الخطاب الرابع والعشرين: الرحيل

15 3 0
                                    


- رحلت إذن - بكسر التاء - ..

- ماذا قد دار في خلدك ؟ أنني سأبقى للأبد ؟
سأرحل و جميع كلماتي ترحل ..
سأرحل إلى بلد بعيد، حيث أنت لست فيه ..
سأرحل حيث علي البحث من جديد، عن مصدر إلهام آخر و في إيجاده بعدك أشك ..
دعتني الشمس كي أرحل لها لكن من السماء سأراك .. دعاني القمر لكن الليل بك سيذكرني ..
دعتني البحار لكن البحار بصدى صوتك ستخبرني ..
أ لا تترك لي مكانا؟

الرحيل ..

و لم أرحل ؟

كالجنة و النار ما أشعر به ..

أنت مسكني فلماذا أرحل ؟
قد امتلكت بسمتي و دمعي و كل نفسي فقبل إرجاعها لماذا أرحل؟
كلماتنا التي ستنقش -بضم التاء- غدا على كل الأوراق و كل الكتب بشهادتنا تعترف فلماذا عنها أرحل ؟
ذكرياتنا التي لا زالت في طفولتها أ عنها أرحل ؟
أبدا .. أفضل الموت قبل الرحيل ..
و كيف أترك جزءا مني فأرحل ؟
ليتني كنت إنسانا سيئا فأفعل ..

لكنني لست .. و أفتخر بكل دقيقة تمر على معرفتك، مغامرة جميلة هي، هو، اليوم، غدا.. سأظل أحبك لآخر يوم، و عيش الحب لهو الجنة التي تضرب السماء بالأرض و تفتح أبواب الرحمة و تطهرنا من آثامنا ..
فليأتو ليخربوا جنتنا فلن يمسكهم عنا أحد ..
و ليخربوها إن استطاعوا فلن ينجو منهم أحد ..
رفعت الأقلام و جفت الصحف ..
_

تَـــوَغُّــلٌ 19حيث تعيش القصص. اكتشف الآن