الخطاب الثالث والعشرين: تفاصيل حكاية

13 2 1
                                    


لقد انتشر الظلام، انتشرت الفاحشة، انتشر الشر وتضخم داخل القلوب و الأدمغة و خارجها ..
ما هذا ؟ خوف ! هلع ! توتر ! بؤس ! تعاسة ! غضب ! ظلم ! لقد تحولت هذه الدنيا إلى جحيم حقيقي، و كل هذا بسببكم !

أ و لا يبدو كأننا في حلم ؟
كأن الطبيعة تبالغ من تذمرها ..  لماذا لا توجد فيروسات طبيعية ناقلة خاصة تؤذي المخلوقات الأخرى
بني البشر يستحقون ما يقع لهم.

الحقيقة أنني تعبت من عدم معرفة نفسي. وددا أن أرتاح .. وقد ارتحت .. لقد كانت ذكريات جميلة، لكن جمالها أخذ مني الكثير من الجهد، من الوقت.. أخذ الكثير من روحي كما لم تأخذ أية ذكريات من قبل ..
لقد استنزفت كل طاقتي ..

أصعب شيء كان فقدان المصدر الوحيد لإلهامي. لم أقدر على كتابة أي شيء، و لو كتبت فلا أتعدى الثلاثة أسطر.. الألوان أصبحت بشعة في نظري، لم أعد أراها .. لم أعد أرى إلا البهت و الذبول في أي شيء أفعله .. لقد كنت كعباد الشمس، تبعت الشمس طوال النهار بشغف، ثم لما اختفت، ذبلت و اختفى الشغف، و اختفيت.

لكنني لم أختف .. لقد كان القدر أن أختفي لكن لم أفعل.. بفضل كمية الألم، الذي لم أعد أشعر به .. لما تكون في قمة المتعة بأي شيء، فإنك تخاف من الهبوط و من زوال المتعة، إلا أنه لما تصبح مؤمنا و موقنا بذهابها، فلا يعود الألم مهما أبداً، لا تحس به أبداً..
فقط تجلس و تشاهد، حتى يذهب كل شيء
و لا يبقى شيء
و تمضي
تكون قد عرفت نفسك قبل هذا، عرفت كل شيء عنك، عرفت من أنت .. فترجع مجهولا لا تعرف حتة عن أي جزء منك .. أنت تتغير .. أنت لست أنت دائما ..
فقط لنحاول أن نكون أفضل ما نستطيع أن نكونه.. أن نحلم بأكبر الأحلام .. أن نحب بأقصى ما نقدر .. أن نعيش بأقصى ما نملك ..

و كل تفصيل وراءه حكاية، فما حكاية تفاصيلك ؟

-

تَـــوَغُّــلٌ 19Where stories live. Discover now