الفصل الرابع : { أشيـاءُ لا تُقـال }

Start from the beginning
                                    

حملته قدميّه بعيداً، أصوات التأوه والزمجرة البذيئة لمُتعتهما تُلاحقه كقطيعٍ من الذئاب خلف حملٍ صغير. كان عليه تجاهُل الطريقة التي جعلت فيها صوت التأوهاتِ بِنطاله ضيّقاً، كان عليه تجاهُل الطريقة التي إحمرّت فيها وجنتيّه لأصوات الزمجرة.

ظنّ جونغكوك أنّه قد إعتاد الهواء الثقيل جيداً ولكنه الآن يشعُر وكأنه يقوم بخنقِه.

أخذ الفتى خطوات مُتسارعة، رأسه يدور بذات سُرعة دقّات ساعتِه. هرع إلى غُرفته مُغلقاً الباب ومُرتعداً ضد الخشب.

هل... هل كان هذا ما قصده تايهيونغ عندما قال أنّه لا يُريد إخافته بعيداً؟ هل كان هذا سبب خروج فتى الإسطبل من غُرفة السيّد بـارك بملابِس غير مُرتبة؟ بثور الإوز تُغطي جسده المُقشعِر الآن.

جونغكوك يحتاج إلى إجابات. لا، ما يهتم بشأن الإجابات؟ بل عليه الرحيل!

كاد ينتزع باب الخزانة بفتحِها ليمسك بملابسه ويرميها داخِل حقيبته. هو بحاجةٍ للخروج من هُنا، بحاجةٍ إلى بعضِ الهواء المُنعِش، بحاجةٍ إلى تصفية ذهنه، بحاجةٍ إلى نسيان هذا.

هرع خارِج الغُرفة وركض عبر السلالِم. عبر الغُرف، عبر الأروقة، ركض شاعراً باللّسعِ والحرقِ في عينيّه بينما أُغرورِقت بالدموع. قام بمسحها بعيداً، غاضباً من نفسه لكنّ المشاعِر لهذا المكان في ظلّ ساعاتٍ قليلة.

ركض عبر الحديقة، غير مُعطٍ أيّ لمحةٍ أُخرى مهما كان مِقدار جمالِها.

كانت ساعته تتسارع وتتسارع، تدقّ بقوةٍ ضدّ الزُجاج. حاول التنفّس بشكلٍ طبيعيّ ولكِنّه كان عالقاً وسط نوبة هلعٍ.

أخذ جونغكوك خطوات كبيرة نحو البوّابة الأمامية عندما جعلنه صوتٌ ما يتوقّف فجأةً، تماماً كما فعلت ساعته وكأنّه كان يُسلّط قوىً سحريّة ضدّها.

" ڤيلايك آوتشي!"

تجمدّ جونغكوك في مكانه. لَم يكن يخطّط لقول الوداع. لَم يخطط لجعل ملامِح حارِس الأرضِ خائبة الظنّ ذكرى أخرى لن يتمكّن من نسيانِها.

"إلى أين تذهب؟" سأل تايهيونغ، خطوات أقدامِه تقترِب من الفتى الغُرابي بسُرعة.

"العشاء خلال 15 دقيقة... عليك العودة إلى الداخِل و-"

"أنا لن أبقى هُنا،" نطق الأصغر بحدّة، مُفاجئاً نفسه بخروج كلماته الفوريّ.

كان جونغكوك خائِب الظنّ وغاضِباً، ولكِنّه غير واثقٍ على من، لذا قام بتوجيهِه على تايهيونغ.

قام بالإستدارة مواجهاً الرجُل فائِق الجمال وقد كره واقِع أنّ قلبه كان يثِب أسرع لرؤيتِه.

كان تايهيونغ يتصبّب عرقاً حتى بدا وكأنّه قد أخذ حمّاماً للتو عند البِركة، القطرات تتساقط من شعرِه على وجهِه وقميصُه يلتصِق بجسدِه.

BROKEN CLOCKS || VMK            (مترجمة)Where stories live. Discover now