BROKEN CLOCKS || VMK (مترجمة)

الفصل الرابع : { أشيـاءُ لا تُقـال }

كان الفتى الغُرابي يمشي على أصابِع قدميّه أسفل الأروقةِ الضيّقة كقطٍ هادئ، صوت صريرٍ ينتُج عن كُل خطوةٍ أخذها على الأرضية. الهواء الثقيل كان صعب التنفّس قليلاً، ولكِن كُلما أطال المشي في الأرجاء، كُلما إعتاد عليه أكثر.

وجد جونغكوك نفسه داخِل الرواق الذي هرب إليه سوكجين ونامجون.

سابقاً، كان يُريد السؤال عمّا كان سيفعلُه الرجُلان، فضولاً لما قد يكون أكثر أهميّةً من أخذ عضوٍ جديد في الطاقم حول المنزِل. ولكِنه لَم يكُن مُتأكداً ما إن كان لديه الحقّ في المعرفة حتّى. تقنيّاً كان هو رئيس الخدمِ الجديد الآن، ولكِنه أيضاً كان مُجرّد فتىً في التاسِعة عشر من عُمرِه، وكِلا الرجُلين يبدوانِ بالغيّن تماماً.

الرواق الذي مشى فيه كان مثل أي واحدٍ آخر في جناح الخدم فحسب. صغير، ضيّق، مُظلِم.

مشى جونغكوك متجاوزاً الابواب، قلبه يتسارعُ لإدراكه أنّه كان هُناك فرصة أن يفتح أحدهُم فجأةً ويُواجهه مع شخصٍ آخر.

الفكرة جعلته يُريد التراجُع على الفور. لَم يكُن جونغكوك شخصاً إجتماعياً للغاية، لَم يُرِد التأتأة في وجهِ أحدهِم مُجدداً وتمزيق سُمعته أكثر قبل أن يتمكّن من بنائها حتّى.

ولكِن في اللّحظة التي قرر فيها الهروب عبر الأروقة المألوفة، أصواتٌ غريبة شدّت مسامعه.

توقّف عن المشي، ولكِن أصوات الصرير التي لَم تأتي من الأرضيّة لازالت تنتقِل عبر الرواق. إستمع بشكلٍ أقرب. بدا وكأن الصوت يأتي من سرير. إيقاعٌ ثابِت، كصوت دقّ السّاعات، رُغم أنّها كانت أسرع، ومصحوبةً بصوت بُكاءٍ صغير، تتخلّله الحاجة الشّديدة واليأس.

"اللّعنة... جوني..." سمع جونغكوك صوتاً مألوفاً يهمِس، متبوعاً بصوت تذمّرٍ مُفاجئ ومُرهق وقد بدا مُثيراً للشهوة حتّى أنّه جعل وجنتيّه أكثر سخونة.

"إنّها سيّدي في غُرفة النوم عزيزي... ألَم أُعلّمك ذلِك؟" زمجر بهمسٍ صوتٌ آخر سبق وأن سمعه الغُرابي من قبل بكُل تأكيد.

لا يُمكن ذلِك، فكّر جونغكوك، تخطّى قلبه نبضاً بينما وضع وجوهاً لتِلك الأصوات. هو كان يحلُم، يهلوِس، يتوهّم، بالتأكيد.

"أنت مُثارٌ للغاية اليوم..." نطق الصوت المُنخفض بلهاث، صوت الصرير يُسرِع أكثر خاسراً إيقاعه الثابِت. "أتزال غير راضٍ بعد 3 مراتٍ؟"

كوّر الفتى قبضتيّه وغرس أظافِره داخل راحتيّه، أملاً أنّ الألم سيجعلُه يُدرك ما إن كان ذهنه يلعبُ الخدع عليه.

"أسرع~ سـ-سيّدي... أرجوك~"

رمش جونغكوك بضع مرات، خارجاً من حالته المُتحجّرة ليشهق على صرخة جين القذِرة.

فُتحت عينيّه على وسعهما في صدمة وتعثّر للخلف، مُتمسّكاً بالحائِط للدعم.

جين ونامجون... كانا هُما الإثنان. هو كان مُتأكّداً.
قِطع الأُحجية تقع في أماكِنها. الطريقة التي كانت ساعاتهُما تدُقّ معاً بشكلٍ جميلٍ للغاية... كان بسببِ هذا؟! ولكِن هذا لا يُمكِن! لقد بديا له كرجالٍ نُبلاء، التوازن بينهما الذي جعلنه يغار! الصورة التي كوّنها عنهما تمزّقت لقِطعٍ صغيرة وأستُبدِلت بأخرى أقل جمالاً بكثير. كان الأمر مُخزياً ببساطة! أمرٌ فظيع!