزفُ عنِ المواجهة. حسبَ ما جاء في الرواية أنّ نـامجون بطَـلٌ مغـوارٌ، فـارسٌ شُجاعٌ، أميـرٌ فتيٌّ يهـابهُ أهل الأرضِ و مـا فيهـا من مخلوقات، لا يحفلُ بالمَـوتِ.

لكـنّهُ فـي ساعةٍ من الصّفاءِ ٱلسـرمدي، أصبح يُماطلُ عدوّهُ، و يفقدُ القدرة في بعضِ الأحيانِ الأُخرِ عـلـى الفعلِ و هـوَ في أشَدّ عـزمهِ. نستطيعُ أنْ نقـول بأنّ ٱلْـمأساَةَ المنبلجة في صدرِ الأميـرِ هـي مأساةٌ فكريّةٌ، مأساة ٌ متنـاقضةٌ بيـنَ مـا يفكِّرُ بهِ نـامجـون و مـا يفعلـُهُ. إنّـها مـأْساةُ إنْسـانٍ، هـي مأساةُ رجُلٍ قبل أن يكون أميرا شجاعًـا تمنعهُ تأمُّلاتهُ المنطقيّةُ فيـما ينوي تحقيقه ُ بـدافعِ ٱلْـحُـٰبِّ.

|| • وكْــرُ ٱبْلِيـــس • || K.NJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن