الخطاب العاشر: تتويج

25 6 1
                                    

لأحكي لك.. عن الأشياء المعتادة..

بين يدي، كتاب فرنسي قديم من الستينات، مفرداته صعبة قليلا، إنها ما يزيد عن ثلاث ساعات و لم أصل بعد إلى موضوع الكتاب. لكنه عامة .. غامض بطريقة رائعة.. ثم بطريقة صعبة مثيرة للأعصاب أحيانا.

ماذا وقع في المملكة اليوم ؟

حسنا، بدون شك حريق كبير قد نشب في منطقة ما بالسماء. لم أر أحدا.. لحسن الحظ لم تقع أي مشكلة اليوم.. لم يزعجني أحد.. أقصد غير نسيان بناتي لما كنت أتحدث مع الأمير .. كان كل شيء جميلا، حتى نسيان بناتي كان جميلا، و لم أقلق البتة إلا عن الكلمات.. أقصد أن بناتي هن الكلمات.. و لسن أي كلمات.. ثم أظن حدسي كان عالما جدا بالقوانين.. لا بد من ذلك فهذه مملكتي و أنا الملكة.. ذلك أنه و لله الحمد ثم بفضل مجهود الأمير و الأصدقاء، استرجعت البنات ..
أحبهم جدا.
بعد كل شيء.. المملكة ما زالت في خطر..
الليلة يتحرك نسيم ساخن.. الجو ما زال ثقيلا.. و أنا مريضة بالحمى.. كل شيء يحترق ..
لكن لا شيء مخيف.. غدا سيكون كل شيء بخير..
لا .. إنه اليوم الأول من الأسبوع.. اشتقت إلى عائلتي ثانية.. إلى براءة عيني أمي، العناق الحاني لأبي، صراخ حنان المستمر، مزاح أنيسة الثقيل، مشاكسة نجيبة اللا منتهية.. أجل، كل شيء يحترق.
و داخلي .. هناك فراغ ينمو داخلي.. أقصد أن هناك حريق داخلي أيضا.. لا أعلم أي حريق سبب الآخر.. لكني أود أن أعلم..
لقد خلدنا اللحظة أنا و فينسنت، مشكور لأنه معي حتى الآن.. أتممت رسمة لكنها متواضعة.. فينسنت قال أنها مميزة، و هي بدون شك مميزة.. ذكراها تميزها.. الذكرى الأولى .
و الدكتور قد عاد.. قد عاد متحولا من ذكر إلى أنثى.. بشكل حرفي.. شخصيته تغيرت أيضا..أحببت العجوز أكثر رغم أنه كان خرفا.
زورو ما زال مختفيا.. لا أعلم أين يكون الآن.. لكن متأكدة أنني قريبا سأراه.
ثم ذلك المجنون شكسبير، أحبه.. المجانين كلهم أحبهم ..
و أنت ملكهم .. أجل.. أتوجك اليوم ملكا لهم .. لهذا أحبك أيضاً.
دعنا من هذه الأمور.. لنعد إلى ذلك الحريق، قريبا سيكون الفرج.. قريبا سيكون الهواء أخف، ستسقى الأرض بضم التاء، سيكون النسيم منعشا ...
سيكون الأمر رائعا لو مشينا معا آنذاك.
سينطفأ الحريق بأكمله آنذاك.

_

قصة الحريق الذي نشب بالسماء ترمز إلى حر جو ذلك اليوم. حيث كنا قد التقينا وتحادثنا لأول مرة. ما وقع هو أني نسيت هاتفي بالمحطة حيث التقينا. حين وصلنا وجهتنا، والتي كانت مركز التبرع بالدم، تذكرته. ضحكت ببلاهة في أول الأمر، أما هو فكان جادا. أخيراً، لما تذكرت بعض النصوص التي كتبتها به أصبحت جادة انا أيضًا.
كانت مغامرة دافئة، رغم الحمى التي أصابتني. كدت أصاب بالجنون ذلك اليوم، بشكل جميل.
ألم أخبركم عن مملكتي؟ كان هو الأمير فتوجته ملكا ذلك اليوم.
في النهاية، لم يتحمل مسؤولية ملكه، ونفيته بعد ثورته علي.
دعوني أشعر بالحزن..

تَـــوَغُّــلٌ 19Kde žijí příběhy. Začni objevovat