١٧ | جولة في المحيط.

1.2K 165 281
                                    

الفصل السابع عشر

***

شروط الفصل الجاي:
١٥٠ تعليق، ٨٥ تصويت.

***

ركضتُ و ركضتُ و ركضتُ.

كل ما كنتُ أفعلهُ هو الركض إلى هدفي، لم أرى أمامي شئ سوى الوصول إلى منزل الطبيب ماركوس، و لم أسمع هتافهم خلفي بل كل ما كانت تسمعهُ أذناي هو صوت ركضي على أوراق الشجر البرتقالية المتساقطة، حتى أنفاسي لم أسمعها جيداً.

رأيتُ المنزل وصلت إليه أخيراً. " إيلورا! " تباً لهم، تقريباً إرتطم كامل جسدي في الباب و لكنني تناسيتُ ذلك و ضربتُ بكل قواي على الباب بيداي الإثنتين، ثم إبتعدتُ خطوة و إنتظرتُ لتلك الجنيّة الصغيرة أن تخرج و تطلب مني كلمة السر.

و لكن لا شئ حدث، و جُنّ جنوني.

عدتُ للضرب على الباب بجنون. " طبيب ماركوس! " بيداي الإثنتين ضربتُ الباب و لكنهُ لا يُجيب، لا أحد يجيب! " طبيب ماركوس إفتح الباب! " كدتُ أعود للضرب و لكن هناك شئ قوى إصتدم بجسدي و عيناي لم ترى سوى هدفي الذي يبتعد.

" توقفي! " لا! " إبتعد عني، إبتعدوا جميعاً عني! " الأذرع كانت أقوى من أن أُبعدها عني بعدة ضربات لأنها لم تكُن الأذراع تعود لشخص واحد، كانوا أكثر.

و في وسط كل ذلك الجنون، رأيتُ الظرف الذي يحمل صورة أبي على الأرض و بعيداً عنهُ صورتهُ، كل ما أملُك.

" لا! " إنحنيتُ و شعرتُ بجسدي يتحرر من كل تلك القيود، تعثرتُ و وقعتُ على ركبتاي و لكنني أمسكتُ صورة أبي ثم الظرف، و رأيتُ الإسم مكتوباً بأكثر خط أنيق رأتهُ عيناي.

كالفادوس.

" إيلورا؟ أنتِ بخير عزيزتي؟ " أنا لستُ عزيزتكِ جلادريل، يداي ضغطتا رغماً عني على الصورة و الجواب، و وجدتُ نفسي أنهض و أعود إلى باب الطبيب قبل أن أتوقف عندما رأيتُ سبايك يقف في منتصف طريقي بسرعتهُ العالية، رافعاً كلتا يديه أمامي.

" إيلورا إسمعي، هو ليس هنا بَعد الآن، لقد قال بنفسهُ أنهُ كان على وشك المغادرة قبل أن نأتي. " هراء، كل هذا هراء. " إتصلوا به، ألا تمتلك الساعة؟ لنذهب إليه، إفعلوا أي شئ! " صرختُ في وجوههم دون أن أعي ماذا يحدث حولي و ماذا أقول، عقلي لا يُفكِر في شئ سوى أبي.

و رؤيتهم يقتربون نحوي الآن بهذه الطريقة كأنني تلك المجنونة الهاربة من مستشفى الأمراض العقلية تثير غثياني و تجعل البرد يجري في عظامي. " إيلورا وجهك أحمر، تنفسي. "

" أنت تحديداً لا أريد سماع صوتك، إخرس، إختفي من أمام عيناي! " أشرتُ بإصبعي نحوهُ و رأيتُ وجههُ الذي ينظر نحوي بطريقة غريبة، مثيرة للشفقة.

Colin Academy | أكاديمية كولين Where stories live. Discover now